جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

عربى وعالمى   05/12/2015

مسئولون: أمريكا لم تتفق مع بغداد بعد على تفاصيل دور القوة الجديدة

قال مسئولون أمريكيون إن الولايات المتحدة لم تتفق مع بغداد بعد على تفاصيل مهمة تحكم دور وحدة جديدة من القوات الأمريكية الخاصة تهدف إلى ملاحقة متشددي تنظيم "داعش" في العراق، الأمر الذي يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها واشنطن في التعامل مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

 

وأعلن وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر يوم الثلاثاء خطط إرسال القوة الصغيرة التي ستكون حملاتها ضد أهداف تنظيم "داعش" أول عمليات عسكرية متواصلة تنفذها القوات الأمريكية في العراق منذ أن غادرت القوات القتالية الأمريكية البلاد عام 2011.

 

وقال مسئولون أمريكيون إن القوة كانت محل نقاش وتنسيق مع العبادي.

 

لكن الائتلاف الحاكم في العراق والجماعات المسلحة الشيعية القوية حذرت من تطبيق الخطة، الأمر الذي أثار شكوكا بشأن ما إذا كان للعبادي نفوذ سياسي يتيح له تأمين اتفاق نهائي.

 

وفي تصريحات تستهدف على ما يبدو الرأي العام في الداخل، قال العبادي بعد ساعات من إعلان كارتر إن إرسال أي قوة من هذا النوع سيتطلب موافقة حكومته، وقال يوم الخميس إن أي إرسال لقوات برية أجنبية سيعتبر عملا "عدوانيا".

 

وشدد مسئولون أمريكيون على أنه لن تكون هناك عمليات عسكرية أمريكية من جانب واحد في العراق على النقيض من سوريا، لكن لم يتحدد بعد إلى مدى ستكون للعبادى سلطة على أنشطة الوحدة وإلى أي مدى سيتمتع الأمريكيون بحرية تصرف، ويعتقد مسئولون أمريكيون أن موافقة العبادي على كل غارة ستكون أمرا مرهقا وستقوض فعالية الوحدة الجديدة.

 

وذكر مسئولون أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعتزم إرسال فريق إلى بغداد في الأسابيع المقبلة للاتفاق على التفاصيل مع حكومة العراق.

 

وقال مسئول كبير في الإدارة: "مع العبادي.. المبدأ الأساسي لنا في هذا الأمر برمته هو أن أي شيء نقوم به في العراق سيتم بموافقة وتنسيق كاملين مع الحكومة الحكومية. لن نقوم بأي شيء في العراق من جانب واحد".

 

ولم يتضح بعد إذا كانت الأسئلة المعلقة ستؤدي إلى تأخير نشر نحو مائة من أفراد قوات العمليات الأمريكية الخاصة في العراق والذين قال كارتر إنهم سينفذون مداهمات في سوريا والعراق لتأمين رهائن وجمع معلومات والقبض على قادة تنظيم "داعش".

 

المعضلة الأمريكية بشأن العبادي

 

وتسلط المقاومة القوية للخطة في العراق الضوء على معضلة يواجهها أوباما.

 

يريد أوباما أن يقوم بما هو أكثر لمحاربة تنظيم "داعش" الذي أعلن مسئوليته عن هجمات دامية في فرنسا ومصر وغيرهما ويسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق، لكن الرئيس الأمريكي لا يريد أيضا أن يقوض سلطة العبادي حليف واشنطن الذي يواجه تحديات لسلطته بالفعل من الجماعات الشيعية المسلحة.

 

ويتعرض العبادي لضغوط أمريكية متزايدة لكبح جماح الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، الأمر الذي أثار غضب الجماعات التي تحظى بدعم الأغلبية الشيعية في العراق، والتي كانت العمود الفقري للمعركة ضد تنظيم "داعش".

 

وبموجب أحد الخيارات التي تجري دراستها من أجل القوة، سيقدم العبادي وحكومته موافقتهم للجنود الأمريكيين على تنفيذ مداهمات في مناطق محددة وضد قائمة أهداف متفق عليها مسبقا.

 

وسيتيح هذا للقوات الأمريكية أن تكون أكثر فطنة في التعامل مع معلومات تعتمد على التوقيت، وسيجري إخطار العبادي قبلها على الأرجح أو مع بدء كل مداهمة لكنه لن يمنح موافقته على كل مهمة.

 

وقال المسئول الكبير الذي طلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية الموضوع "هناك سبل لإنجاح هذه الأمور".

 

وهناك سؤال آخر بشأن ما إذا كانت بغداد ستوضع في الصورة فيما يتعلق بالمداهمات التي تنفذها القوات الأمريكية حصريا مع قوات البشمركة الكردية مع الأخذ في الاعتبار أن الأكراد كثيرا ما يصرون على التحرك بشكل مستقل عن الجيش العراقي.

 

ويقول مسئولون أمريكيون إن العبادي على الأرجح سيطلع بشكل مسبق على العمليات المهمة مع المقاتلين الأكراد مثلما حدث في عملية إنقاذ تمت في أكتوبر، وتمخضت عن تحرير عشرات الرهائن من سجن للدولة الإسلامية، لكن العبادي لن يُطلع على المداهمات الروتينية.

 

وفي بغداد حيث لا تزال ذكريات الاحتلال الأمريكي حية في الأذهان، هدد مشرعون شيعة باستجواب العبادي في البرلمان بشأن خطط نشر القوة الأمريكية بل والتصويت لسحب الثقة منه.

 

كما أثيرت شكوك العراقيين عندما دعا اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي وهما الجمهوريان جون مكين ولينزي جراهام أثناء زيارة لبغداد يوم 29 نوفمبر إلى زيادة مستويات القوات الأمريكية بواقع ثلاثة أمثال إلى عشرة آلاف وإرسال عدد مماثل إلى سوريا.

 

قال سامي العسكري، وهو مشرع كبير في ائتلاف دولة القانون الحاكم، إنه إذا توقف الأمريكيون عن الإدلاء بهذه التصريحات ونفذوا الأمر مع الحكومة، فقد يستطيعون إرسال حتى 500 فرد دون أن يعترض أحد.

 

وأشار مسئول أمريكي آخر إلى أن واشنطن تدرك أن إعلان كارتر قد يزيد من الصعوبات السياسية التي يواجهها العبادي.

 

وأضاف أن واشنطن تأمل في أن يساهم تعبيرها عن الاستعداد للتشاور مع العبادي بشأن إرسال القوة في تهدئة المتشددين الشيعة.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الأربعاء: "سنواصل العمل عن كثب شديد مع شركائنا العراقيين بشأن من  

سيرسل تحديدا وأين سيرسلون وطبيعة المهام التي سيقومون بها".

 


مقالات مشتركة