جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

صحافة وتوك شو   24/10/2015

العرب اللندنية: شروط إيرانية مزعجة دفعت الأسد للتقارب مع روسيا

نقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن مصادر سورية تأكيدها أن التحوّل في موقف الرئيس السوري بشّار الأسد من إيران واتجاهه إلى الرهان على روسيا بدأ قبل نحو سنة تقريبا، وذلك عندما بدأت القيادة الإيرانية تربط المساعدات التي تقدمها لنظامه بشروط معيّنة.

 

وقالت المصادر إن الأسد، الذي كان يعتقد أن إيران مضطرة لمساعدة نظامه نظرا إلى العلاقة الاستراتيجية التي أقامها معها وإلى رعايته التامة لحزب الله وسماحه حتّى بحملات التشييع في سوريا، فوجئ بمطالب إيرانية لا يبدو أنه مستعد للقبول بها.

 

ومن بين هذه المطالب ربط استمرار المساعدات المالية والعسكرية والتموينية، بحصول إيران على ضمانات في شكل عقارات مختلفة تقدر قيمتها بنحو ستين مليار دولار.

 

وذكرت أن الإيرانيين قدّموا لائحة بالعقارات السورية المطلوب تحويلها إلى ملكية لشيعة لبنانيين وعراقيين، يعملون لمصلحة إيران، ويشكّلون غطاء لها.

 

وتشمل هذه العقارات مساحات شاسعة من الأراضي السورية في مناطق مختلفة، خصوصا في محيط دمشق وفي المدينة نفسها التي بات الإيرانيون يسيطرون على أحياء كاملة فيها.

 

وفسّرت هذه المصادر طلب إيران ضمانات بقيمة ستين مليار دولار بأنّ هذا المبلغ يمثّل قيمة المساعدات التي وفرتها طهران للنظام منذ اندلاع الثورة في مارس 2011 وذلك في شكل أسلحة ووقود ومواد غذائية فضلا عن تحمل تكاليف عناصر لبنانية وعراقية وأفغانية (ميليشيات مذهبية) قاتلت إلى جانب الجيش التابع للنظام.

 

أشارت في هذا المجال إلى أن إيران دفعت نقدا ثمن معظم الأسلحة والذخائر، بما في ذلك الطائرات، التي حصل عليها النظام من روسيا منذ اندلاع الثورة.

 

وذكرت المصادر السورية أنّ بشّار الأسد اكتشف أخيرا أن لإيران حسابات تختلف عن حساباته ونظرة أخرى إلى العلاقات بين الجانبين.

 

ففي حين كان الأسد يعتبر أن الخدمات التي قدّمها إلى إيران، والتي شملت الاندماج الكامل مع حزب الله، يفوق ثمنها الستين مليار دولار، وجد رئيس النظام السوري نفسه مع تطوّر الأحداث في وضع لا يحسد عليه.

 

ويتمثّل هذا الوضع في نشوء علاقة من نوع جديد مع إيران تجعله مضطرا إلى تسديد كلّ دولار أخذه منها في شكل عقارات تملك معظمها الدولة السورية.

 

كما أن عوامل أخرى ساهمت في جعل الأسد يتجه إلى موسكو ويضع كلّ بيضه في سلّتها. من بين هذه العوامل التوتر في العلاقة بين قوات الجيش السوري من جهة والإيرانيين، بما في ذلك حزب الله، من جهة أخرى.


مقالات مشتركة