جاء لسقراط " فيلسوف وحكيم يونانى قديم " شخص يقول له بحماس شديد :
هل تعرف ما سمعته أخيراً عن أحد تلاميذك ؟!
أجابه سقراط : قبل أن تتكلم أريد أن أجري عليك
اختباراً بسيطاً وهو اختبار "مصفاة
المثلث".
سأله الرجل مندهشاً : وما هو هذا الاختبار العجيب ؟
أجابه سقراط : هو اختبار يجب أن نجريه قبل أن نتكلم.. سنبدأ في تصفية ماسوف تقوله.
أول مصفاة اسمها الحقيقة
هل أنت متأكد أن ما ستقوله لي هو الحقيقة ؟
قال الرجل لا لست متأكداً ، أنا سمعته من فلان ....
قال سقراط حسناً.. إذاً أنت لست واثقاً إن كان الأمر
صحيحاً من عدمه . فلننتقل إلى المصفاة الثانية
وهى مصفاة الخير
هل ما ستقوله لي هو للخير ؟
فأجاب لا بل على العكس .
أكمل سقراط حسناً تريد أن تقول لي خبراً سيئاً حتى وإن
لم تكن متأكداً من صحته ؟ ومع ذلك فسوف نجرب المصفاة الأخيرة
وهى مصفاة الفائدة
هل ما ستقوله لي سيعود على بالفائدة
؟
أجاب الرجل في خجل .. لا ليس له فائدة .
ختم سقراط الحديث بقوله إذاً مادام ماتريد أن تقوله
لست متأكداً من حقيقته ، ولا هو للخير ، وليس له فائدة
فلماذا تريدني أن أسمع ..
هذا الموقف الذى قد يراه البعض بسيطاً وعادياً ، إلا
أنه وبما تضمنه من كلمات تمثل دستوراً وروشتة ذهبية لو اتبعناها لحققنا ما يمكن أن
نسميه ب " السلام الإجتماعى " ، لأنه كما يوجد أناس يضعون الخطط للبناء، هناك آخرون يضعون
خططاً للهدم .
والحقيقة التى يجب أن نعلمها ونتعلمها أنه إذا كان
ناقلو الكلام آفة فإن من يستمعون إليهم ويصدقونهم هم نواة هذه اﻵفة.
فإما أن يكون الكلام طيباً تطيب به اﻷنفس، ويؤثر في
قوة البناء الاجتماعي، ويعالج الشقاق والتنافر، وإما أن يختلط بالنيات السيئة،
فيعصف بالأواصر الاجتماعية، وبالبيوت اﻵمنة، ويخلّف جروحاً غائرة في قلوب عدد لا
يمكن التكهن به من البشر.
ولذلك فإنه من الواجب علينا أن نزن ما نقوله وننقله
لنحافظ على قوتنا، ولكن مع الأسف لايزال البعض يتلذذ بالقيل والقال، ويغفل عن كون
ذلك قنبلة موقوتة ترتد على صاحبها فتنفجر في لحظة لم يتوقعها .
وفى النهاية
أقول إنه على كل واحد منا أن يعلم علم اليقين أن حياة يقودها عقلك أفضل
بكثير من حياة يقودها كلام الناس ، وأن الإنسان
يعيش كثيراً، ويتعامل مع أشخاص يشعلون فيه الطاقة السلبية من خلال كلامهم المسموم،
لذلك يجب أن يتعلم أن لا يجعل أي شيء يؤثر فيه سوى الكلام الناصح المحفز.