جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

د.محمد صالح يكتب   2024-04-11T06:42:37+02:00

كيف ننهض بالتصنيع الزراعى فى مصر ؟!

د. محمد احمد صالح

يؤكد الخبراء  أن النهوض بالتصنيع الزراعي له أثر مضاعف على العديد من القطاعات الأخرى، حيث يساهم في الارتقاء بالزراعة ورفع القيمة المضافة من المحاصيل الزراعية وتقليل الفاقد منها، كما يؤدي إلى الحفاظ على صحة وسلامة المواطن من خلال توفير منتجات غذائية آمنة وصحية، بالإضافة لحماية البيئة وإعادة تدوير المخلفات الزراعية، فضلاً عن أن التصنيع الزراعي بطبيعته صناعة كثيفة العمالة تساهم في خلق التخصص الإنتاجي وزيادة الصادرات.

 

 

 

فى هذا السياق كشفت تقارير رسمية  أن الإمكانات الكامنة لقطاع التصنيع الزراعي هائلة، حيث أن ما يستخدم من المحاصيل الزراعية في الصناعة نسبة محدودة لا تزيد عن 2 ـ 3% بما يكشف عن الفرص المتاحة للتوسع في هذه الصناعات، ومن المؤكد أن استغلال هذه الإمكانات من شأنه أن يزيد من الاستثمار في قطاع الزراعة وزيادة عائد الفلاح ودخله وخلق المزيد من فرص العمل وإضافة طاقات جديدة للنمو الاقتصادي .

 

 

 

وأكدت التقارير الرسمية أيضاً أن النهوض بالتصنيع الزراعي من أهم وسائل مواجهة تداعيات أزمة الغذاء والأزمة الاقتصادية العالمية، حيث يمكن من خلال هذا القطاع توفير 1.7 مليون فرصة عمل خلال السنوات العشر القادمة.

 

 

 

هذه الحقائق والمعلومات كان لابد من استعراضها للتأكيد على أهمية هذا القطاع والحروب الشرسة التى تواجهها مصر من بعض الدول والجهات الخارجية ومن بينها دول الإتحاد الأوربى التى تقوم بفرض حصار إقتصادى على المنتجات الزراعية  المصرية عامة   والبطاطس بصفة خاصة والتى تقرر وقف  الإستيراد منها بحجة وجود ما يسمى بالعفن البنى  فيها ( البطاطس تمثل 80 % من صادرات الإنتاج الزراعى )  وهو ما أدى إلى حدوث إنهيار كبير فى أسعار المنتجات الزراعية  والدليل على ذلك أن أسعار بيع الكيلو من البطاطس حالياً يصل إلى 60 أو 70 قرش تقريباً وكذلك البرتقال والفراولة ..

 

 

 

  وأتصور أنه فى حالة إستمرار الوضع الحالى على ما هو عليه فسوف يؤدى إلى حدوث إنتكاسة كبرى للقطاع والإنتاج الزراعى فى مصر .. وهنا نشير إلى أن هذه  الحرب الأوروبية ضد مصر لها اهداف كثيرة منها تدمير مصراقتصاديا وأمنيا وإجتماعياً .. الخ .

 

 

 

لهذا أؤكد أننا فى حاجة ماسة إلى وجود ثورة فكرية  فى مصر تستهدف النهوض بقطاع التصنيع الزراعى  لأن معظم الخضروات والفاكهة سلع سريعة التلف ولذلك ينبغى أن نقوم بتصنيعها لأن هذا الأمر سوف يفتح الباب واسعا أمام توفير المزيد من فرص العمل لمواجهة كابوس البطالة .

 

 

 

وأؤكد أيضاً على أنه لن تكون هناك فائدة من إستصلاح المزيد من الاراضى  وزراعتها بهذه المحاصيل فى حال إستمرار وقف التصدير وعدم الإهتمام بالتصنيع على الوجه المطلوب  .. ومن المؤسف القول إن نسبة ما يتم استخدامه في الصناعة من الخضر والفاكهة لا يزيد عن 2 – 3% بينما يوجه الباقي للاستهلاك الطازج، مما يشير إلى وجود فرصة كبيرة للتوسع في تصنيع هذه المنتجات.

 

 

 

   وهنا نشير إلى أن  مصر تمتلك العديد من المزايا في هذا المجال منها القرب الجغرافي من أسواق التصدير الرئيسية في الاتحاد الأوروبي والدول العربية. إنتاج المحاصيل طوال العام. وارتفاع إنتاجية الأرض وتوفر مصدر ري دائم هو نهر النيل. وجود إمكانيات إضافية لزيادة مساحة الأراضي المستصلحة بمقدار 2.4 مليون فدان .

 

 

 

   لكل ذلك نطالب  بوضع استراتيجية متكاملة توائم بين سياسات الإنتاج الزراعي وسياسات التصنيع الزراعي ووضع خريطة تتضمن كافة فرص التصنيع الزراعي الظاهرة والكامنة في كافة محافظات مصر وتسويقها وتوفير البنية الأساسية والعمالة والتمويل اللازم لاستغلال هذه الفرص، على أن يتم وضع هذه الاستراتيجية بتكامل حقيقي بين وزارات الزراعة والصناعة والاستثمار والري وتقوم المحافظات والتعاونيات الزراعية بدور كبير فيها.


مقالات مشتركة