جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   2024-06-04T08:01:16+02:00

العالم السرى للانترنت المظلم وماذا يحدث فى غرفه المغلقة ؟!!

ايمان بدر

رغم بطولة النجم القدير يحيى الفخرانى لمسلسل " عتبات البهجة" الذى عرض خلال شهر رمضان الماضى  إلا أن المسلسل  لم يحقق نسبة مشاهدة تليق لا بشعبية نجم الدراما الرمضانية ولا بكونه أول عمل درامى مصرى يفتح ملف ما يسمى بـ " الدارك ويب" أو الانترنت المظلم، حيث عمل حفيد الفخرانى فى هذا المجال ليبيع من خلال مواقعه وصفحاته الحبوب المخدرة ثم اكتشف أن شقيقته تحصل عليها من نفس "السايت"، وامتد الأمر إلى تكليفه باختراق سيستم أحد البنوك والتجسس على أرصدة العملاء.

وبسبب عدم تحقيق المسلسل نسبة مشاهدة عالية ظل هذا المف مسكوت عنه لايام قليلة، وفى أعقاب انتهاء إجازة عيد الفطر تم فتحه على أرض الواقع وليس الدراما بصورة أبشع من خلال جرمية خطف وذبح طفل من أحد الأحياء الفقيرة بمنطقة شبرا بالقاهرة الكبرى، وبإلقاء القبض على الجانى ويعمل قهوجى أحيانا وعاطل غالبًا، كشفت إعترافاته عن مفاجآت مفجعة حيث قال إن صبى مصرى مقين بالكويت تواصل معه عبر الانترنت " الفيس بوك العادى" وعرض عليه أن يقوم بخطف طفل وذبحه من أجل بيع أعضاءه، وأخبره الصبى المقيم بالكويت أنه نفذ هذه النوعية من الجرائم قبل ذلك عدة مرات من خلال استئجار آخرين من مصر، وتحويل الأموال غليهم بعد إتمام العملية، إلى هنا والكلام قد يبدو ليس غريبًا بعد أن باتت جرائم الاتجار بالبشر معروفة لغالبية متابعو هذا الشأن، ولكن لأنه فى عالم الإجرام كل يوم جديد، قال المتهم الأول أن المتهم الثانى أخبره أنه يقوم بعرض حثث الضحايا ممزقة ومقطعة إلى أشلاء وأعضاء من خلال صفحات ما يسمى بالإنترنت المظلم التى تشترى مقاطع محتوى الذبح والقتل والاغتصاب بطرق بشعة وكذلك التمثيل بالجثث وتمزيقها لتعرضها ضمن محتوى مقاطع الرعب والفيديوهات الصادمة التى تحقق مشاهدات ضخمة، ومن خلال صفحات أخرى لنفس الدارك ويب يتم بيع أعضاء الضحايا، لمن يرغب فى شراء الأعضاء البشرية، والأخطر أنه بعد القبض على المجرم المقيم بالكويت الذى لم يتخطى الخامسة عشر من عمره عن طريق البوليس الدولى الانتربول وترحيله من الكويت للقاهرة اعترف بل وأكد أنه بالفعل نفذ هذه الجرائم من قبل عن طريق مجرمين مازالوا طلقاء فى مصر، قاموا بتجريض منه بخطف وقتل أبرياء مازالوا فى عداد المفقودين أو عثر ذويهم على جثثهم ولم يتم كشف غموض الجرائم، التى ستكشف الأيام القادمة عن المزيد من تفاصيلها المرعبة.

أما الأكثر رعبًا وغموضًا فهو هذا العالم نفسه، حيث لم تعد خطورة الانترنت قاصرة على نشر مقاطع لفتيات التيك توك يقمن بالرقص الخليع أو سيدات منتقبات يقمن يتنظيف البيت مع هز الأرداف وإعداد الكفتة على السرير، ولكن إمتد الأمر من إنتهاك حرمة وعرض الجسد إلى إنتهاك الجسد نفسه وتقطيع أوصاله، ليس فقط بتعريته ولكن بتعرية مجتمه تمكن الفقر منه إلى الحد الذى يعيدنا لمقولة العظيمة شادية حين لظكت خدودها ضمن أحداث فيلم " لا تسألنى من أنا" وصرخت باكية " طول ما فيه فقر الناس مش بس هتبيع عيالها.. لأ دى هتبيع لحمها"، وماكانت تعلم أنه بعد سنوات ليست طويلة فى عمر الزمن لن نجد من يبيع أعضاء جسده فقط بل من يذبح غيره ليبيع أعضاءه، بل ويبيع مشاهد القتل البشعى وكأنها فيلم رعب لهثًا وراء التريند وامواله الملوثة بدماء الأبرياء والملطخة بأعراض الفقراء والفقيرات.

