لأول مرة: القصة الحقيقية للقبض علي علاء وجمال مبارك وترحيلهما لسجن طرة

كتب..بلال الدوى

رغم كثرة ما كتب وتردد حول الوقائع والمطالبات الخاصة بمحاكمات علاء وجمال نجلي الرئيس السابق حسني مبارك بعد ثبوت تورطهما في قضايا فساد وغسيل أموال واستغلال نفوذ وتحقيق ثروات طائلة داخل مصر وخارجها.. لا تزال قصة القبض عليهما والتحقيق معهما لغزًا لم يتم الكشف عنه من قبل.. إلا أننا في السطور التالية نكشف النقاب عنها أول مرة.. القصة بدأت بعد الضغوط المتوالية التي شنتها القوي السياسية بعد الثورة إثر الإضرابات والاعتصامات اليومية المطالبة بالتحقيق مع مبارك المخلوع ونجليه «علاء وجمال» بل ومحاكمتهم علي ما اقترفوه في حق المصريين طوال الـ30 عامًا الماضية.. قرر المجلس الأعلي للقوات المسلحة الرضوخ لرغبة الشعب والثوار والتحقيق مع مبارك ونجليه ومحاكمتهم كمتهمين فيما قدم ضدهم من بلاغات متعددة منها.. التربح والكسب غير المشروع وغسيل الأموال والحصول علي عطايا وهبات من شأنها أن تضعه تحت طائلة القانون.. وتبادل أعضاء المجلس العسكري الحديث حول الطريقة التي يأتون بها بـ«علاء وجمال» خاصة أنهما موجودان مع والدهما الرئيس المخلوع في شرم الشيخ في منتجع الجولي فيل المملوك لرجل الأعمال حسين سالم صديق مبارك.

وهذا المنتجع بداخل البحر.. وتحيط به المياه من أربعة جوانب علي شكل جزيرة ــ كان حسين سالم قد تورط في ردم أجزاء كثيرة من البحر لزيادة مساحتها ــ وعلي الفور تم الاتفاق علي تكليف أحد أعضاء المجلس العسكري بإتمام عملية القبض عليهما بالتعاون مع وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي والنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود.. وتم الترتيب والتخطيط علي أن يقوم أحد أفراد المجلس العسكري بالاتصال بالرئيس مبارك المخلوع ويطلب منه الموافقة علي التحقيق الصوري مع نجليه في البلاغات المقدمة ضدهما.. ويطمئنه بأن هذا التحقيق «صوري» وعبارة عن «سؤالين فقط والسلام» لتهدئة الرأي العام.. علي أن التحقيق وسؤالهما السؤالين معهما في شرم الشيخ.. وحضورهما للنيابة في شرم الشيخ في سياراتهما الخاصة.. دون المساس بهما.

اقتنع مبارك لأنه كان خائفًا ومرعوبًا من تطور الأحداث ولم يطمئن إلي تطمينات زوجته سوزان التي كانت تبدو شديدة البأس وقوية التحمل.. في حين كان علاء وجمال غير مصدقين ما يحدث ولم يخطر ببالهما أن ينكشف أمرهما.. وتنفضح صفقاتهما الحرام.. وأموالهما المشبوهة التي توجد في بلدان كثيرة في العديد من الدول الأوروبية منها قبرص واليونان وإسبانيا ولندن وسويسرا وفرنسا وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وفي صباح اليوم التالي حضر أحد المسئولين العسكريين الكبار إلي منطقة «الماريتام» بمنتجع الجولي فيل بشرم الشيخ.. عن طريق لانش تابع للقوات البحرية وبه عدد من أفراد الشرطة العسكرية وأفراد الأمن المركزي تابعين لمديرية أمن جنوب سيناء ورسا اللانش بجانب الفيللا التي يوجد بها مبارك ونجلاه.. ومرة أخري طمأن القيادي العسكري البارز مبارك وشدد علي أن أفراد الحراسة هؤلاء مخصصون لحماية جمال وعلاء وأن «الموضوع كله سؤالين صغيرين والسلام» لتهدئة الرأي العام ليصعد «جمال وعلاء» إلي اللانش التابع للقوات البحرية.. لتنتهي آخر لحظات لوجود «جمال وعلاء» في شرم الشيخ.

ويتحرك اللانش ليصل إلي شاطئ شرم الشيخ.. ويقود علاء سيارته الـ«BMW » من الفئة السابعة.. ويركب جمال مبارك بجواره.. وأفراد حراسة خلفهما.. وعدد كبير من السيارات المصفحة تسير خلفهما.. وسيارة القيادي العسكري البارز أمامهما لتصل السيارة إلي نيابة شرم الشيخ ويتم التحقيق معهما.

وكان التحقيق معهما مطولاً وفوجئ علاء وجمال «بكم» الأسئلة والتحريات وأصيبا بذهول ودهشة ليظلا «6» ساعات كاملة في التحقيق معهما.. ويأمر النائب العام بحبسهما علي ذمة القضية المنسوبة إليهما لينتقلا إلي مطار شرم الشيخ سريعًا ولكن في مدرعات القوات المسلحة.. لتحملهما طائرة حربية إلي مزرعة طرة.

ولم ينطق جمال وعلاء بكلمة واحدة مما حدث لهما.. طوال اليوم.. وحينما وصلا إلي مزرعة طرة تلقي جمال مبارك اتصالاً تليفونيا علي هاتفه المحمول وكان رده كالتالي: احنا اتخدعنا.. مش قولتلك «أهو» ولاد حسني مبارك رئيس مصر لمدة «30» سنة دخلوا السجن.. بقولك اتخدعنا. انت فين؟! في سلطنة عمان.. طب اتصرف كلم ولي العهد.. اضغط بكل الطرق.. أولاد مبارك دخلوا السجن.. اتخدعنا.. علي آخر الزمن.

ليفيق جمال وعلاء ويجدا نفسيهما مطلوبين متهمين وعليها الالتزام بتعليمات السجن.. ويتم سحب التليفونات المحمولة منهما ويصبحان سجينين علي ذمة قضايا متعددة.