![](https://www.soutalmalaien.com/uploads/1696273235_688722a0201621b77af2.png)
الفنانة فردوس محمد واحدة من أشهر من لعبن دور الأم فى السينما المصرية حتى أن شخصية الأم قد ارتبطت بها وحملت لقب " أم السينما المصرية " رغم أنها لم تنجب أطفالا فى حياتها الخاصة ولم تعرف طعم الضنا.
ولدت فردوس محمد عام 1906 كانت يتيمة الأبوين وتولت تربيتها أسرة تربطها علاقة قرابه بوالدتها ..عملت علي تعليمها فالحقتها بمدرسة انجليزية بحي الحلمية ، تعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلى وتوفقت ثم تزوجت وهى صغيرة السن وطلقت أيضا وهى صغيرة السن.
بدأت مشوارها فى التمثيل عندما التحقت بفرقة عبد العزيز خليل وعملت خلالها فى الأوبريتات ومن المسرحيات التى عملت بها " إحسان بك " كما عملت فى فرقة " فوزى منيب " الفكاهية.
وتحمل قصة زواجها الثانى الكثير من الغرابة حيث كانت تعمل ضمن فرقة المسرحية التى كان من المقرر أن تسافر إلى فلسطين لتقديم العرض هناك ولكن قوانين مصر وقتها كانت تمنع غير المتزوجات من السفر.
وقعت الفرقة فى مأزق ما جعل مدير الفرقة يفترح على الزواج صوريا من زميلها الفنان محمد إدريس من أجل السفر ، ووافقت فردوس على الفور وسافرت الفرقة وعرضت مسرحيتها فى فلسطين والتى لاقت نجاحا كبيرا وقتها.
إلا أن فردوس فوجئت بعد العرض مباشرة بـ محمد إدريس يطلبها للزواج رسيما ، وافقت واحتفلت بهما الفرقة داخل الفندق الذى كانا يقيمان به.
واستمرت زيجتهما 15 عاما حتي وفاته ، وفي 1933 اتجهت فردوس للعمل بالسينما حيث اختارها المخرج محمد كريم للعمل بالسينما وكان عمرها وقتها 28 عاما وكان ذلك فى دور أم الفنان محمد عبد القدوس في فيلم (دموع الحب ) من بطولة الأخير والموسيقار محمد عبد الوهاب.
مثلت فردوس مع كبار النجوم فقد كان الفنان نجيب الريحاني يتفاءل بوجودها معه في اي عمل وفي فيلم (غزل البنات ) لم يجدها ضمن فريق العمل فكاد أن يعتذر عن الدور ، فما كان من منتجى الفيلم أنور وجدى ومحمد عبد الوهاب إلا أن يبحثا لها عن دور وبالفعل أسند لها دور مربية الفنانة ليلى مراد.
كما وقفت أما الفنان عبد الحليم حافظ فى دورها الرائع بفيلم " حكاية حب " عام 1959 حيث جسدت ببراعة عاطفة الأم الضريرة التى كانت تخشى على ابنها المريض من نهايته المحتومة فجاء أداؤها طبيعيا فاستحقت عنه بكل جدارة لقب " أم السينما المصرية ".
ووقفت فردوس أمام عمالقة التمثيل مثل استيفان روستى وفاتن حمامة وعمر الشريف وزوز ماضى فى فيلم " سيدة القصر " حيث جسدت دور الأم أو الخالة لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وكانت هى دائما الدرع الحامى وحائط الصد أمام الطبقة الراقية التى كانت تدبر لها المكائد فكان أداؤها عفويا صادقا.
لم تعرف فردوس محمد الأمومة رغم أنها صارت من أهم الأمهات فى السينما المصرية ورغم أن السينما وضعتها دائما فى دور الأم فأن أغلب الأدوار كانت قوية الشخصية لا تعرف الخضوع أو الضعف.
ولم تتزوج فردوس بعد رحيل زوجها وفي 22 من سبتمبر 1961 رحلت فردوس محمد عن عمر ناهز الـ 55 عاما بعد إصابتها بمرض السرطات ، تاركة خلفها رصيدا كبيرا من أهم الافلام والاعمال المسرحية التي اعتبرت من اهم كلاسيكيات السينما العربية