ضريات الشمس وضيق التنفس.. كيف نتجنبها في موجات الطقس الحارة ؟

ضربة شمس.. صداع.. ضيق في التنفس ..ألم بالصدر..إرهاق حراري.. دوخة ..حمو النيل.. وغيرها من المتاعب نتعرض لها خلال موجات الحر الشديدة التي تدق ناقوس الخطر لاحتمال الإصابة بمرض .

وبحثا عن روشتة لتجنب هذه الأعراض والتعامل بشكل صحي مع موجات الطقس الحارة خلال الصيف، استطلع موقع أخبار مصر ببوابة ماسبيرو آراء الأطباء للوقوف على السلوكيات الصحية في ظل الطقس الحار،فقال الدكتور أحمد السنهوري، باحث ومحاضر بقسم القلب بمستشفي برلين الجامعي بألمانيا للموقع : درجات حرارة الطقس المرتفعة تشكل مخاطر كبيرة على صحة القلب والأوعية الدموية، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض القلب الموجودة مسبقا.

وأكد ضرورة الحفاظ على رطوبة الجسم و شرب الماء بكثرة، وتجنب التعرض للحرارة لفترات طويلة، وطلب المشورة الطبية بشأن أي أعراض مثيرة للقلق، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند الانتقال بين البيئات ذات الاختلافات الكبيرة في درجات الحرارة كالانتقال من مكان مكيف للشارع مثلا.

حاسب من النوبات القلبية

وأوضح أنه يمكن أن يكون لدرجات حرارة الطقس المرتفعة العديد من الآثار الضارة على صحة القلب والأوعية الدموية.

ومن هذه الآثار العامة من منظور أمراض القلب:

1. زيادة الجهد المطلوب من القلب: قد تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى بذل الجسم جهدًا أكبر للحفاظ على درجة الحرارة الأساسية الطبيعية. ويؤدي ذلك إلى زيادة معدل ضربات القلب حيث يحاول نظام القلب والأوعية الدموية تبديد الحرارة عن طريق زيادة تدفق الدم إلى الجلد.

2. الجفاف، تؤدي الحرارة المفرطة إلى زيادة التعرق، مما قد يؤدي إلى فقدان كمية كبيرة من السوائل. ويؤدي الجفاف إلى انخفاض حجم الدم، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم، مما قد يؤدي إلى تفاقم الحالات مثل قصور القلب (heart failure) والتسبب في انخفاض ضغط الدم.

3زاختلال توازن الإلكتروليتات: يؤدي التعرق أيضا إلى فقدان الإلكتروليتات مثل الصوديوم والبوتاسيوم، والتي تعتبر ضرورية للحفاظ على وظائف القلب الطبيعية. و يمكن أن يؤدي عدم التوازن في هذه الأملاح إلى عدم انتظام ضربات القلب أو مضاعفات القلب الأخرى.

4. الإرهاق الحراري وضربة الشمس الناجمة عن التعرض لفترات طويلة لدرجات حرارة عالية: يمكن أن يؤدي الإنهاك الحراري إلى أعراض مثل التعرق الشديد والضعف والنبض السريع، في حين أن ضربة الشمس، وهي حالة طبية طارئة، يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوعي و إرهاق القلب.

5. زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية: يمكن أن تتسبب الحرارة في توسع قطر الأوعية الدموية، مما يقلل من ضغط الدم. وللتعويض، يجب أن ينبض القلب بشكل أسرع وأشد قوة، مما يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من أمراض القلب مسبقًا.

6. تفاقم الحالات المزمنة: بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية الموجودة مسبقًا، يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تفاقم الحالات مثل قصور القلب والذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم. الضغط الإضافي على القلب.

7. تخثر الدم: يمكن أن تؤدي الحرارة إلى زيادة لزوجة الدم بسبب الجفاف، مما يزيد من خطر تكوين الجلطة والأحداث اللاحقة مثل السكتة الدماغية أو احتشاء عضلة القلب.

8.الآثار التنفسية: يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن(COPD)، مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على صحة القلب والأوعية الدموية بسبب زيادة الضغط على القلب بسبب ضعف الأوكسجين.

9. تأثيرات الأدوية: يمكن للعديد من أدوية القلب والأوعية الدموية، مثل مدرات البول، أن تؤدي إلى تفاقم آثار الحرارة عن طريق زيادة خطر الجفاف وعدم توازن الأملاح بالدم. قد يحتاج المرضى إلى تعديل أدويتهم تحت إشراف طبي أثناء الحرارة الشديدة.

