جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

صحافة وتوك شو   10/06/2015

تايم أوف إسرائيل: نأمل أن يغير مسلسل حارة اليهود الصورة النمطية عنا في الدراما المصرية

كتب..محمد ثروت

 

 اهتم موقع "تايم أوف إسرائيل" الاخباري الاسرائيلي بالمسلسل المصري الرمضاني الجديد "حارة اليهود"، والذي يرى الموقع أنه يُسلّط ضوءا إيجابيا على اليهود، ما يعكس تغيراً في اللهجة التي تمثل مرآة لروح المناخ السائد المناهض للإخوان المسلمين, فالمسلسل يُظهر الحنين الى تلك الأيام التي عاش فيها اليهود والمسلمون والمسيحيون في تناغم بالقاهرة.

 

واضاف الموقع الاسرائيلي، أن المسلسلات المصرية، التي يتم إنتاجها سنويا للترفية عن ملايين المسلمين خلال صيامهم في شهر رمضان، كانت عادة منصة لتوجيه النقد اللاذع المعادي لإسرائيل وللسامية، ففي عام 2012 روى مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" من بطولة الفنان الكوميدي المخضرم عادل إمام، قصة مجموعة مصرية تحاول سرقة بنك في عمق إسرائيل العنصرية.

 

وفي هذا السياق ذكر الموقع الاسرائيلي المسلسل التاريخي "فارس بلا جواد" في عام 2002، والذي تدور أحداثه في مصر في عام 1932 يعتمد روايته على "بروتوكولات حكماء صهيون" المعادية للسامية، والذي كاد أن يتسبب بسحب السفير الإسرائيلي من القاهرة وقد أدانت الخارجية الأمريكية المسلسل.

 

ويقفز الموقع الاسرائيلى الى المسلسل الجديد "حارة اليهود" والذي من المقرر أن يُبث خلال شهر رمضان القادم إبتداء من 18 يونيو والذي يعد مؤلفه بأن يكون مختلف تماما. فأحداث المسلسل تدور في القاهرة بين حدثين هامين في تاريخ مصر في القرن الـ20: ثورة عام 1952 – التي شهدت سقوط النظام الملكي وصعود حركة الضباط الأحرار بقيادة محمد نجيب وجمال عبد الناصر إلى السلطة – والعدوان الثلاثي على مصر في عام 1956.

 

تدور في المسلسل قصة حب بين "علي" وهو ضابط في الجيش المصري يلعب دوره إياد نصار، و"ليلى" وهي فتاة يهودية تجسد دورها منة شلبي. وكما هو متوقع يواجه هذا الحب صعوبات مع صعود موجة القومية المصرية والإضطرابات الإجتماعية التي جاءت في أعقاب قيام دولة إسرائيل.

 

وفي إعلان المسلسل تقول إحدى الشخصيات فيه بينما تجلس عائلة يهودية حول الطاولة "طول عمرنا عايشين وسط الناس لا شفنا عنصرية.."، ويقول رجل آخر يرتدي طربوش، “أنا أخوي هو المسلم اللي زيي، الدين بيقول كده”. في هذه الأثناء، على الجانب الآخر من الإنقسام الأيدولوجي، ينفجر شاب صهيوني مصري غاضبا عندما يشير والده إلى إسرائيل الوليدة بـ”فلسطين”.

 

ونادرا ما تكون الداراما التاريخية حول التاريخ فقط، ويقول مدحت العدل كاتب المسلسل إنه رغب في تصوير مصر بجو “تتعايش مع كل الأديان واللهجات وكل اللغات”. وقال العدل لصحيفة “المصري اليوم” في شهر فبراير "عندما كان هذا التعايش موجودا كانت مصر عظيمة".

 

وتابع العدل قائلا: "المسلسل لن يتعرض لليهود فقط، وإنما لحارة مصرية اسمها حارة اليهود، يعيش فيها مسلمون ومسيحيون ويهود، وطول العمر لا نقول هذا مسيحى أو مسلم أو يهودى بل كانوا كلهم مصريون”.

 

وتابع الموقع الاسرائيلي أن: الصورة في المسلسل تعكس الفكر المصري السائد في الوقت الحالي، فالشرير الأكبر في حارة اليهود – إلى جانب الصهيونية – هو حركة الإخوان المسلمون. ويظهر حسن البنا مؤسس الحركة الذي إغتيل عام 1939 وهو يقتبس آية من القرآن تدعو المسلمين إلى ضرب الكفار "واضربوهم حيث ثقفتموهم".

 

ويقول العدل لإحدى الصحف اليومية "إننا نرى التاريخ يعيد نفسه، لقد حاولوا الإخوان المسلمون السيطرة على ثورة 23 يوليو 1952 ولكنهم فشلوا، لأن جمال عبد الناصر كان قائدا ذو إستراتيجية. وقد حدث هذا مرة أخرى في ثورة 25 يناير كما أثبتت الأحداث".

 

وأكد الموقع الاسرائيلي: أن مسلسل "حارة اليهود" يذكر بتلك الأوقات التي احتفلت فيها السينما المصرية بالنسيج الإجتماعي المتجانس في مصر. وهو ما عبر عنه فيلم “فاطمة وماريكا وراشيل” عام 1949 والذي يروي قصة زير نساء مصري يتظاهر بأنه يهودي لجذب النساء اليهوديات. ويستند فيلم "حسن ومرقس وكوهين" الكوميدي عام 1954 حول قصة شراكة تجارية بين مسلم ومسيحي ويهودي.

 

ولكن الصورة الرومانسية لمصر التي يتم تصويرها في المسلسل الجديد لم تنل إعجاب كل المشاهدين المحتملين. حيث يقول أحد المعلقين المصريين على الفيسبوك إنها "كارثة في إنتظار الوقوع".

 

واختتم الموقع الاسرائيلي بأن تمني ان " تكون نقطة الأمل هي أن يضفي المسلسل الطابع الإنساني على عدد من الشخصيات اليهودية، على الأقل أولئك الذين لن يتم وصفهم بالخونة وعرضهم بتلك العيون الجاحظة".


مقالات مشتركة