لتبرز علامات استفهام من نوعية هل يقتصر هذا العالم على صفحات تداول المخدرات ومقاطع الرعب أم يمتد إلى ما هو أخطر من ذلك، لتعود بنا الإجابات إلى الدراما وتحديدًا فيلم " الكاهن" الىذ كشف عن كيفية استغلال الماسونية الصهيونية العالمية لشبكة الانترنت لتحقيق أهدافها من إختراق المجتمعات إلى توجيه الشعوب وصولًا إلى تصنيع الداء وبيع الدواء، ليبقى السؤال هو كيف تستخدم أجهزة الاستخبارات هذه النوعية من صفحات الانترنت، وكيف استفادت من الانترنت المظلم لتحقيق أهدافها التخريبية فى بعض المجتمعات بل والتنموية فى مجتمعات أخرى تابعة لها.

 

 

 

         بدأ استخدامه فى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الكبرى

 

مواقع لا يمكن الوصول إليها بمحركات البحث !!

 

 

  • تشمل شراء أرقام " الفيزا" وتجارة الأسلحة والمخدرات وصولًا إلى غسل الأموال والتجسس وتعليم القرصنة

 

يطلق الخبراء على الإنترنت المظلم اسم "أرض الخدمات المخفية" أو "دارك ويب"، حيث تجرى من خلاله مختلف المعاملات التجارية السرية، ويمكن التنقل إليه والتجول في مواقعه من دون أن يترك الشخص أي آثار، أي أنه سيكون مخفي الهوية، وأنشطته غير مسجلة على أي محركات بحث، ولا يمكن تعقبه.

كما تعرف شركة "كاسبرسكي لاب" الروسية المتخصصة في تصميم برامج مكافحة فيروسات الإنترنت "الإنترنت المظلم" أو ما يطلق عليه أيضا "دارك ويب"، بأنها تلك الشبكة العنكبوتية السرية، التي تتألف من مجموعة مواقع إلكترونية مخفية عن أعين المتابعين.

وبالرغم من استخدامات الإنترنت المظلم غير القانونية العديدة، إلا أنه استخدم في البداية كوسيلة لتوفير حرية التعبير عن الرأي، وتم استغلاله بعيدا عن تعقب الشركات الكبرى لمستخدميه، والدول الكبرى مثل الولايات المتحدة، التى رغم تشدقها بحماية الحريات ولكنها أجهزتها تقوم بتتبع لمستخدمي الإنترنت في مختلف دول العالم.

وبالعودة إلى تاريخه نجد أنه تم تأسيسه في البداية أيضا من أجل توفير حرية الوصول إلى المعلومات مع الحفاظ على حق خصوصية المستخدمين، ولكن مثل كل وسائل التكنولوجيا تبدأ باستخدامات ذكية ثم تصل إلى الأهداف الشريرة للكسب غير المشروع، حيث أصبح خلال فترة وجيزة بابًا مفتوحًا لأولئك المطلوبين من جهات إنفاذ القانون، لتنفيذ العمليات غير المشروعة بدءًا من تجارة المخدرات وصولا إلى تجارة الأسلحة والتجارة في المعلومات المقرصن عليها سرًا.

وفى هذا السياق تميزت مواقع الدارك ويب، بأنها لا يمكن الوصول لها بمتصفحات الإنترنت العادية، وتحتاج لتصل إليها إلى متصفحات خاصة مثل متصفح "تور".