10. ⁠تأثير تغيير درجة الحرارة المفاجيء : الخروج من مكان مكيف إلي ضوء الشمس المباشر في الشارع في ساعات الظهيرة يؤدي إلي زيادة كل ما سبق و توسع الأوعية الدموية المفاجئ لأعادة توزيع الدم بالأطراف مما يؤدي إلي إنخفاض ضغط الدم المفاجئ و إمكانية حدوث إغماء عند مضري قصور القلب و الدورة الدموية.

وأضاف د. السنهوري أن احتياطات تجنب المخاطر تشمل : التكيف تدريجياً مع التغيرات في درجات الحرارة لإعطاء الوقت الكافي لنظام القلب والأوعية الدموية للتكيف والبقاء رطبا ومراقبة تناول السوائل مع تجنب الحرارة الزائدة والبحث عن الأماكن المظللة أو المكيفة عندما تكون بالخارج والتشاور مع مقدمي الرعاية الصحية حول التعديلات المحتملة في الدواء أثناء التغيرات الشديدة في درجات الحرارة.

تهيئة القلب لأي مجهود

واكد الدكتور حسام الخبيري استشارى الأمراض الباطنية و القلب والمستشار الطبي لمنظمة سيدراي بالامم المتحدة للموقع أن مرضى القلب يتضررون من أي تطرف في درجات الحرارة سواء مرتفعة جدا في الصيف أو منخفضة جدا في الشتاء لأنها تزيد ضربات القلب خاصة مع المجهود ونبه إلى ضرورة تهيئة القلب لأى مجهود أوتناول مياه أو عصائر تختلف حرارتها عن درجة حرارة الجسم 37 درجة مئوية تدريجيا تلافيا للمضاعفات الخطيرة.

وشدد على أن مريض القلب يجب أن ينتبه لكمية العرق والاملاح والمعادن التي يفقدها جسمه لأنها قد تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية وبجب ان يعوضها بالمياه وبالمشروبات الغازية التي تشبه المحلول الملحي في مكوناتها.

ونبه إلى أن تناول المياه المثلجة لمقاومة حرارة الجو خطر على القلب لأن الفارق الكبير فى درحة الحرارة يثير خلايا الجسم ويكسرها وقد يسبب هبوطا بالدورة الدموية وربما تصل الحالة الى الوفاة محذرا من أن المياه المثلجة تسبب التهابا بالحلق ونزلة شعبية .

ونصح بالانتظار قليلا قبل شرب الماء بعد مجهود لأن القلب يحتاج إلى الراحة بعد ممارسة الرياضة، فمع شرب كثير من الماء في هذا الوقت سوف يسرع القلب من حركته، لاختلال التوازن بين الماء والأملاح في الجسم، وبالتالي تزداد فرص الإصابة بالصداع والدوخة، خاصةً إذا كان الماء باردا.

وأضاف د.الخبيري أن هناك إعجازا طبيا بالسيرة النبوية ى حيث نصح الرسول صلى الله عليه وسلم سكان الصحراء بارتشاف الماء قطرة قطرة وعدم تناول كميات ماء كبيرة مرة واحدة حتى لو باردة حيث يساعد شرب المياه تدريجيا فى تبريد تجويف الفم والمريء، وتهيئته لاستقبال المياه، ويفضل أن تكون المياه فاترة.

رفع المناعة ضد الفيروسات

وفيما يتعلق بخطر الحر على مرضى الجيوب الأنفية، حذر الدكتور رضا كامل، أستاذ جراحة الأنف بطب القاهرة، ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الجيوب الأنفية، من تأثير تفلبات الطقس على زيادة معاناة مرضى الجيوب الأنفية من الأعراض المرتبطة بمرضهم.

ونصح المرضى بالحرص على رفع مناعتهم لزيادة المقاومة وتجنب المعاناة من أعراض شديدة الخطورة.

وقدم عددا من النصائح لمرضى الجيوب الأنفية للتخفيف من حدة الأعراض خلال ارتفاع درجات الحرارة، ومن أهمها :تجنب الخروج من المنزل في أوقات الموجات الحارة والإكثار من شرب المياه بكميات كافية والبعد عن أماكن الازدحام لتجنب مخالطة المرضى الذين يعانون من نزلات البرد والإنفلونزا.

التجاعيد ضريبة البشرة البرونزية

وحذرت الدكتورة داليا حمدي استشاري الأمراض الجلدية من التعرض للشمس في فترة الظهيرة لتفادي المضاعفات الخطيرة داعية إلى استخدام الكريمات الواقية من أشعة الشمس ، وارتداء نظارات شمسية وقبعة واسعة ، والإكثار من شرب السوائل وقاية من الجفاف.

ونبهت من لديهم هوس اكتساب بشرة برونزية اللون على الشواطيء لأنها تسبب ظهور التجاعيد مبكرا، كما تعرضها لظهور سرطانات الجلد.

