الليلة ..مواجهة نارية للمنتخب المصرى أمام فرنسا فى أوليمبياد باريس

سيتوقف كاتب التاريخ قليلا عندما تدق الساعة العاشرة من مساء الليلة فى ليون، عندما يدخل المنتخب الأوليمبى مواجهة من طراز فريد انتظرها «الفراعنة» منذ ستين عاما كاملة فى دور الأربعة لدورة الألعاب الأوليمبية المقامة حاليا فى باريس، وذلك أمام «الديك» الفرنسى الشرس، الباحث هو الآخر عن المجد الغائب عن جدرانه منذ أربعين عاما، وهو الحصول على الميدالية الذهبية.

حالة من التركيز العالى، وشحنات «الإدرينالين» تسرى فى أوصال أبناء النيل قبل ساعات من دخول الحلبة أمام الديوك على ملعبهم ووسط جماهيرهم فى مدينة ليون، فالجميع بقيادة المدير الفنى البرازيلى المميز روجيرو ميكالى يضع فى حساباته عدم التفريط فى هذه الفرصة، والانطلاق فى خطوة غير مسبوقة إلى المباراة النهائية التى لم تعرف مصر طعمها منذ بداية هذه الفعاليات فى الأوليمبياد.

وحرص ميكالى على اللعب بأوتار الناحية النفسية والذهنية للاعبين، بخلاف الجانب الفنى والبدنى، وكانت كلماته واضحة فى المحاضرة الأخيرة بضرورة إغلاق المساحات أمام المنافس، والرقابة اللصيقة، لا سيما فى المناطق الخطرة أمام المرمى، واستغلال، ولو نصف فرصة، لهز شباكه، التى فشلت المنتخبات فى الأدوار السابقة من الاقتراب منها، نظرا لامتلاكه دفاعا حديديا كان وراء منع الخطورة عن حارسه.

ويبدو أن البرازيلى سيلتزم بنفس تشكيل وخطة مباراة باراجواى فى دور الثمانية، والتى شهدت تفوقا للمنتخب فى الكثير من الفترات بفضل التحركات السليمة للاعبى الوسط، وفى المقدمة محمد الننى وأحمد نبيل «كوكا» ومحمد شحاتة، وفى الأمام الهداف إبراهيم عادل، وأسامة فيصل الذى يعانى من سوء حظ حتى الآن، بالإضافة إلى التفكير فى الدفع بمصطفى «ميسى» فى حالة عدم جاهزية النجم «زيزو» الذى تعرض للإصابة فى مباراة باراجواى وخرج من الملعب.

أما المنتخب الفرنسى بقيادة نجمه السابق تيرى هنرى، المدير الفنى الحالى، فإنه يراهن على أكثر من عنصر لحسم موقعة الليلة لمصلحته، فى مقدمتها الجماهير، والثانى عنصر الملعب، وأيضا سجله القوى فى النسخة الحالية.

ووضع هنرى فى حساباته، وبناء على قراءته لأوراق المنتخب، كيفية إيقاف خطورة الفراعنة والمفاتيح الرئيسية فى صفوفه، وحذر لاعبيه من نغمة التهاون والاستهتار فى اللقاء، خاصة وأن المنتخبين لديهما نفس الدافع القوى للوصول إلى المحطة الأخيرة والاقتراب أكثر من منصة التتويج.

وانتقد المدرب الفرنسى تصرفات لاعبيه الذين وصفهم بـ«الحمقى» بعد مباراة الأرجنتين، بسبب طرد ميلوت ومانو كونى لحصولهما على البطاقة الصفراء الثانية، وقال إن عليه إعادة التفكير فى التشكيل من جديد.

وأضاف «سنواجه المنتخب المصرى الذى يصعب المناورة به والذى يلعب بشكل جيد وبجودة عالية».