المنتخب الأولمبى يختتم تدريباته اليوم استعداداً لمواجهة الدومينكان غداً فى أولمبياد باريس       كامل الوزير : خطة شاملة لتطوير قطاع الصناعة لجعل مصر قلعة صناعية كبيرة       مصلحة الضرائب تطالب ملاك الوحدات المؤجرة بإخطار المأمورية المختصة خلال 30 يومًا من تاريخ التأجير       الأرصاد: استمرار الموجة شديدة الحرارة .. وانخفاض الحرارة يبدأ الجمعة       وزارة التعليم تعلن إجراءات فحص تحويلات المرحلة الثانوية والبدء أول أغسطس المقبل       تفاصيل لقاء مصطفى مدبولى مع عدد من المصريين العاملين في مؤسسات الاتحاد الأفريقي       الليلة .. قمة نارية بين الأهلى وبيراميدز فى الدورى العام       الرئيس السيسي يفوض مدبولي في 7 اختصاصات       أسرار لقاء وزير الأوقاف مع وفد هيئة الأوقاف القبطية       مفاجأة مثيرة : المرأة المصرية الأولى عالميا في ضرب الأزواج       إعداد قوائم بالجامعات والمعاهد ومؤسسات التعليم العالى المعتمدة والمعترف بها  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

دنيا ودين   19/07/2014

شيخ الأزهر: الإسلام جاء ليهدم الطبقية ويُسَوِّيَ بين الناس

كتب..إيمان محمد

 

 تحدث الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في برنامجه اليومي، الذي يذاع طوال شهر رمضان المبارك، على الفضائية المصرية، عن قيمة التواضع وأثرها في تآلف النفوس وغرس المحبة وترسيخ السلام المجتمعي.

 

وأكد شيخ الأزهر، أن التواضع قيمة إسلامية عظيمة، وأدب من آداب النبوة - نبه إليه القرآن الكريم والسنة المطهرة، لما فيه من أثر بالغ في تآلف النفوس، وغرس المحبة، وترسيخ السلام المجتمعي.

 

وأوضح أن التواضع: هو انكسار القلب لله تعالى، وخفض جناح الذل والرحمة لعباده في الأرض، بحيث لا يرى له فضلًا على الناس، بل يرى فضل الناس عليه، والأنبياء والصالحين هم أئمة التواضع، والقرآن الكريم احتفى به، وأثنى الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم؛ لتميزه برحمة من الله أودعها في قلبه: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ)- أي لو كنت جافيًا قاسيَ القلب لَتَفَرَّقُوا عنك حتى لا يبقى حولك أحد منهم، ومع أنه صلى الله عليه وسلم متواضع بطبعه إلا أن الله تعالى أمره أن يتواضع لمن معه من فقراء المؤمنين وضعفائهم، قال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)، ونهى سبحانه عن تصعير الخد كبرا واختيالا وتفاخرا، فقال: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) والصّعَر: مرض يصيب البعير فيلوى منه عُنقه؛ أي: أقبل على الناس بوجهك تواضعا، ولا تُعطهم وجهك وصفحته كما يفعل المتكبرون (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا) أي: فرحا (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ) وهو من يمشي متكبرًا (فَخُورٍ) وهو من يذكر مناقبه ليتطاول على سامعه.

 

وتوقف الإمام الأكبر، عند حديث من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم له دلالة ومغزى عميق في عدم احتكار الناس، والنظر إليهم بنظرة الاحترام أيًا كان هذا الذي تنظر إليه؛ وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، ثم قال: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ»، العُتُلّ‏:‏ الشديد الجافى والفظ الغليظ من الناس‏، والجَوَّاظ‏:‏ الكثير اللحم المختال في مشيته، وهذه من صفات أهل النار، وأهل الجنة من صفاتهم أنهم ضعفاء مُتضعّفون يحتقرهم أهل الدنيا من المترفين والمنعمين، وفي رواية أخرى: "كل ضعيف متضعف أَشْعَثَ أَغْبَرَ مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ"، والأشعث: من كان شعره ملبّدًا ومغبرا، لا يهتم بتصفيفه ولا دهنه، والمدفوع بالأبواب: لا يؤذن له بالدخول ويحجب لحقارته ورثاثة ملابسه، ثم يأتي الوصف الأخير " لو أقسم على الله لأبره " هذا الشخص الذي نحتقره وننظر إليه باشمئزاز وبشيء من التعالي، قد يكون من أحباب الله تعالى، بحيث إنه لو أقسم على الله أن يصنع شيئًا، لأسرع الله سبحانه في إجابة طلبه.

 

وتابع: أن هذا الحديث نص على وجوب التواضع للفقراء والبسطاء مهما تدنت درجاتهم في الحياة الدنيا فهم أهل الجنة، فلا يجوز لأحد أن يتكبر عليهم، وإنما ينبغي التواضع لهم وللناس جميعًا؛ لأن الإسلام جاء ليهدم "الطَّبَقِيَّة"، ويُسَوِّيَ بين الناس، ففي الحديث الشريف: "النَّاسُ سَوَاسِيَةٌ كَأَسْنَانِ الْمِشْطِ".

 

وأوضح: "وفي حديث آخر "كُلُّكُمْ لِآدَمُ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ" إذن مبدأ الإسلام أن الناس كلهم سواسية، حتى في الخِلقة، يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)، فإذا كان الناس سواسية، فإنه من الضروري أن يتواضع كلُّ أحدٍ لأخيه.

 

وأضاف: "أن فضيلة المساواة التي هي الأصل الإسلامي الذي يستند إليه التواضع تكاد تتلاشى وتذهب أدراج الرياح، وخاصة في مجتمعاتنا التي تفشت فيها المفردات الطبقية: "البيه، والباشا، وأصحاب السمو، وأصحاب الفضيلة، وأصحاب السعادة"، ولو أنك أخطأت في هذا من الممكن أن تُلام، وقد تلاشت هذه المفردات في الدول الغربية، وأصبحوا أقرب إلى روح الإسلام من المسلمين أنفسهم في مسألة "الطبقية " فآخر ما عندهم من الألقاب "سيد" لا يوجد لديهم ما نراه عندنا، فلدينا من قد يتعدى لقبه سطرين كاملين، انتهى هذا الكلام في الغرب منذ زمن، ونتمنى أن ينتهى عندنا؛ لأن الإسلام جاء بقيمٍ في منتهى الرُّقي، إذا طبَّقناها سنكون شعوبًا محترمة، يرحم بعضُنا بعضًا، ولا ينظر أحد إلى الفقراء والبائسين وأصحاب الحرف أو الأعمال المتواضعة نظرة دونية، فهذا ليس من الإسلام، ولا من حضارة الإسلام".


مقالات مشتركة