جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

دنيا ودين   24/02/2015

أستاذ شريعة إسلامية : توظيف الدين لأغراض سياسية شيطاني

 ا ش ا

 

أكد الدكتور محمد كمال إمام أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الإسكندرية أن علاقة الدين بالسياسة قد شابها الكثير من المفاهيم الخاطئة التي أنتجت المشاكل الفكرية التي تعيشها الأمة الإسلامية، قائلا إن توظيف الدين لأغراض سياسية شيطاني.

 

وقال إمام - في ندوة بعنوان" الدين والسياسة من المنظور الفكري والثقافي" التي نظمها الرواق الأزهري بقاعة الإمام محمد عبده بجامعة الأزهر اليوم الثلاثاء - "إن من يدعي أن الإسلام دين وسياسة يخلط بين أمرين لا رابط بينهما، فالدين من الله عزوجل والسياسة هي تسييس الخلق لشئون الدولة ، موضحا أن الإسلام يدعو لإقامة المجتمع المدني بغض النظر عن دين هذا المجتمع، لأن مقاصد الشريعة ترتبط بالإنسان لا بالدين.

 

وأضاف أن مقاصد الشريعة جاءت لحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وهذا الحفظ للمسلم وغير المسلم فكما أن حفظ النفس والعقل والنسل والمال يشمل المسلم وغير المسلم، فكذلك الدين يعني حفظ جميع الأديان وليس الإسلام فقط.

 

وأوضح الدكتور إمام أن خطر ربط الدين بالسياسة ليس لأن الإسلام لا توجد به تشريعات سياسية، بل لأن السياسة متغيرة وتتغلب فيها المصالح، وقد تخدم فئة معينة أوحزب محدد، لذلك يكون إبعاد الدين من التوظيف لمآرب سياسية من الواجبات .

 

وأكد أن الإسلام عقيدة وشريعة، وجوهر العقيدة تعكسها علاقة الإنسان بربه، والشريعة لها جانبان أحدهما يظهر لنا في علاقة الإنسان بربه وجانب في علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، فالإسلام لا يرتبط ارتباطًا عضويَا بفكرة الدولة، والدليل على ذلك أن التشريعات والأحكام نزلت في مكة قبل أن يكون للإسلام دولة، كما أن الإسلام يوجد في أماكن كثيرة في العالم ليس للإسلام فيها سلطة، كأوروبا وأمريكا واليابان، فالإسلام يرتبط بالمسلمين لا بالدولة.

 

واستنكر إمام استغلال البعض لحاجات الناس المادية والاجتماعية في الأرياف والقرى والعشوائيات لتحقيق أغراض سياسية والحصول على أصوات انتخابية، مؤكدًا أن ذلك يخالف مقاصد الشريعة، حيث يقول الله عزوجل :( وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون)، فمن يحسن يجب أن يبتغي بإحسانه وجه الله، وأما من يقدم الخدمات الخيرية للناس من أجل مكاسب سياسية فهو نوع من الربا السياسي.

 

ونوه بأن الأمانة جزء من الدين، والتصويت جزء من السياسة، فإذا أعطيت صوتك لمن لا يستحق فقد مارست حقك الانتخابي ولن يحاسبك أحد عليه في الدنيا، لكنك أمام الله لم تؤد الأمانة التي هي واجب ديني عليك.

 

واستغرب الدكتور محمد كمال من إدعاء البعض أن الإسلام حدد الخلافة كنظام للحكم رغم أن القرآن لم يتحدث في السياسة إلا في القيم العليا، فقال" وأمرهم شورى بينهم" وترك لهم اختيار الشكل الذي يرونه مناسبًا لشؤون حياتهم.


مقالات مشتركة