أما عن أبز العمليات الغير مشروعة التى تتم من خلال الانترنت المظلم فمن أبرزها تجارة المخدرات والسلاح، وهناك أيضًا شراء أرقام بطاقات الائتمان ووتداول الأموال والعملات المزيفة والفواتير البنكية المزورة، وإختراق حسابات مثل نتفليكس وتداول بيانات الاشتراكات المسروقة، وشراء أسماء مستخدمين وكلمات المرور " الباسوورد" الخاصة بهم.

وعلى صعيد أكبر يستخدم هذا الويب فى خدمات التجسس والاستهداف وتعليم اساليب القرصنة والاحتيال، كما يستخدم فى جرائم غسل الأموال واختراق اوراق الاعتمادات البنكية والبيانات المالية والتشغيلية للعملاء والبنوك، وكذلك اختراق وبيع الأسرار التجارية للمؤسسات وكسر حقوق الملكية الفكرية للكيانات الكبرى.

 

 

            يؤدى إلى انهيار الاقتصاد واختراق البنوك والتجسس على المؤسسات

 

            فقدان الثقة فى العلامات التجارية الكبرى وتسهيل الاحتيال عليها وسرقة رموز التعريف الخاصة بها

 

يعتقد البعض أن خطورة "الهاكنج" أو القرصنة على حسابات البنوك تتوقف عند حد مجموعة شباب عابثين أجروا مؤخرًا اتصالات عشوائية ببعض الناس وزعموا أنهم من خدمة عملاء البنوك الحكومية لمعرفة أرقام حسابات هؤلاء العملاء والأرقام السرية لبطاقات الفيزا الخاصة بهم، وعلى الفور أصدرت جميع البنوك بيانات أذيعت بشكل موسع كشفت عن هؤلاء النصابين وأنهم  لا يتبعون القطاع المصرفى، الذى لا يتصل بعملاءه عبر الهاتف المحمول، وتحول الأمر إلى مزحة ومادة للسخرية و"القلش الفيسبوكى" على هؤلاء "العيال" ونشر أرقامهم على صفحات الفيس بوك لمن يتلقى منهم إتصالًا ليحذر أصدقاء صفحته، ولكن لا تتوقف خطورة إختراق الحسابات عند هذا الحد، ولا يكتفى "الهاكر" بسرقة أموال العملاء والمودعين فقط، ولكن تمتد القرصنة إلى مخاطر تهدد اقتصادات دول بأكملها وكيانات ومؤسسات مصرفية وتجارية عملاقة.

حيث تنعكس تلك الجرائم المتعلقة باختراق المؤسسات وسرقة وبيع أسرارها وأسرار عملاءها على حالات التخبط والتعطل الاقتصادى، لأنها تؤدى إلى تعطيل أى مؤسسة أو بنك يتعرض لهجمة سيبرانية ومن ثم فقدان عملاءه الثقة فيه، وتقليل قيمة المؤسسة ككل وتراجع أسهمها نتيجة تقويض الثقة فى علامتها التجارية، كما أن سرقة رموز التعريف الخاصة بالمؤسسات من خلال التجسس عليها وبيع أسرارها للمنافسين يضعف قدرتها على المنافسة فى السوق المحلى والعالمى، ويتسبب فى خسائر مالية ضخمة لها ولعملاءها ولاقتصادات الدول القائمة أساسًا على مجموعة من كبريات المؤسسات، ومن ثم فإن تسهيل وإتاحة عمليات الاحتيال على المؤسسات والتجسس عليها يشيع حالة من عدم الثقة والتخبط فى الأسواق بشكل عام.

 

           

حقيقة أكبر سوق غير قانونية تديرها شبكة برمجيات خبيثة

 

 

  • تضم نصف مليون مستخدم و2400 بائع لمنتجات غير مشروعة وتداولت 171 مليون من العملات الرقمية

 

إذا كانت جريمة ذبح طفل شبرا بتحريض طفل الكويت قد أزاحت الستار عن هذا العالم الغامض فى مصر، فإن الرأى العام العالمى وتحديدًا الأوروبى سبق وأن تعرف عليه وقتما أعلنت وكالة إنفاذ القانون الاوروبية " يوروبول" اكشافها أكبر شبكة انترنت مظلم فى العالم، والتى تدير أكبر سوق قانونية يشترك فيها أكثر من نصف مليون مستخدم حول العالم، كما يوجد بها أكثر من 2400 بائع لمنتجات وبضائع غير شرعية أبرزها المخدرات والسلاح.

