جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

فن وثقافة  

استطلاع رأي «المجلس العسكري».. أسبوع من اللعب في الدماغ

أكثر من 16 مليون مصري يستخدمون شبكة الإنترنت، نصفهم علي الأقل يستخدم موقع فيس بوك.

بيانات رسمية من مركز معلومات مجلس الوزراء، دفعت (ربما) المجلس العسكري، رغم طبيعة معاملاته الصارمة الحادة، لإنشاء صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي الشهير، لتحقيق شيء من التواصل مع جيل الإنترنت. ما يمكن اعتباره اعترافا ضمنيا من «القيادة العسكرية» بتأثير الإنترنت، خصوصا فيس بوك، بدرجة ما قد نختلف بشأنها، في توجيه الرأي العام، الشباب علي وجه الخصوص.

ورغم تلك الأرقام الرسمية، قلل الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب الغد، والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة، من تأثير الإنترنت وتعداد مستخدميه. رغم أنه كان من أوائل السياسيين الذين سعوا لامتلاك إذاعة خاصة بحزبه علي شبكة الإنترنت، ضمن حملة الانتخابات الرئاسية في العام 2005.

اختلف الوضع هذا الأسبوع، لأن «نور» لم يحصد في استفتاء شعبي علي صفحة المجلس الاعلي للقوات المسلحة علي فيس بوك، بشأن عدد من المرشحين المحتملين للرئاسة، سوي سبعة بالمئة من جملة الأصوات، التي وضعته في المركز الخامس، بعد الدكتور محمد البرادعي، ومحمد سليم العوا، وحازم صلاح أبواسماعيل، والفريق أحمد شفيق!

نأتي للقضية الأهم.. استطلاع الرأي، أو الاستفتاء، سمه ما شئت. لكنه في كل الأحوال، «اشتغالة».. في أحسن الأحوال، فزورة، لغز، مطب!

المجلس يتسبب «باشتغالته» الجديدة، في عودة الشكوك التي طرحناها أيام إجراء استفتاء الدستور الأخير، من انه قصد بذلك إحداث حالة «فرقة ومنافسة وجدل» بين القوي السياسية. وشغلهم بالفرعيات، عن القضايا الرئيسية. شغلهم بالخلاف داخليا فيما بينهم، لشغل انتباههم عن الأولي بالخلاف معه!

هل يحاول المجلس اختيار من يدعمه في الانتخابات المقبلة، لصفقة ما؟ وإن كان الأمر كذلك؟ فهل يتخيل أن شبكة الإنترنت، وفيس بوك علي وجه الخصوص، وسيلة مناسبة لذلك؟

هل يستخدم الفلاحون في قراهم، وعمال المصانع، فيس بوك؟ وهل يملك السواد الأعظم من السلفيين بروفايلات علي الموقع الشهير؟

الكتل التصويتية في أي انتخابات، يحكمها العمال، وبسطاء القري الذين تؤثر فيهم «لعبة الدين والسياسة». إلي جانب أهالي المناطق الشعبية والعشوائيات الذين قد يخضعون لمساومة ما علي «صفقة زيت وسكر وأرز» أو خمسين جنيها، مقطوعة لنصفين!

حتي إن سلمنا باستطلاع رأي شريحة مستخدمي شبكة الإنترنت، فهل موقع فيس بوك وسيلة مناسبة؟ كيف والموقع ذاته مليء بصفحات تدعي نسبها للمجلس العسكري؟ حتي إن إحداها وصل عدد أعضائها إلي ما يزيد علي 39 ألفا! رغم أنها صفحة «مضروبة» تنصب علي مستخدمي الموقع باسم المجلس الأعلي للقوات المسلحة!

حتي نوعية «التطبيق أو الأبليكيشن» الذي اعتمد عليه المجلس في استطلاعه رأي مستخدمي الموقع، غير رسمي وغير مضمون، يتم إلحاقه علي موقع فيس بوك. غير إمكانية استخدام المئات، بل الآلاف من البروفايلات «الوهمية» للدخول إلي «الأبليكيشن» والتصويت لصالح مرشح ما!

استطلاع بنفس الأبليكيشن، يشابه استطلاع المجلس المركزي علي صفحته الرسمية، نظمته جريدة الكترونية، اسمها (الجريدة) جعلت عمرو موسي صاحب المركز الأول بفارق 13 ألف صوت. واستطلاع آخر مشابه تماما أيضا لهم، نظمته صفحة كلنا خالد سعيد، بنتائج مختلفة أيضا.. وهكذا! استطلاع رأي لكل مواطن!

عزيزي المجلس العسكري.. ما تيجي أعملك استفتاء علي شعبيتك انت شخصيا؟!

القضية تتلخص في عدد من الأسئلة.

لماذا يخرج علينا المجلس العسكري بـ«فورتينة» كل فترة، ينشغل بها الإعلام الرسمي والحكومي، ويشغل معه بال الناس، عن بطء محاكمات الرئيس مبارك ونظامه؟

وإن كان سيأخذ الاستفتاء علي مأخذ الجد، فلماذا لم يهتم بتدشين موقع، ولو بإمكانيات وزارة الإتصالات، لهذا الغرض، وغيره مستقبلا. ليكون أكثر أمانا؟

وإذا كان لا يهتم بالأمان في تسجيل تلك الأصوات، فهل لنا أن نعتبر أن ما حدث مجرد «لعب في الدماغ» لشغل الصحف والقنوات الفضائية والشعب كله عن شيء ما؟

بالشفا...!

 

 

 


مقالات مشتركة