تعرف على أهمية التشخيص والعلاج المبكر لـ الحول عند الأطفال

كتب.. مي عادل

يكتمل النمو البصرى للإنسان فى السنوات الأولى من العمر، ويمر بعدة مراحل ليصل فى النهاية إلى مرحلة النضج الكامل التى تتيح للإنسان استعمال العينين معا لرؤية مجسمة للأشياء، مع القدرة على تقدير العمق وتحديد الأبعاد.

ويقول دكتور حاتم أحمد سعيد أستاذ طب وجراحة العيون بكلية طب قصر العينى، إن أى سبب يعوق هذه المنظومة فى السنوات الأولى من العمر يؤدى إلى ضرر بالغ فى الإبصار، ويعد وجود حول بإحدى العينين من الأسباب الرئيسية فى اختلال العلاقة بين العينين والمخ فى السنوات المبكرة من عمر الطفل، مما يجبر المخ على استقبال الصورة السليمة من العين السليمة فقط، وإهمال الصورة المشوهة من العين الأخرى، مما يؤدى إلى وجود كسل بالعين وتدهور فى حدة الإبصار بها، وبذلك يكون الحول له ضرر وظيفى بالغ بخلاف تأثيره على الشكل الجمالى للطفل.

ولذا يعتبر تشخيص وعلاج الحول فى السنوات الأولى من العمر فى منتهى الأهمية، وذلك لتلافى حدوث كسل شديد بالعين، وكذلك لعلاجه مبكرا إن وجد، وذلك لأنه مع تقدم سن الطفل تتضاءل نسبة نجاح علاج كسل العين.

وينصح دكتور حاتم، الأبوين عند الاشتباه فى وجود حول عند طفلهما يجب عليهم التوجه فورا إلى طبيب متخصص فى علاج الحول لتشخيص الحول، ومن ثم وضع الخطة المناسبة والعاجلة للعلاج.

ويشير دكتور حاتم إلى أن الحول فى الأطفال له عدة أسباب، منها الحول الخلقى الذى يولد به الطفل، ويظهر فى أول ستة شهور من العمر، والحول المصاحب لأخطاء انكسار العين وهو فى أغلب الأحوال "حول داخلى مصاحب لطول النظر أو حول خارجى مصاحب لقصر النظر"، وكذلك الحول الناتج عن شلل فى عضلات العين فى نسبة قليلة من الحالات.

ويشتمل علاج الحول على استعمال النظارة الطبية، وهو ما قد يكفى لعلاج الحول المصاحب لأخطاء انكسار العين فى كثير من الحالات دون الحاجة للجوء للتدخل الجراحى.

وتشتمل خطة علاج الحول على عدة عوامل أخرى كاستعمال تمارين لعلاج الكسل، وتعد أكثر هذه التمارين شيوعا هى تغطية العين السليمة لفترات محددة يحددها الطبيب المختص، وذلك لإجبار المخ على استقبال الصورة من العين المريضة.

أما التدخل الجراحى فيؤكد دكتور حاتم، أنه يتم اللجوء إليه فى حالات الحول الخلقى والشللى، أو حالات الحول التى لا تتجاوب مع استعمال النظارة الطبية، وتصل نسبة نجاح إصلاح الحول جراحيا من 80 إلى 85 %.

وأخيرا يوضح دكتور حاتم، أن خطوط العلاج لابد وأن تسير بشكل متوازى وفقا للخطة التى يحددها الطبيب المختص حتى يكتمل الشفاء ويتم إصلاح الحول من الناحية الشكلية والوظيفية بإذن الله تعالى.