إنشاء منصة إلكترونية للعلماء والخبراء والباحثين المصريين بالخارج       السبت ..انتهاء ماراثون الثانوية بامتحان الديناميكا       ننشر التفاصيل .. بدء معسكر المنتخب القومى يهدد بتأجيل بطولة السوبر المصرى بالإمارات       وزير العمل: الخميس المقبل إجازة رسمية للعاملين في القطاع الخاص بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       تفاصيل اجتماع وزير الخارجية مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة       وزيرة التخطيط : فتح المجال للقطاع الخاص لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية       بعد رفع الايقاف .. رمضان صبحي يقود بيراميدز أمام الاهلى الاثنين المقبل       تفاصيل بطولة كأس السوبر المصرى بالإمارات       لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى تجتمع اليوم لبحث سعر الفائدة بالبنوك       الأرصاد : موجة شديدة الحرارة لمدة 5 أيام       وزير الصحة يدعو طبيبة مستشفى سوهاج وزوجها لزيارته في الوزارة يوم الإثنين القادم  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

زى النهاردة   12/09/2014

ذكرى رحيل المشير محمد علي فهمي .. أبو حائط الصواريخ

 

 

 من مواليد أكتوبر ‏1920‏ وتخرج في الكلية الحربية عام‏1939‏ وحصل علي أركان حرب عام‏1951‏ ثم درس باكاديمية لينين العسكرية بموسكو لمدة عامين. البطل المشير (محمد على فهمى) دخل التاريخ العسكري من أوسع أبوابه.. فبعد ظهر يوم الثالث والعشرين من شهر يونيو عام 1969 م أصدر الرئيس (جمال عبد الناصر) قراراً جمهورياً بتعيين اللواء (محمد على فهمى) قائدا لقوات الدفاع الجوى، وكان ذلك إيذاناً بمولد القوة الرابعة في القوات المسلحة بقائد وقيادة منفصلة بجانب القوات البرية والبحرية والجوية.

 

 

 

قام البطل (محمد على فهمى) بدراسة أسباب نكسة 1967 م، والدروس المستفادة منها ثم أعاد تأهيل الجندى المصري معنوياً وجسمانياً وذهنياً، وقام بإنشاء نظام دفاع جوى جديد في منطقة الجيشين الثاني والثالث بالجبهة، وأعقبها بناء حائط الصواريخ الذي أدى إلى ابتعاد طائرات الاستطلاع الإسرائيلية شرق القناة إلى مسافات كبيرة. وقد قال (حاييم هيرتزوج) في كتابه – الجولات العربية الإسرائيلية - : (لم يكن إنشاء حائط الصواريخ المصري في عام 1970 م بفرض حل مشكلة المصريين في حماية قواتهم غرب القناة، وإنما كان تحولاً استراتيجيا لم نفهم معناه إلا بعد 3 سنوات.. في أكتوبر 1973 م)

 

 

 

وفى التاسع من شهر سبتمبر عام 1971 م وبناء على تكليف قوات الدفاع الجوى بمنع العدو من استطلاع القوات البرية شرق القناة تم تنفيذ العملية (رجب) حيث أسقطت طائرة استطلاع إلكترونى ضخمة شرق القناة، واحتجت إسرائيل على إسقاط الطائرة الذي أدى إلى فقدانها مجموعة من خيرة ضباطها ومهندسيها، وفى اليوم التالى قامت إسرائيل بهجمة جوية بقوة 34 طائرة تحمل كل منها صاروخين من طراز(شرايك) المضادة للرادارات، وتم إطلاق الصواريخ الثمانية والستين على مواقع الدفاع الجوى غرب القناة، وأعلنت إسرائيل أنها دمرت قوات الدفاع الجوى في الجبهة، ولكن كانت الخسائر المصرية لا شيء تقريباً فلم تحدث أى خسائر في الأفراد أو المعدات.

 

 

 

 واستمر البطل (محمد على فهمى) في أعمال التطوير حتى أكتوبر 1973 م، وفى وقت قياسى استطاع البطل تأسيس سلاح الدفاع الجوى الذي لعب دوراً حاسماً في معارك أكتوبر 1973 م. وكانت لحظة فاصلة في تاريخ العسكرية المصرية عندما انطلقت الصواريخ المضادة للطائرات التي زرعت الرعب والخوف في قلوب الطيارين الإسرائيليين، واستطاع البطل (محمد على فهمى) القضاء على أسطورة التفوق الجوى الإسرائيلى، وأطلق عليه (حارس السماء المحرقة)، ولا ينسى التاريخ أنه في نحو الساعة الخامسة مساء يوم السادس من أكتوبر 1973 م.. أى بعد ساعات قليلة من الهجوم المصري المتواصل.. التقطت الأجهزة الخاصة المصرية إشارة لا سلكية مفتوحة تحمل أوامر صادرة من الجنرال (بنيامين بليد) قائد السلاح الجوى الإسرائيلى إلى طياريه يأمرهم بعدم الاقتراب من القناة لمسافة لا تقل عن 15 كيلو مترا شرق القناة.

 

 

 

ومعنى هذه الإشارة أن قوات الدفاع الجوى بقيادة البطل اللواء (محمد على فهمى) نجحت في تأمين عملية الاقتحام والهجوم بكفاءة عالية ليلاً ونهاراً وقدمت الحماية للمعابر والكبارى مما أتاح للقوات المصرية أن تستخدمها في أمان. وذكر (إليعازر) في مذكراته : (إن الحقائق بدأت تتضح أمامنا شيئا فشيئا فالإشارات تذكر أن أكثر من ثلاثين ألفاً من الجنود المصريين أصبحوا يقاتلون في الضفة الشرقية، وما زالت المعدات الثقيلة تعبر الكبارى إلى الضفة الشرقية، إن التلاحم بين جنودنا والمصريين معناه أن يفقد سلاحنا الجوى فاعليته

 

 

 

 

 وأصبح مجموع ما سقط لنا من طائرات حتى الساعة العاشرة وعشر دقائق مساء يوم 6 أكتوبر هو 25 طائرة، ولقد أصبح القتال يسير ضاريا شرساً، والدلائل تشير إلى أننا نواجه خطة دقيقة ومحكمة لا نعرف مداها أو أبعادها)، ووصفته مجلة (أرميه) العسكرية الفرنسية بأنه : (من أبرز الشخصيات العسكرية في العالم، وأحد كبار المتخصصين في النواحى الفنية العسكرية)

 

 

 

وقال عنه (هودز) رئيس مجلة (أسبوع الطيران وتكنولوجيا الفضاء) الأمريكية : (إنه مهندس معركة الدفاع الجوى في حرب أكتوبر 1973 م)، وبعد نهاية حرب أكتوبر 1973 تولى البطل المشير (محمد على فهمى) رئاسة أركان حرب القوات المسلحة وذلك في عام 1975 م، في عام 1978 م اختاره الرئيس (محمد أنور السادات) مستشاراً عسكرياً له.

 

 

 

توفي المشير محمد علي فهمي في لندن يوم الأحد 12 سبتمبر، 1999. أصدر الرئيس مبارك في‏ الرابع من شهر أكتوبر‏1993‏ م قرارا جمهوريا بترقيته إلى رتبة مشير تقديرا للدور البطولي الذي قام به المشير فهمي في حرب أكتوبر المجيدة كقائد للدفاع الجوي ثم بعدها كرئيس لأركان حرب القوات المسلحة وكبطل قومي وصورة مشرفة للعسكرية المصرية‏.‏

 

 

في لمسة وفاء قام الرئيس محمد حسنى مبارك بزيارة البطل المشير محمد على فهمى في مستشفي مصطفي كامل بالإسكندرية عندما اشتد عليه المرض وأمر بسفره للعلاج بلندن ولكن إرادة الله شاءت أن يرحل البطل المشير محمد علي فهمي يوم الاثنين الثالث عشر من شهر سبتمبر عام 1999 م.

 

 

وقد شيع الجثمان من مسجد رابعة العدوية وتقدم الرئيس حسني مبارك جنازته مع الوزراء وكبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة وعدد كبير من ضباط القوات المسلحة يمثلون مختلف الادارات والهيئات بالقوات المسلحة ورؤساء الاحزاب‏, وقد حمل الفقيد ملفوفا بعلم مصر على عربة مدفع وسار خلفها حملة الأوسمة والنياشين التي حصل عليها.


مقالات مشتركة