علي جمعة: القرآن الكريم نبي مُقيم وليس مخلوقًا

 قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم هو نبي مُقيم، وغير مخلوق، مشيرًا إلى أن هذه المسألة اختلف فيها العلماء، بل إن بعضهم اتُهم بالكُفر بسبب ذلك.

وأوضح «جمعة» خلال برنامج «درجات المعرفة»، أن القرآن تجاوز الزمان والمكان، لذا هو غير مخلوق، فيما المُصحف قطعًا مخلوق، كمادة، فالدال مخلوق لكن المدلول وهو كلام الله -الصفة القائمة بذاته- غير مخلوق، منوهًا بأن هذه المسألة لم تكن واضحة عند الجماعة المعتزلة.

وروي «المفتي الأسبق»، أن هذه المسألة بدأت عندما قال «المعتزل» إن القرآن مخلوق، ولم يلتفت إلى أن هذا يترتب عليه أنه زمني يصلح في عهد النبي ولا يصلح بعده، حيث إن زمانه كعصر النبي، ولم تتغير الدنيا، لذا فلم يكن الكلام بهذا المعنى.

وأضاف، لكن الله أنار قلوب أهل السُنة، فتنبهوا إلى أن هذا قد يتغير في قابل الأيام، فتتغير الدنيا، وإذا قيل أنه مخلوق إذن سيتغير معها، لكن الرسول آخر الأنبياء والقرآن آخر الرسالات، ولذلك القرآن نبي مُقيم ولذا هو غير مخلوق.

ونوه بأن أحد العلماء المُسلمين وقع فيما وقعت فيه المعتزلة، وقال إن القرآن لزمنه، بما أنه مخلوق، واتهمه الناس بالكُفر، ورد عليه الإمام أحمد بن حنبل، وقال له إنه ليس مخلوقًا، حيث تعدى الزمان الذي نزل فيه، موضحًا أن عصرنا تغير واختلف عن عصر النبي، فتطلب تغيير التصرف معه، لكن هذا لا يُغير القرآن.