إنشاء منصة إلكترونية للعلماء والخبراء والباحثين المصريين بالخارج       السبت ..انتهاء ماراثون الثانوية بامتحان الديناميكا       ننشر التفاصيل .. بدء معسكر المنتخب القومى يهدد بتأجيل بطولة السوبر المصرى بالإمارات       وزير العمل: الخميس المقبل إجازة رسمية للعاملين في القطاع الخاص بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       تفاصيل اجتماع وزير الخارجية مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة       وزيرة التخطيط : فتح المجال للقطاع الخاص لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية       بعد رفع الايقاف .. رمضان صبحي يقود بيراميدز أمام الاهلى الاثنين المقبل       تفاصيل بطولة كأس السوبر المصرى بالإمارات       لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى تجتمع اليوم لبحث سعر الفائدة بالبنوك       الأرصاد : موجة شديدة الحرارة لمدة 5 أيام       وزير الصحة يدعو طبيبة مستشفى سوهاج وزوجها لزيارته في الوزارة يوم الإثنين القادم  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

زى النهاردة   24/02/2014

ولد شاعر النيل .. حافظ إبراهيم

 

 

 كان حافظ إبراهيم أحد أعاجيب زمانه، ليس فقط فى جزالة شعره بل فى قوة ذاكرته التى قاومت السنين ولم يصيبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هى عمر حافظ إبراهيم، فإنها ولا عجب اتسعت لآلاف الآلاف من القصائد العربية القديمة والحديثة ومئات المطالعات والكتب وكان باستطاعته – بشهادة أصدقائه – أن يقرأ كتابا أو ديوان شعر كاملا فى عدة دقائق وبقراءة سريعة ثم بعد ذلك يتمثل ببعض فقرات هذا الكتاب أو أبيات ذاك الديوان.

 

وروى عنه بعض أصدقائه أنه كان يسمع قارئ القرءان فى بيت خاله يقرأ سورة الكهف أو مريم أو طه فيحفظ ما يقوله ويؤديه، كما سمعه بالرواية التى سمع القارئ يقرأ بها.

 

كان حافظ إبراهيم رجلا مرحا وابن نكتة سريع البديهة يملأ المجلس ببشاشته وفكاهاته الطريفة التى لا تخطئ مرماها.

 

نشأته

 

ولد حافظ إبراهيم على متن سفينة كانت راسية على النيل أمام ديروط وهى مدينة بمحافظة أسيوط من أب مصرى وأم تركية. الأب كان مهندس الرى إبراهيم فهمى أحد المشرفين على قناطر ديروط – محافظة أسيوط. وأم هى ابنة خالة أم مصطفى كامل. وُلد حافظ فى "ذهبية" راسية على شاطئ النيل عام 1872م. وهذا التاريخ غير معروف بالضبط من واقع شهادة الميلاد والأوراق الرسمية.

 

والذى حدث فى شهر يناير من عام 1911، عندما أريد تعيين "حافظ إبراهيم فى دار الكتب قدر القومسيون الطبى عمره تسعة وثلاثين عاما وتأسس على هذا أنه ولد فى فبراير 1872. وعاش "حافظ" فى كنف أبيه أربع سنوات مات بعدها الوالد فعادت به أمه من ديروط إلى بيت أسرتها فى القاهرة. وتولى خاله "محمد نيازى" الذى كان مهندسا بمصلحة التنظيم أمره. وتوفيت والدته عام 1908م. وعندما نقل خاله إلى عمل بطنطا ذهب معه حافظ وإلتحق بالجامع الأحمدى وهناك أخذ حافظ يدرس فى الكتاتيب.

 

بعد أن خرج حافظ إبراهيم من عند خاله هام على وجهه فى طرقات مدنية طنطا حتى انتهى به الأمر إلى مكتب المحام محمد أبو شادى، أحد زعماء ثورة 1919، وهناك اطلع على كتب الأدب وأعجب بالشاعر محمود سامى البارودى. وبعد أن عمل بالمحاماة لفترة من الزمن، التحق بالمدرسة الحربية فى عام 1888 م وتخرج فيها عام 1891 م ضابط برتبة ملازم ثان فى الجيش المصرى وعين فى وزارة الداخلية. وفى عام 1896 م أرسل إلى السودان مع الحملة المصرية إلى أن الحياة لم تطب له هنالك، فثار مع بعض الضباط؛ نتيجة لذلك أحيل على الاستيداع بمرتب ضئيل.

 

وعام 1911م ، عين رئيسا للقسم الأدبى فى دار الكتب ووصل إلى منصب "وكيل دار الكتب" أى الرجل الثانى، وحصل على البكوية عام 1912. وأطلق عليه لقب "شاعر النيل" وعمل فترة فى المحاماة. وكان يلم بالفرنسية وترجم "البؤساء" لفيكتور هيجو ، واشترك مع "خليل مطران" فى ترجمة كتاب "موجز الاقتصاد"، وعندما عمل بالشرطة كان ملاحظا لمركز بنى سويف ولمركز الإبراهيمية.

 

مثلما يختلف الشعراء فى طريقة توصيل الفكرة أو الموضوع إلى المستمعين أو القراء، كان لحافظ إبراهيم طريقته الخاصة فهو لم يكن يتمتع بقدر كبير من الخيال ولكنه استعاض عن ذلك بجزالة الجمل وتراكيب الكلمات وحسن الصياغة، بالإضافة أن الجميع اتفقوا على أنه كان أحسن خلق الله إنشادا للشعر. ومن أروع المناسبات التى أنشد حافظ بك فيها شعره بكفاءة هى حفلة تكريم أحمد شوقى ومبايعته أميرا للشعر فى دار الأوبرا، وأيضا القصيدة التى أنشدها ونظمها فى الذكرى السنوية لرحيل مصطفى كامل التى خلبت الألباب وساعدها على ذلك الأداء المسرحى الذى قام به حافظ للتأثير فى بعض الأبيات، ومما يبرهن ذلك المقال الذى نشرته إحدى الجرائد والذى تناول بكامله فن إنشاد الشعر عند حافظ.

 

وقد تزوج حافظ بعد عودته من السودان من إحدى قريبات زوجة خاله. ولكنها لم تطق طبيعة حافظ، وانتهى الأمر بالفرقة بين الزوجين بعد بضعة أشهر، ولم يعد بعد هذه التجربة إلى الزواج أو التفكير فيه.

 

القصيدة العمرية

 

نظم حافظ قصيدة طويلة "185 بيتا" عن الخليفة العادل عمر بن الخطاب، كتب من خلالها قصته قبل الإسلام وبعده وكيف أصبح مدافعا صلبا عنه، بعد أن كان من ألد أعدائه.

 

وأنشد الشاعر هذه القصيدة بمدرج وزارة المعارف، بدرب الجماميز بالقاهرة مساء يوم الجمعة 8 فبراير سنة 1918.

 

شعره

 

يعتبر شعره سجل الأحداث، إنما يسجلها بدماء قلبه وأجزاء روحه ويصوغ منها أدبا قيما يحث النفوس ويدفعها إلى النهضة، سواء أضحك فى شعره أم بكى وأمل أم يئس، شارك بشعره فى مناسبات كثيرة وعبر عن أمانى الشعب فى الحرية والاستقلال وألقى قصائده بطريقة مؤثرة ولقب بشاعر النيل.

 

أقوال الشعراء فيه

 

حافظ كما يقول عنه خليل مطران "أشبه بالوعاء يتلقى الوحى من شعور الأمة وأحاسيسها ومؤثراتها فى نفسه, فيمتزج ذلك كله بشعوره وإحساسه، فيأتى منه القول المؤثر المتدفق بالشعور الذى يحس كل مواطن أنه صدى لما فى نفسه". ويقول عنه أيضا "حافظ المحفوظ من أفصح أساليب العرب ينسج على منوالها ويتذوق نفائس مفرادتها وإعلاق حلالها." وأيضا "يقع إليه ديوان فيتصفحه كله وحينما يظفر بجيده يستظهره، وكانت محفوظاته تعد بالألوف وكانت لا تزال ماثلة فى ذهنه على كبر السن وطول العهد، بحيث لا يمترى إنسان فى أن هذا الرجل كان من أعاجيب الزمان".

 

وقال عنه العقاد "مفطورا بطبعه على إيثار الجزالة والإعجاب بالصياغة والفحولة فى العبارة." ويذكره الشاعر العراقى فالح الحجية فى كتابه الموجز فى الشعرالعربى الجزء الثالث فيقول: (يتميز شعرحافظ ابراهيم بالروح الوطنية الوثابة نحو التحرر ومقارعة الاستعمار سهل المعانى واضح العبارة قوى الاسلوب متين البناء اجاد فى كل الأغراض الشعرية المعروفة."

 

كان أحمد شوقى يعتز بصداقة حافظ إبراهيم ويفضله على أصدقائه. وكان حافظ يرافقه فى عديد من رحلاته وكان لشوقى أيادٍ بيضاء على حافظ فساهم فى منحه لقب بك وحاول أن يوظفه فى جريدة الأهرام ولكن فشلت هذه المحاولة لميول صاحب الأهرام - وكان حينذاك من لبنان - نحو الإنجليز وخشيته من المبعوث البريطانى اللورد كرومر.

 

ارتبط اسمه باسم أمير الشعراء أحمد شوقى، وتوفيا فى عام واحد، وكان يعبر عن هذا الارتباط بينهما بطريقة ساخرة بقوله "زفتى وميت غمر، وسميط وبيض" بدلا من حافظ وشوقى.

 

وفاته

 

توفى حافظ إبراهيم 21 يونيو 1932 م فى الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد استدعى 2 من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به. وبعد مغادرتهما شعر بالمرض فنادى غلامه الذى أسرع لاستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ فى النزع الأخير، توفى رحمه الله ودفن فى مقابر السيدة نفيسة (رضى الله عنها)..

 

وعندما توفى حافظ كان أحمد شوقى يصطاف فى الإسكندرية وبعدما بلّغه سكرتيره – أى سكرتير شوقى - بنبأ وفاة حافظ بعد ثلاثة أيام لرغبة سكرتيره فى إبعاد الأخبار السيئة عن شوقى ولعلمه بمدى قرب مكانة حافظ منه، شرد شوقى لحظات ثم رفع رأسه وقال أول بيت من مرثيته لحافظ

 

قد كنت أوثر أن تقول رثائى.. يا منصف الموتى من الأحياء

 

ولما توفى حافظ جمع الأديب الدمشقى السيد أحمد عبيد طائفة من شعره لم تنشر فى ديوانه ونشرها بدمشق. أما الطبعة الثانية التى صدرت عن "هيئة الكتاب" عام 1980 ، فقد تولى أحد أقرباء حافظ متابعتها بحرص ومتابعة وهو "محمد إسماعيل كانى.


مقالات مشتركة