البنك المركزي يكشف أسرار تراجع معدلات التضخم       الداخلية تعلن القبض على المتهم في واقعة العبارات المسيئة على شاشة فيصل       الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

أهل بلدنا  

نيران الثأر تحرق سوهاج العائلات تبيع الأراضى الزراعية لتشترى الأسلحة انتظاراً لمعارك الخصومات الثأرية

موجة من العنف ومعارك العائلات تضرب محافظة سوهاج بجميع قراها بسبب اشتعال نيران الخصومات الثأرية التى باتت تهدد المحافظة بأكملها، فلا تكاد تخلو قرية من قرى سوهاج من خصومة ثأرية متأججة تهدد جميع أهلها وتروعهم، وتستنزف مواردها فى صراع دموى يدفع فيه الأبرياء فاتورة الجهل والدم حتى أفراد العائلة الواحدة طالتها نيران الخصومات الثأرية، فتحول أبناء العم إلى أعداء يتربصون ببعض، وكل منهم يكدس السلاح تحسباً لساعة الصفر التى سينقض فيها على ابن عمه طلباً لثأر مضى عليه عشرات السنين، وربما كان المجرم فيه شخص غيره، فالدم فى قرى سوهاج يورث مع المال والأرض ومع تردى الحالة الأمنية عقب ثورة يناير، ازدادت حدة الخصومات الثأرية، حيث شهدت الشهور الأخيرة العديد من الجرائم والمعارك بين العائلات بسبب هذه الخصومات الثأرية التى لا تراعى حرمة الدم ولا المكان، حيث شهدت قرية نجع الرضاونة بمركز العسيرات مصرع مهندس زراعى أمطره شخصان بوابل من النيران أثناء تواجده بالمسجد فى خصومة ثأرية مضى عليها 25 سنة بين عائلتى الرضاونة واللسانات كما شهدت قرية نزلة خاطر بدائرة مركز طهطا، جريمة أخرى راح ضحيتها فلاح فى خصومة ثأرية عمرها 50 سنة بين عائلتى، العمايرة والقنانصة، وفر الجناة إلى الجبل الغربى ثم كانت معركة عائلتى القوايدة والشرابلة بمركز دار السلام التى لقى فيها كبير الشرابلة مصرعه، لتدخل بعدها العائلتان فى مسلسل من العنف، تسبب فى خسائر فادحة لقريتى أولاد سالم وأولاد خلف وفرض عليهما حصاراً من الخوف والتربص كلف أهالى القريتين الكثير ومازالت توابعه تضربهما، ولم يتمكن العديد من أهالى القريتين من التوجه إلى لجانهم الانتخابية فى الانتخابات والاستفتاء الأخير بسبب حالة التربص بينهما أما معارك عائلتى الصوالح ونجع سعودى، فقد حولت منطقة الكبارى بمدخل مدينة سوهاج البحرى إلى مثلث للرعب، بسبب الخصومة الثأرية المشتعلة بين العائلتين، وتبادل إطلاق النار اليومى بينهما، الذى أدى إلى مصرع مندوب مبيعات بطلق نارى طائش وهو داخل سيارته بالإضافة إلى إصابة العديد من سكان المنطقة، وتعطل الدراسة بمدارسها أكثر من مرة، وامتناع أولياء الأمور عن إرسال أبنائهم للمدارس بسبب المعارك المستمرة بين العائلتين ثم جاء الحادث الذى أصاب أهالى سوهاج بالرعب، عندما قام بعض أفراد من عائلة الحاوى باختطاف 9 أفراد من عائلة الديس واحتجازهم داخل منازلهم بناحية السمطا بمركز البلينا، على خلفية الخصومة الثأرية بين العائلتين، قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنية من تحريرهم عقب الدفع بتشكيلات من الأمن المركزى ووحدات قتالية!! وكذلك واقعة مصرع