جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

دنيا ودين   01/02/2016

البحوث الإسلامية: لا تعارض بين آيتي فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ وقَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا

كتب..محمد ثروت

 

 قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه لا يوجد تعارض بين الآيتين الكريمتين: «فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ» {النجم: 32}، «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا» {الشمس: 9}.

 

وأضاف الجندي أن معنى الآية الأولى: فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ {النجم: 32} أي لا تمدحوها وتشكروها وتمنوا بأعمالكم وبطهارة أنفسكم من المعاصي والرذائل، موضحًا أن هذه الآية مثل قول الله تعالى: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا» {النساء: 49}، منوهًا بأنه يوجد في الآية الأولى نهي صريح عن مدح النفس والرفع من شأنها، وفي الآية الأخرى إنكار شديد على من يفعل ذلك من اليهود وغيره.

 

واستطرد: يقول صاحب الظلال في تفسير قوله تعالى: «هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى» {النجم: 32} يقول: هو العلم السابق على ظاهر أعمالهم، العلم المتعلق بحقيقتهم الثابتة التي لا يعلمونها هم، ولا يعرفها إلا الذي خلقهم، علم كان وهو ينشئ أصلهم من الأرض وهم بعد في عالم الغيب، وكان وهم أجنة في بطون أمهاتهم لم يروا النور بعد، علم بالحقيقة قبل الظاهر وبالطبيعة قبل العمل، ومن كانت هذه طبيعة علمه يكون من اللغو بل من سوء الأدب أن يعرفه إنسان بنفسه أو يثني عليها أمامه.

 

وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أنه المقصود من هذه الآية النهي عن تزكية النفس بمدحها والثناء عليها لما في ذلك من مفسدة الرياء والكبر والتفاخر.

 

وتابع:أما قوله تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا» {الشمس: 9 } فمعناها ك قد فاز من أصلح نفسه وطهرها من الشرك والمعاصي وسائر أمراض القلوب والأخلاق الدنيئة، ومما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.

 

وتابع: وبذلك تعلم أنه لا تعارض بين الآيتين حتى يجمع بينهما لعدم تواردهما على معنى واحد.


مقالات مشتركة