جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

د.محمد صالح يكتب   2024-08-31T06:13:29+02:00

لا للمزايدة على دور مصر فى دعم وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني

د. محمد أحمد صالح

احتلت القضية الفلسطينية منذ عام  1948 الإهتمام الأكبر من جميع الزعماء المصريين خاصة بعد الجلاء البريطاني عن مصر، الا أن كل رئيس تعامل معها بطريقة مختلفة، حيث كان جمال عبد الناصر من أكثر الزعماء اهتماماً بها، حيث اعتبرها جزءاً من الأمن المصري، وليست مجرد قضية فلسطينية، لذا كان ينظر اليها وكأنها جزء من مصر، وعندما تولى الرئيس السادات  تغيرت الأوضاع قليلاً بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد التي اهتمت بتحقيق السلام مع مصر وفي نفس الوقت المطالبة بحصول الشعب الفلسطيني علي كامل حقوقة وعندما تولى الرئيس مبارك سار على نفس نهج السادات ، والآن مصر تسعى بشتى الطرق الودية للتفاوض لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة والوصول إلى حلول شاملة وعادلة .

وتؤكد وقائع التاريخ أن إرتباط مصر بقضية فلسطين هو إرتباط دائم ثابت تمليه إعتبارات الأمن القومي المصري وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين، لذلك لم يكن الموقف المصري من قضية فلسطين في أي مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنـية، ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، لذلك لم يتأثر إرتباط مصر العضوي بقضية فلسطين بتغير النظم والسياسات المصرية، فقبل ثورة 23 يوليو 1952 كان ما يجرى في فلسطين موضع إهتمام الحركة الوطنية المصرية، وكانت مصر طرفاً أساسياً في الأحداث التي سبقت حرب عام 1948، ثم في الحرب ذاتها التي كان الجيش المصري في مقدمة الجيوش العربية التي شاركت فيها ثم كانت الهزيمة في فلسطين أحـد أسباب تفجر ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الضباط الأحرار الذين إستفزتهم الهزيمة العسكرية .

وفى السنوات الأخيرة ، حاول البعض المزايدة على دور مصر فى دعم وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في أزماته الراهنة ، إلا أن هذا الكلام لم يكن سوى مجرد أكاذيب ، والدليل على ذلك أن الرئيس السابق عدلي منصور حقق إنجازا خاصا بالقضية الفلسطينية ، حيث نجحت مصر فى عهده فى إقناع حركتى "فتح وحماس" بالتوقيع على اتفاقية المصالحة التى طالما سعى إليها وأكد عليها فى لقاءاته وحواراته خلال عشرة أشهر

 

وبعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني .

 

ولأن مصر دائما رائدة وفي ظل حربها ضد الارهاب ومواجهة المشاكل الاقصادية  وجدنا  الرئيس عبدالفتاح السيسي يعلن خلال لقاءاته مع المسؤليين الفلسطنيين وعلي راسهم الرئيس محمود عباس  يؤكد دائما على عدد من الثوابت المصرية ومنها :

 

 

 

1- مصر ستواصل مساعيها الدؤوبة من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

 

 

2- التوصل لتسوية عادلة وشاملة من شأنه أن يدعم استقرار المنطقة ويساهم في الحد من الاضطراب الذي يشهده الشرق الأوسط،

 

 

 

3- ضرورة الحفاظ على الثوابت العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية .

 

 

 

4- دعم الفلسطينيين في خطواتهم المقبلة سواء بالمشاركة في تنفيذ المبادرة الفرنسية، أو الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي.

 

 

 

أردت الإشارة إلى كل هذه الوقائع والحقائق التى لا تقبل الشك أو التأويل للتأكيد على استمرار الدعم المصرى اللامحدود للقضية الفلسطينية والتى كان آخرها تقديم كل أوجه المساندة للشعب الفلسطينى عامة وأهلنا فى غزة بشكل خاص للتصدى للعدوان الأسرائيلى الذى حدث منذ السابع من أكتوبر الماضى وأسفر عن استشهاد أكثر من 42 ألف شهيد وجرح وإصابة أكثر من 90 ألفاً من اخواننا الفلسطينيين .

 

ورغم أن هناك الكثير من التحليلات السياسية ترى أن هدف العدوان الاسرائيلى الحالى هو تقويض دور مصر فى المنطقة ومحاولة إشغالها عن الكثير من قضاياها الداخلية والمصيرية ومن بينها أزمة سد النهضة الأثيوبى ، إلا أن مصر رغم كل هذه الأزمات والمشاكل لم تتخل عن دعم الشعب الفلسطينى وكفاحه ضد العدوان الإسرائيلى الغاشم ، وقدمت كل صور المساعدات السياسية والإنسانية والصحية والغذائية لأهلنا فى فلسطين .

 

وفى نفس الوقت تتابع مصر عن طريق جهاتها السيادية المحترمة كل الملفات سواء الداخلية أو الخارجية ومن بينها مشروع نيوم الذى يستهدف إعادة ترسيم حدود منطقة الشرق الأوسط وفقا لمخططات صهيو – أمريكية .

 

وهكذا تثبت مصر دائماً أنها قائدة الأمة العربية وزعيمتها ، وأنها بجيشها القوى وشعبها البطل سوف تظل شوكة فى حلق كل من يحاول التأثير على دورها الريادى والمؤثر سواء فى منطقة الشرق الأوسط أو العالم العربى أو القارة الأفريقية .

 

وفى النهاية نقول إن مصر بقيادتها السياسية وكل أجهزتها المعنية قادرة على عبور كل الأزمات والتغلب على كل التحديات والمصاعب والإبقاء على الدور المحورى والتاريخى لها فى العالم كله وليس فى المنطقة وحدها ومواصلة الدعم الكامل لحقوق الشعوب وفى مقدمتها الشعب الفلسطينى الشقيق


مقالات مشتركة