وقالت يفضل عدم نزول البحر أو التعرض للشمس في الفترة من 10 صباحا حتى 3 عصرا و استخدام كريم حماية من الشمس والاستفادة باليود في مياه البحر مع حماية الشعر من الكلور بوضع طبقة من زيت زيتون أو جوز هند على الشعر قبل نزول البحر أو حمام السباحة.

ولفتت إلى أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية للشمس لفترات طويلة يؤدي إلى تلف البشرة،  لذا يجب حماية البشرة من أشعة الشمس بقدر الإمكان عند الخروج للأماكن المكشوفة والشواطيء والبلاجات، وتجنب المواد الزيتية التي تسد المسام وتؤدي إلى ظهور حبوب الوجه.

أما الذين لديهم حساسية وجفاف وإكزيما بالجلد، فالأفضل لهم الاستحمام مرتين في الأسبوع، وعدم فرك البشرة بالمنشفة بقوة لمنع تهيج البشرة. وبعد الاستحمام، ننصح بترطيب الجلد بكريم مرطب .

إحذر الفطريات

وحذرت استشاري الأمراض الجلدية من ظهور طفح جلدي  على شكل حبوب باللون الأحمر، تصاحبه حكة بسيطة تزداد مع زيادة الحرارة والتعرق، مما يؤدي إلى احتباس العرق تحت الجلد وظهور مثل هذه الحبوب، خصوصاً في منطقتي الظهر والبطن.

كما ترتفع نسبة الإصابة بالفطريات والتسلخات خاصة لدى الأشخاص ذوي الوزن الزائد  وتكون المناطق ما بين ثنايا الجلد من الجسم عرضة للاحتكاك مما يسبب التسلخ والألم، وأيضاً تحدث بين أصابع القدم، خصوصاً عند الرياضيين بسبب ارتداء الأحذية الرياضية ورطوبة المنطقة بسبب التعرق، مما يسبب الألم وتشقق الجلد، ولتجنب حدوثها نصحت بالاستحمام ووضع كريم مرطب، في أماكن الاحتكاك والتسلخ من الجلد، و قد ينصح الطبيب بوضع كريم مضاد للفطريات والالتهابات.

ونصحت بزيارة طبيب الأمراض الجلدية بشكل دوري، خصوصاً أصحاب البشرة الفاتحة والذين يتعرضون للشمس بكثرة، أو عند ظهور أي طفح جلدي، وذلك للكشف المبكر عن سرطانات الجلد وفحص أي ندبات أو بقع طارئة .

تعويض السوائل والأملاح

أما عن التغذية الصحية في هذا الصيف الساخن، فقالت الدكتورة أسماء جمال نور الدين مدرس التغذية وعلوم الاطعمة بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة المنوفية للموقع إنه من الضروري الاهتمام بنوع الأكل وكمية السوائل التي تعوض العرق خلال الموجات الحارة لتجنب الجفاف والاجهاد خصوصا المرضى وكبار السن والحوامل والمرضعات والأطفال والرياضيين .

ونصحت بالاستمرار في ممارسة التمارين بالهواء الطلق في الظل، وتجنب فترة الظهيرة، أو ممارستها في الأماكن المغلقة في درجة برودة معتدلة. وحذرت من المجهود الشاق للرياضيين وقت الظهيرة ونصحت المرضعات بتعويض العرق حتى لايقل اللبن ويصاب الجنين بجفاف.

ونصحت د.نور الدين بالاكثار من شرب الماء لكن دون إفراط بمعدل كوب ماء كل ساعة مثلا أو تناول المياه على فترات متقطعة لعدم فقدان كمية كبيرة من الأملاح والمعادن والفيتامينات مع الماء والتعرض لهبوط بالدورة الدموية، وأيضا تناول العصائر بنسبة سكر بسيطة تعطي طاقة للجسم ويفضل عدم التخلص من الألياف لأنها مفيدة للجهاز الهضمي ويفضل عصائر الليمون والنعناع والبرتقال واللبن به كربوهيدرات وبروتين بارد وبعد سائل مرطب والفواكه مثل البطيخ لاحتوائها على المياه والسوائل والخضروات الورقية لتوافر البوتاسيوم في الموز والكانتالوب والشمام والمشمش .

وحثت على المحافظة على نمط غذائي متكامل يشمل جميع العناصر والمعادن والفيتامينات، خصوصاً في فصل الصيف، وتناول الأطعمة المقاومة للحرارة والمشروبات الباردة والإكثار من السمك لأن به أوميجا 3 ويقلل التهابات والابتعاد عن الأطعمة المقلية لأن بها أوميجا6 التي ترفع دهون الجسم والكوليسترول والاقلال من المشروبات التي بها "كافيين" لأنها مدرة للبول والمياه الغازية مع أخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم