![](https://www.soutalmalaien.com/uploads/1696273235_688722a0201621b77af2.png)
كتب..بلال الدوي
أسرار كثيرة تأتي من داخل أسوار السجون.. والحديث عن أسرار الكبار المنتمين لنظام مبارك الساقط.. حديث يلقي اهتمام الكثيرين.. لدرجة أننا كرأي عام نستمع باهتمام بالغ لكل دبة نملة عنهم تحدث داخل السجن.. صولجان أحمد عز.. هيلمان صفوت الشريف.. تخمة فتحي سرور.. كبرياء جمال مبارك وعلاء مبارك الناظر إلي أعلي دائما.. قوة أنس الفقي الجوفاء.. دلع أحمد المغربي السطحي.. ونظرات عين زهير جرانة.. وأسامة الشيخ وقفشاته!
كل هذه التصرفات.. وسمات هؤلاء الـ52 المنتمين لنظام سقط هل مازالت موجودة؟! كيف يتصرفون؟!
من الواضح أن اللواء محمد نجيب مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون يتميز بالصرامة والشدة ولا يوجد لديه أي توازنات ويهمه في المقام الأول تطبيق القانون ليس إلا.
وأكدت مصادرنا من داخل السجن أن المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون كان غير مبال بما يحدث حوله في الأيام الأولي لدخوله السجن.. وكان واثقًا من نفسه.. ولا يشعر أحد أمامه أنه ضعيف.. لدرجة أنه كان يلعب «سودوكو».. أما الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق فهو الوحيد من بين رجال نظام مبارك المحبوسين الذين مازال حتي الآن يتحدث دون توقف.. يتكلم في كل شيء.. وفي أي وقت ويظل يحكي ويسرد أحداث ووقائع حدثت وتصرف فيها ببطولة حتي لا يتهمه أحد بأنه من اتباع مبارك.. فيظل يحكي مواقف تدل علي أنه من المعارضين لنظام مبارك ونجله جمال وشلته.. وناقم دائما علي أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل.. ويظل يقول إن الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق كان يمنع وصول أي أخبار سيئة وصحيحة عن الرئيس حتي لا يغضبه، الغريب أن سرور في كل كلامه يستخدم كلمة «لو» مثلا يقول لو كنا عملنا تعديلاً جيدًا للمادة 76 من الدستور ما حدث أن نقم علينا الرأي العام.. ولو كنا أعطينا عددًا من المقاعد للمعارضة والإخوان في برلمان 2010 ما كانت وصلت الأمور إلي المطالبة بالتصعيد ضد مبارك والقيام بثورة عليه وعلي نظامه!
والأغرب أن معظم أحاديث سرور تكون مع صديقه صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري السابق.. وأيضا مع عمال السجن فلا فرق لديه المهم لديه ألا يتوقف عن الكلام.
أما أنس الفقي وزير الإعلام الأسبق فقد ظل مصابًا بالتكبر داخل السجن إلي أن قامت حملة كبري للتفيش علي الكبار في السجن.. تفتيشا ذاتيا.. وتم التوصل إلي وجود «موبايل» معه علي شكل ساعة يد.. وهو جهاز حديث جدا.. وتم تكديره ومجازاته وتعرضه للتأديب طبقا لقوانين السجن.. وأصبح بعدها يتعامل بتواضع شديد وأدب جم مع المحيطين به.
وفيما يتعلق بعلاء وجمال نجلي الرئيس المخلوع حسني مبارك.. فهما لا يتحدث مع أحد.. ودائما موجودان في غرفتهم ومعتكفان عن زملائهما من المساجين.. ولا يخرجان إلا في أوقات الصلاة فقط.. ويعودان للغرفة.. ويخرجان أيضا للتريض بصفة مستمرة!
أما هشام طلعت مصطفي.. فهو الملقب بـ«العمدة» لأنه يقوم باستقطاب مساجين كثيرين حوله أثناء إحضار طعام له من الخارج عن طريق الموظفين في شركته.. وتربطه علاقة جيدة بجميع الموجودين بالسجن.. وحبيب العادلي من أشد أصدقائه الذين يقضون أوقاتا طويلة معا.
أما المهندس أحمد المغربي وزير الإسكان الأسبق.. فيتميز بظهور حالة من الراحة النفسية لديه.. وفي بعض الأوقات تخرج منه قفشات ظريفة.. طبقا للأحداث التي تقع في السجن ويعقب عليها ويظهر عليه نسبة كبيرة من التفاؤل وفسره البعض بأنه يحصل علي اطمئنان دائما من محاميه بهاء أبوشقة ويظهر صفوت الشريف دائما وهو ملتزم بتعليمات إدارة السجن.. لا يقدم علي فعل شيء مخالف للتعليمات يتعامل بتواضع شديد.. لكن ذهنه مشغول ويظل يفكر لفترات طويلة جدا.. ويواظب علي الالتقاء بزائريه من عائلته.
وبخصوص المهندس أحمد عز.. الرجل الحديدي في الحزب الوطني المنحل.. فمازال كما هو.. ولم يتغير علي الإطلاق.. تكبر.. كبرياء.. نظرات متعالية.. أحاديث قليلة.. يظهر أنه يفرض رأيه علي هيئة الدفاع الخاصة به.. يعطيهم أوامر.. وحينما يطلبون منه معلومات يتوقف عن الحديث.. ويشعر المحيطون به أنه «لم يكسر ولم يحطم».