جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

صحافة وتوك شو   02/08/2015

واشنطن بوست: طالبان المنقسمة متمسكة بالحرب بعد مقتل زعيمها الملا عمر

 قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه قبل أسبوع، بدا أن حركة طالبان تتجه نحو السلام، وذلك تزامنا مع استعداد قادة الحركة لحضور الجولة الثانية من المفاوضات مع المسؤولين الأفغان، وسط تشجيع السلطات الباكستانية والتى تحسنت علاقتها مع أفغانستان بعد فترة طويلة من العلاقات الباردة بين الجانبين، إلى جانب البيان الداعم الأخير الذى أصدره زعيم حركة طالبان الملاد محمد عمر.

 

وأضافت الصحيفة الأمريكية:" أما اليوم فإن السيناريو المتفائل تعرض لزلزال مع الإعلان عن موت الملا محمد عمر منذ عامين، حيث تم تأجل محادثات السلام فجأة، كما تعهد زعيم حركة طالبان الذى حل محل الملا عمر بالاستمرار فى الحرب ، وذلك فى محاولة يائسة لتوحيد صفوف الحركة المنقسمة على نحو متزايد".

 

وقال الملا أخطر محمد منصور الزعيم الجديد لطالبان فى خطة تم بثها على موقع الحركة بشبكة الانترنت :"إن طالبان ستواصل الجهاد حتى إقامة حكم إسلامي في البلد".

 

وأضاف أخطر:" عندما يكون هناك انقسام، فإن الله يكون غير راض، فى حين يكون الأعداء راضون، لقد حاربنا لمدة 25 عاما ولن نخسر إنجازاتنا".

 

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه على الرغم من فيديو طالبان الرسمى الذى يظهر مجموعة متنوعة من رجال الدين الأفغان والشيوخ الذين تعهدوا بالولاء للملا منصور، فإن القائد الجديد يواجه معارضة داخلية من أقارب الملا عمر فضلا عن عدد من القادة المتشديين وغيرهمن من أعضاء طالبان ذوى النفوذ، والذين يتساءلون عن التسرع فى اختيار الملا منصور زعيما للحركة، وذلك فى اجتماع سرى عقد فى مدينة كويتا الباكستانية.

 

وقال محللون إن الصراع على السلطة ازداد بسبب الانقسام الحالى، بشأن ما إذا كان يجب مواصلة القتال أم الانضمام للمفاوضات، هذا إلى جانب الخصومات القبلية والاقليمية والتى كان الملا عمر يقمعها فيما مضى.

 

وقالت صحيفة واشنطن بوست، إنه بالرغم من ان الوقت مازال مبكرا للحكم على التفاعل الناتج عن هذه الديناميكيات، إلا ان محللون ودبلوماسيون قالوا إن طالبان تواجه الآن أزمة وجودية حادة قد تؤدى إلى انقسام دائم، وذلك مع وجود فصائل قررت التصالح مع الحكومة وأخرى تنجذب إلى أحضان تنظيم داعش الذى ينمو بسرعة كبيرة فى أجزاء من أفغانستان.

 

وقال مسؤولون أفغان إن زعيم طالبان الملا محمد عمر توفى فى مستشفى فى كراتشى بباكستان منذ أكثر من عامين .

 

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المسؤولين الأمريكيين الذىن كانوا قبل أيام متفائلين بأن محادثات السلام ستؤتى ثمارها مع الحركة بعد الصراع المستمر منذ 14 عاما والذى كلف الولايات المتحدة آلاف الأرواح، فضلا عن مليارات الدولارات، يقولون الآن إنه ليس لديهم أدنى فكرة عن الاتجاه الذى تستير فيه طالبان بعد الملا عمر أو مدى تأثير وفاته على توجهات الحركة او رغبتها فى إنهاء الصراع.

 

وقال المبعوث الخاص الامريكي لافغانستان وباكستان دانيال فيلدمان، للصحفيين الجمعة الماضية :" هذه هى اللحظة التى جاءت فيها الفرصة لطالبان من أجل ان تختار ما بين الحرب او السلام".

 

وأضاف فيلدمان:" نتمنى ان يختاروا الخيار الثانى"، ولكنه أشار فى الوقت ذاته إلى أن المسؤولين الأمريكيين لا يمكنهم التكهن بالنتيجة.

 

على الجانب الآخر، بدا بعض المراقبين الأفغان أقل تفاؤلا وأكثر حدة، مشيرين إلى أن طالبان تواجه الآن خياريين متساويين، فإما القتال من أجل قضية فقدت مؤسسها بعد إخفاء قادة الحركة لهذا الأمر لمدة عامين، او محاولة العثور على مكان فى المجتمع الذى يحوى فرصا ضئيلة للمقاتلين السابقين، وتغير بشكل دراماتيكى منذ ان حملت طالبان السلاح وسط حرب أهلية وحشية منذ عقدين من الزمن.

 

وقال هارون مير، وهو محلل فى كابول :" أعتقد اننا نشهد زوال طالبان".

 

وأضاف مير:" إنهم فى وضع صعب للغاية لأنهم لا يستطيعون القتال إلى الأبد، لذلك فإن عليهم تحويل أنفسهم من جيش وقوة دينية إلى قوة سياسية".


مقالات مشتركة