أ ش أ
قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني "إنني لا أؤمن بوجود صراع بين السنة والشيعة فكلنا أمة واحدة ومثل هذا الكلام لا فائدة منه"..مضيفا "إذا ما دققنا في ظاهرة الإرهاب العالمية ؛ فهناك أرضية ومصلحة مشتركة تجمعنا ، وآمل أن هذه هي الطريقة التي يفكر بها غالبية الزعماء في هذه المرحلة".
جاء ذلك في مقابلة أجراها الإعلامي الأمريكي تشارلي روز مع العاهل الأردني خلال زيارته لواشنطن ووزعها الديوان الملكي الهاشمي على وسائل الإعلام اليوم السبت فيما بثتها شبكة (بي بي أس) الأمريكية اليوم وتبثها محطة (بلومبيرج) الإخبارية خلال الأيام القادمة، حيث تناولت أبرز التحديات الإقليمية والدولية ورؤية الملك عبدالله الثاني حيالها.
وردا على سؤال حول الهلال الشيعي..أجاب الملك عبدالله الثاني "من منظور سياسي ، وهو ذات المنظور الذي أتحدث من خلاله عن مشكلة الجهاديين باعتبارها مشكلة عالمية علينا التعامل معها، لا أعتقد أنه توجد مشاكل من الناحية الدينية ، وفي الحقيقة لقد حصل في الصيف الماضي أو الذي قبله أن حاولت عناصر غير مسئولة من كلا الجانبين ممن يدعون بأنهم علماء ،خلق فتنة داخل الإسلام بين الشيعة والسنة".
وأضاف العاهل الأردني " نظمنا مؤتمرا جمعنا فيه قادة السنة والشيعة من جميع أنحاء العالم ليأتوا وليقولوا إنه مهما يحدث في بعض الدول فهو أمر لا علاقة له بالصراع الديني"..معربا عن اعتقاده بأن التوترات التي تشهدها المنطقة ترتكز إلى قضايا تاريخية أكثر منها دينية ، قائلا "إن الصراع على النفوذ موجود في كل العالم بين الدول الكبيرة والصغيرة تاريخيا منذ قرون".
وعما إذا كان يتوقع أن تكون إيران جزءا من الحل السياسي في سوريا لأنها تتمتع بنفوذ عند بشار الأسد وهي بحاجة إليه أيضا لأهمية أرض سوريا بالنسبة لعلاقتها مع لبنان ؟ أجاب الملك عبدالله الثاني بأن أولويات إيران هي حزب الله أكثر من النظام السوري ، قائلا "أعتقد أن الضامن عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات هو الروس أكثر من الإيرانيين".
وردا على سؤال هل تشعر أن النية متوفرة لدى الروس؟ ، قال الملك عبدالله الثاني "إنني أعتقد أن الروس يريدون كما نريد نحن البدء في التعامل مع ظاهرة المقاتلين الأجانب وعلاجها"..لافتا إلى أن حالة عدم الاستقرار التي يمثلها داعش في سوريا والعراق يمكن أن تؤثر في القوقاز بسهولة ، خاصة وأن المقاتلين الأجانب لا يأتون من الشيشان فقط بل أيضا من أوزبكستان وغيرها من الدول في تلك المنطقة.
وحول ما إذا كان هؤلاء المقاتلون يأتون لأنهم يؤمنون بداعش؟..أفاد العاهل الأردني بأن جزءا من ذلك هو تأثير الإعلام الذي يستخدمه داعش وجماعات أخرى وقد حققوا نجاحا ملحوظا في ذلك..والسبب أنهم يجتزؤون من القرآن ما يشاءون ويقولون هذا ما يمثله الدين ، وهو كلام باطل وغير صحيح بالمطلق.
وأشار إلى أنهم نجحوا في توظيف الإعلام الجديد من حيث الوصول إلى الشباب في جميع أنحاء العالم والأشخاص المحبطين من الشباب والعاطلين عن العمل وقدرتهم على تجنيدهم ، ناهيك عن الجانب الآخر من المسألة وهو أنهم يعرضون رواتب جيدة جدا.
وقال "إن مشكلتنا مع داعش ، منذ البداية ، تمثلت في سيطرتها على صناعة النفط داخل سوريا خصوصا في دير الزور ، وهذه الصناعة كانت تدر عليهم حوالي مليار دولار سنويا ، وعليه فإن راتب المجند الذي ينضم إلى التنظيم يبلغ حوالي ألف دولار شهريا وهو ما يعادل راتب عقيد في جيشنا وهذا أحد الأسباب في نجاحهم في التجنيد".
وأضاف "إن ما نفعله الآن ، في سياق محاربة ، داعش أننا نبين للناس أن ما يخرجون به من ادعاءات كما يقوم به البغدادي مثلا، لا علاقة له بالقرآن بتاتا"..لافتا إلى أن كل المتطرفين والجماعات التي تسمي نفسها جهادية يستخدمون الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون وما تتعرض له القدس لكسب التأييد والتعاطف الزائف.
وتابع "أنا أعلم أن العديد سوف يعلق على ما أقوله هنا باعتباره غير صحيح ، ولكن الأمر لم يعد يتعلق بكون الأمر صحيحا أم لا ، لأن الواقع يقول إن الجهاديين يستخدمونه كحجة في مساعيهم لتجنيد الناس".
وأعرب عن اعتقاده بأن عدد الملتحقين بداعش ممن عبروا الحدود إلى مناطق سيطرتها ، وذلك منذ أن بدأت الضربات الجوية ، قد بلغ نحو 3000 شخص..قائلا "عندما شاهدنا نساء وأطفالا في عداد القتلى داخل غزة عرفنا أنه سيكون هناك معدل تجنيد مرتفع وأكبر في داعش خصوصا بين الشباب".
وحول الشأن العراقي .. قال الملك عبدالله الثاني إنني أعتقد بأن العديد من العراقيين سواء كانوا أكرادا أو شيعة أو سنة يؤمنون بعراق موحد ويجب أن يمنحوا الفرصة ولكن هنالك لاعبين وعناصر أخرى في المشهد العراقي ، وقد ذكرت أنت إيران ، وبعضهم لا يرغب برؤية العراق قويا للعديد من الأسباب.
وأضاف "سيبقى هناك على الدوام صراعات داخلية وضغط على الحكومة العراقية، لكي لا يحصل المكون السني على المطالب التي ينادي بها وبالطريقة التي ينادي بها. وبالتالي فهي مهمة صعبة."