كتب..كريم صابر
تلاحظ الأمهات زيادة وزن بناتهن المراهقات وبصورة مضطربة، وطريقة إقبالهن على الطعام تبدو مخيفة، وقلقة إلى حد ما، ولكنها قطعا لن تدرك السبب، فقد ترجعه إلى بلوغ الفتاة، وللتغيرات التي تطرأ عليها بعدها ولكن هل هذا هو السبب؟ لا ليس للبلوغ يد في ذلك.
ولكن على الأم النظر إلى طبيعة الحياة الأسرية داخل المنزل، وطبيعة العلاقة بينها وبين الأب، فالأسرة نسيج متكامل يتكون من الأب والأم والأولاد، ومن الطبيعي أن يؤثر أي خلل أو توتر في علاقة أحد أفرادها بباقي أفرادها، خصوصاً عندما يكون التوتر بين الأم والأب واضحاً للجميع، وأمام الأبناء، فتصاب بناتهن بالتوتر والإنفعال الذي يقودهن إلى إلتهام الطعام بسبب إختلال الهرمونات، مسببا زيادة كبيرة في أوزانهن.
وأكدت ذلك نتائج دراسة علمية اشترك فيها 4700 مراهقاً واستمرت 15 سنة، تضمنت قياس وزن المراهق بصورة دورية ومتابعة البيئة الأسرية، والجو العام المسيطر على الأسرة، فتبين للباحثين أن وزن البنات بدأ بالزيادة نتيجة التوتر النفسي الناتج عن المشاجرات اليومية، والإختلافات التي لا تنتهي سواءً بسبب المادة، أو لإعتراض أحد الأبوين على أفعال الآخر، وتقاقم المشاكل بينهما، وقد تنتهي أحيانا كثيرة إلى الطلاق.
لذلك يجب على الأم الإنتباه لحدة المشكلة، وإستشارة الطبيب فورا عن حالة فتاتها، قبل أن تزيد المشكلة وتدخل الفتاة في دوامة من المشاكل النفسية التي تؤثر على صحتها بسبب تفكيرها في الأكل هروبا من المشاكل، وتجنبا لمشاكل السمنة التي لا تعد ولا تحصى.