طالبين، عقب قيام 3 أشخاص بإمطارهم بوابل من الرصاص أثناء تواجدهما داخل سيارة نقل، كانا يستقلانها بقرية نجوع مازن بمركز دار السلام وفروا هاربين، فى خصومة ثأرية بين عائلتى نخلة والضمرانى ومصرع خفير نظامى وابن شقيقه، أمام منزلهما بقرية نجوع الصوامعة بمركز طهطا على يد عامل ونجليه أخذاً بثأر ابنه الأكبروكذلك مصرع بائع متجول بقرية بناويط بدائرة مركز المراغة، فى الخصومة الثأرية بين عائلتى عزام والشحابرة، المشتعلة منذ عدة سنوات كما تجددت الخصومة الثأرية الشهيرة بين عائلتى الشويخات والموايسة، فى قرية جزيرة شندويل شمال مدينة سوهاج، عقب مصرع مزارع وإصابة آخرين، لتدخل القرية التجارية الكبيرة من جديد فى دوامات العنف وكذلك تجدد الخصومة الثأرية بين آل قورة والعصامنة، بمركز دار السلام، ومعركتهم الأخيرة منذ أيام، التى أصابت أهالى القرية بالرعب بسبب حجم السلاح المستخدم فيها وكثافة الطلقات النارية وأخيراً جاءت أحداث قرية برديس بدائرة مركز البلينا، أكبر قرى سوهاج، لتوضح حجم معاناة أهالى المحافظة من جراء الخصومات الثأرية، عندما تحولت القرية، إلى مدينة للأشباح وثكنة عسكرية، عقب تجدد الاشتباكات للمرة الثانية خلال شهرين بين عائلتى النحيلى والشيمى بالأسلحة النارية، وزجاجات المولوتوف بجوار شريط السكة الحديد والتى أسفرت، عن مصرع 3 أشخاص واحتراق 7 محلات تجارية وكافيتيريا وعدة أكشاك خشبية ومنزلين إنهار أحدهما، كما أسفرت عن توقف حركة القطارات لعدة ساعات، وكانت المشاجرة الأولى لهما منذ شهرين قد أسفرت عن مصرع شخص وإصابة 3 فى مسلسل دموى تتواصل حلقاته لتلقى بظلالها السوداء على الجميع عن ظاهرة الخصومات الثأرية التى تدمر موارد المحافظة، بآثارها السلبية، يقول الدكتور صبرى خالد عضو اتحاد كتاب مصر وابن قرية العمرة بسوهاج:   ـ محافظة سوهاج لها نصيب الأسد من حوادث وجرائم الخصومات الثأرية، بسبب الجهل والاهمال، وتسببت هذه الجرائم فى انعدام الاحساس بالأمان والاستقرار، وفى كثير من الأحيان تقوم العائلات ببيع أراضيها وممتلكاتها من أجل السلاح الذى تحتاجه للأخذ بالثأر، كما أن كثيراً من المدارس تم تعطيلها بسبب اشتباكات العائلات فى الخصومات الثأرية، بل إن منها من تم احتلاله لتكون قاعدة تستخدمها إحدى العائلات فى إطلاق النيران على الأخرى، ففى سبيل الإعلاء من شأن وقيمة الأخذ بالثأر، انحدرت قيمة التعليم والاستقرار والتنمية والانتاج ورعاية الأطفال، الذين تركوا الكتاب ليحملوا السلاح!! كما أن هناك ظاهرة مصاحبة لظاهرة الجرائم الثأرية، بدأت تنتشر فى سوهاج، وهى هجرة العديد من الأفراد المطلوبين فى خصومات ثأرية مع ذويهم، إلى خارج القرى والمدن، ليكونوا بؤراً وتجمعات قبلية لها طبيعة خاصة، ولا تعرف إلا الثأر والانتقام، وسرعان ما تتحول هذه التجمعات إلى بؤر للجريمة، حيث يحكمها قانون القوة والغلبة والخروج على المجتمع الذى لم يوفر لهم الأمن، وتدفعهم الرغبة فى جمع المال لتكديس السلاح، إلى تجارة السلاح والمخدرات.


مقالات مشتركة