إمبراطورية البلطجية تعلن دولتها الجديدة في الفيوم

كتب..سعيد برايك

تحول البلطجية إلي دولة داخل الدولة عقب اندلاع ثورة 25يناير فلم يعد أحد آمنا علي اهله وماله وعرضه بل علي نفسه تكررت أحداث البلطجة والقتل وترويع الآمنين والسرقة بالإكراه والاختطاف تزايدت حوادث البلطجة في الفيوم خلال الفترة الأخيرة فهزت هيبة الدولة.

كما زادت المشاجرات بين العائلات بصورة غير مسبوقة فأصبح القاسم المشترك فيها هو استخدام الاسلحة الآلية بدلا من الشوم والعصي فازدادت اعداد الضحايا ووصلت إلي خمسة قتلي وعشرات المصابين في معركة بين عائلتين بقرية أبوجندير مركز اطساالشهر الماضي.

كانت الفيوم قد شهدت حوادث لم تعرفها من قبل مثل حوادث خطف الاطفال وأشهرها حادث اختطاف طفل يعمل والده في ايطاليا أثناء توجهه للمدرسة بالمدينة منذ أربعة أشهر طلبوا بعدها فدية مائة الف يورو تم تخفيضها إلي 40 الف جنيه, فيما تم القاء القبض علي المتهمين بعد عودة الطفل بيومين.

وتحدث لنا ابراهيم المليجي المحامي تعدد حوادث سرقة محلات الذهب علي طريقة «لصوص ولكن ظرفاء» لمحل في شارع احمد شوقي استأجرت عصابة محلا مجاورا لمحل ذهب فأحدثت به فتحة في الحائط في المساء واستولوا علي المشغولات الذهبية، بينما نجح رجال المباحث في القبض علي العصابة التي جاءت من الإسكندرية لتنفيذ جريمتها في الفيوم، تلاها حادثة سرقة أخري منذ شهر لأحد محال الذهب الصيني في شارع السنترال في وضح النهار أما الاسبوع الماضي فقد وقعت حادثتان أخريان لمحلي ذهب في يوم واحد أحدهما في قرية شعلان فتم السطو علي المحل بسرقة ثلاثة كيلو ذهب، وتم القبض علي المتهمين وكميات الذهب.. وفي نفس اليوم ليلا شهد محل للذهب في شارع الصاغة عملية سطو مسلح.. تمكن خلالها اللصوص من سرقة كيلو ذهب وفروا هاربين.وقام اصحاب المحلات بقطع الطريق والاعتصام.

فيما تعددت حوادث السطو المسلح بعد منتصف الليل ببعض المحلات والصيدليات، أو سرقة السيارات من أمام منزل أصحابها، أو سرقة محتويات السيارات في غفلة من أصحابها مثلما حدث مع صاحبة مدرسة التي سرقت منها شنطة تحتوي علي 150 ألف دولار.

بينما لا حديث لأهالي الفيوم الآن إلا عن حوادث سرقة مزارع الماشية التي تكررت، فقد سرق اللصوص كافة المواشي من إحدي المزارع التي يمتلكها عضو مجلس شعب سابق بعد توثيق حراسها وتحميل الماشية علي سيارات كانت معهم.

وفي احدي قري مركز سنورس سقطت ربة منزل وولديها شهداء الدفاع عن ماشيتها أثناء تصديها لعصابة المواشي التي هاجمت حظيرة منزلها، استعانت بأبنائها فهرعوا إليها فلم يجد اللصوص إلا فتح نيران أسلحتهم عليهم.

وأعربت لنا الدكتورة هبة محمد الباحثة بعلم النفس عن تزايد ظاهرة خطف الشنط من السيدات والتي ساعد علي انتشارها الموتوسيكلات الصيني غير المرخصة، والموتوسيكلات التي تمت سرقتها من مخازن ادارة المرور يوم 28 يناير 2011 تلك الحوادث دفع شاب حياته ثمناً للتصدي لاثنين من مرتكبيها في حي «كيمان فارس» عندما حاول نجدة سيدة استغاثت به أثناء خطف شنطتها فما كان من الخاطفين إلا أن صدموه بالموتوسيكل ودهسوه، فلفظ أنفاسه قبل أن تضع عروسه مولودها الأول بيوم واحد.

والحقيقة التي لابد من ذكرها أن الضباط والجنود عندما يتوجهون لضبط الخارجين علي القانون يفاجئون بإطلاق النار عليهم فيما يعد دليلاً واضحاً علي تجرؤ المواطنين علي رجال الادارة مثلما حدث بعزبة عاشور عندما أطلق شقيقان النار علي ضابطين وشرطي سري أصيبوا أثناء محاولة القبض عليهما لتنفيذ حملة لضبط الخارجين علي القانون الذين يحوزون أسلحة نارية دون ترخيص ويروعون المواطنين.. فوجئت القوة لدي دخولها منزلهما بإطلاق النار عشوائيا من خرطوش، أصيب بسببها الرائد محمد صالح أبو لطيعة في الوجه والذراعين، والنقيب محمد مختار عمار والشرطي السري محمد أحمد حسن بإصابات خفيفة، بمركز يوسف الصديق بالفيوم في القبض علي بلطجي من قرية مجاورة كان قد أطلق النار من بندقيته الآلية بطريقة عشوائية لإرهاب الأهالي حتي لا يتعرض له أحدهم أثناء ممارسة أعمال البلطجة طارده الشباب حتي سقط علي الأرض بعد أن ضيق سائق سيارة الطريق عليه وأوقعه أرضاً أخذ شباب القرية البندقية التي كانت معه، وألقوا القبض عليه وسلموه لشيخ البلد الذي تحفظ علية في بيته خوفا من أن يقتله الأهالي من شدة الزحام، وتم الاتصال بمركز الشرطة حتي وصل رئيس مباحث مركز يوسف الصديق المقدم أحمد حبيب مسرعا ومعه قوة من الشرطة ليتحفظ علي البلطجي وما معه من سلاح ودراجته النارية رغم رفض الأهالي تسليمه إلي الشرطة لفقدان الثقة بهم.

وتبين بعد القبض عليه أنه هارب من حكم بالسجن المؤبد (25 سنة) في قضية قتل بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة إضافة لبعض الجرائم الأخري.

فيما تمكن ضباط الفيوم من إحباط وضبط العديد من السيارات التي كانت تقوم بتهريب السلاح من الحدود الليبية لمحافظات بالصعيد، والمفاجأة القبض علي ضابط شرطة و شركائه، وأشار لنا حسام راغب المستشار بالتحكيم الدولي والمحلل السياسي إلي ان الشارع الفيومي ضاق ذرعا من أعمال البلطجة والانفلات الامني وترويع المواطنين من حوادث خطف وسرقات وتحرشات بالنساء وكل هذا تحت مرئ ومسمع من أجهزة الأمن التي لازمت ثكناته بعد ثورة 25يناير