وكشفت تقارير وكالة إنفاذ القانون أن تلك الشبكة أدارت نحو 320 معاملة سرية غير شرعية، وتداولت نحو 171 مليون من العملات الرقمية المشفرة، كما أن بعض عمليات تلك الشبكة تداولت أدوية مغشوشة وأموال مزيفة وبرمجيات خبيثة وخطوط اتصالات مجهولة المصدر، تلك التى تستخدم فى جرائم الارهاب والتفخيخ، وكانت تلك الشبكة تتخذ من ألمانيا وأوكرانيا واستراليا وبريطانيا وأمريكا مقرات لخوادمها السرية.

 

روشتة تربوية لحماية المراهقين والأطفال من خطر الانترنت المظلم

 

لم يندهش علم الاجتماع من أن المتهم فى جريمة ذبح طفل شبرا هو طفل آخر مقيم مع والده فى الخارج، وبحكم طبيعة العمل فى ممالك النفط يغيب الأب عن المنزل ساعات طويلة تاركًا طفله أمام شاشة الموبايل.

وبشكل عام يعد الأطفال أكثر عرضة لمخاطر "الويب المظلم" لأسبابٍ عديدةٍ، منها فضولهم الشديد لاستكشاف واختراق كل ما هو مجهول وغامق بالإضافة إلى قلة الوعى وغياب الوازع الإخلاقى والدينى لدى الكثير من الأسر التى تتفرغ لجمع المال وتوفير حياة مترفة لأبناءهم على حساب النسق القيمى لهؤلاء الأبناء، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى هذه المواقع التى تهدف غالبًا لاصطياد الأطفال والإيقاع بهم.

وينصح أساتذة علم النفس التربوى وخبراء أصول التربية كل أب وأم لحماية أطفالهم من مخاطر "الويب المظلم"، باتباع عدة خطوات فى مقدمتها ضرورة التواصل مع الأطفال والمراهقين، وتخصيص وقتًا للتحدث معهم حول مخاطر الإنترنت بشكلٍ عامٍّ و"الويب المظلم" بشكلٍ خاصٍّ، كما يجب أن يشرح لهم الأب أو الأم ما هو "الويب المظلم" ولماذا يُشكل خطرًا عليهم، وفى المقابل يستمع الأبوين إلى مخاوفهم وتصوراتهم وما قد يتعرضون له من تجارب ومحاولات لاجتذابهم عبر الشبكة العنكبوتية مع ضرورة الإجابة على أسئلتهم بصراحة ووضوح.

ويختلف خبراء أصول التربية حول فكرة وضع قواعد استخدام الإنترنت للأطفال حيث يحبذ البعض حظر الوصول إلى مواقع "الويب المظلم"، فيما يرى آخرون أن الممنوع فى المنزل دائمًا مرغوب ومتاح خارج المنزل أو فى أوقات غياب الأبوين، وإن كانت بعض الدول تحظر استخدام مواقع معينة من الأساس، فإن الجميع يضع قيودًا صارمة على الوصول لبعض الشبكات بل ومشاهدة بعض الأفلام لفترات عمرية معينة، وهو أمر يصعب تطبيقه مع "الدارك ويب" لأن المستخدم فى كل الأحوال يخفى هويته بما فى ذلك سنه وشخصيته، ليصبح الحل هو استخدام برامج الرقابة الأبوية لتتبع نشاط الأطفال على الإنترنت ومنعهم من الوصول إلى مواقع "الويب المظلم"، والأهم أنه يتعين على الأب والأم أن يكون كلا منهما قدوة حسنة لأطفاله من خلال استخدام الإنترنت بشكلٍ مسؤولٍ وأخلاقيٍّ، وأن يتجنب استخدام "الويب المظلم" أو تصفح مواقع غير مناسبة أمامهم، ويظهر لهم أهمية استخدام الإنترنت بشكلٍ آمنٍ ومفيد.


مقالات مشتركة