إنشاء منصة إلكترونية للعلماء والخبراء والباحثين المصريين بالخارج       السبت ..انتهاء ماراثون الثانوية بامتحان الديناميكا       ننشر التفاصيل .. بدء معسكر المنتخب القومى يهدد بتأجيل بطولة السوبر المصرى بالإمارات       وزير العمل: الخميس المقبل إجازة رسمية للعاملين في القطاع الخاص بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       تفاصيل اجتماع وزير الخارجية مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة       وزيرة التخطيط : فتح المجال للقطاع الخاص لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية       بعد رفع الايقاف .. رمضان صبحي يقود بيراميدز أمام الاهلى الاثنين المقبل       تفاصيل بطولة كأس السوبر المصرى بالإمارات       لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى تجتمع اليوم لبحث سعر الفائدة بالبنوك       الأرصاد : موجة شديدة الحرارة لمدة 5 أيام       وزير الصحة يدعو طبيبة مستشفى سوهاج وزوجها لزيارته في الوزارة يوم الإثنين القادم  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

زى النهاردة   01/12/2014

وفاة عائشة عبد الرحمن .. بنت الشاطئ

 

 

 عائشة محمد على عبد الرحمن.. المعروفة ببنت الشاطئ.. هى مفكرة وكاتبة مصرية، وأستاذة جامعية وباحثة، وأول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف، ومن أول من عملن بالصحافة فى مصر فى جريدة الأهرام، وهى أول امرأة عربية تنال جائزة الملك فيصل فى الآداب والدراسات الإسلامية.

 

 

 

ولدت فى مدينة دمياط بشمال دلتا مصر فى منتصف نوفمبر عام 1912 م، وهى ابنة لعالم أزهرى، فقد كان والدها مدرسا بالمعهد الدينى بدمياط، وهى أيضاً حفيدة لأجداد من علماء الأزهر، فقد كان جدها لأمها شيخا بالأزهر الشريف، وقد تلقت تعليمها الأول فى كتاب القرية فحفظت القرآن الكريم، ثم أرادت الالتحاق بالمدرسة عندما كانت فى السابعة من العمر؛ ولكن والدها رفض ذلك فتقاليد الأسرة تأبى خروج البنات من المنزل والذهاب إلى المدرسة؛ فتلقت تعليمها بالمنزل، وقد بدأ يظهر تفوقها ونبوغها فى تلك المرحلة عندما كانت تتقدم للامتحان فتتفوق على قريناتها بالرغم من أنها كانت تدرس بالمنزل.

 

 

 

حصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929، وقد كان ترتيبها الأولى على القطر المصرى، ثم حصلت على الشهادة الثانوية بعدها التحقت بجامعة القاهرة لتتخرج فى كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939 م، وكان ذلك بمساعدة والدتها وكان والدها يأبى ذهابها للجامعة، وقد ألفت كتابا بعنوان الريف المصرى فى عامها الثانى بالجامعة، ثم حصلت على الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941 م.

 

 

 

تزوجت أستاذها بالجامعة الأستاذ أمين الخولى صاحب الصالون الأدبى والفكرى الشهير بمدرسة الأمناء، وأنجبت منه 3 أبناء، وهى واصلت مسيرتها العلمية حتى نالت رسالة الدكتوراه عام 1950 م وناقشها عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين.

 

 

 

كانت بنت الشاطئ كاتبة ومفكرة وأستاذة وباحثة ونموذجًا للمرأة المسلمة التى حررت نفسها بنفسها بالإسلام، فمن طفلة صغيرة على شاطئ النيل فى دمياط إلى أستاذة للتفسير والدراسات العليا فى كلية الشريعة بجامعة القرويين فى المغرب، وأستاذ كرسى اللغة العربية وآدابها فى جامعة عين شمس بمصر، وأستاذ زائر لجامعات أم درمان 1967 م والخرطوم، والجزائر 1968 م، وبيروت 1972 م، وجامعة الإمارات 1981 م وكلية التربية للبنات فى الرياض 1975- 1983 م.

 

 

 

تدرجت فى المناصب الأكاديمية إلى أن أصبحت أستاذاً للتفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، حيث قامت بالتدريس هناك ما يقارب العشرين عامًا، ساهمت فى تخريج أجيال من العلماء والمفكرين من 9 دول عربية قامت بالتدريس بها، قد خرجت كذلك مبكرًا بفكرها وقلمها إلى المجال العام؛ وبدأت النشر منذ كان سنها 18 عام فى مجلة النهضة النسائية، وبعدها بعامين بدأت الكتابة فى جريدة الأهرام فكانت ثانى امرأة تكتب بها بعد الأديبة مى زيادة، فكان لها مقال طويل أسبوعي، وكان آخر مقالاتها ما نشر بالأهرام يوم 26 نوفمبر 1998، وكان لها مواقف فكرية شهيرة، واتخذت مواقف حاسمة دفاعًا عن الإسلام، فخلّفت وراءها سجلاً مشرفًا من السجلات الفكرية التى خاضتها بقوة؛ وكان أبرزها موقفها ضد التفسير العصرى للقرآن الكريم ذودًا عن التراث، ودعمها لتعليم المرأة واحترامها بمنطق إسلامى وحجة فقهية أصولية دون طنطنة نسوية، وموقفها الشهير من البهائية وكتابتها عن علاقة البهائية بالصهيونية العالمية.

 

 

 

تركت بنت الشاطئ وراءها ما يربو على الأربعين كتابا فى الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، وأبرز مؤلفاتها هى: التفسير البيانى للقرآن الكريم، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة، وكذا تحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات، ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها: نص رسالة الغفران للمعرى، والخنساء الشاعرة العربية الأولى، ومقدمة فى المنهج، وقيم جديدة للأدب العربى، ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها: على الجسر.. سيرة ذاتية، سجلت فيه طرفا من سيرتها الذاتية، وكتبته بعد وفاة زوجها أمين الخولى بأسلوبها الأدبى، وكتاب “بطلة كربلاء”، وهو عن السيدة زينب بنت على بن أبى طالب، وما عانته فى واقعة عاشوراء فى سنة 61 بعد الهجرة، ومقتل أخيها الحسين بن على بن أبى طالب، والأسر الذى تعرضت له بعد ذلك، ومن مؤلفاتها سكينة بنت الحسين، مع المصطفى، مقال فى الإنسان، نساء النبى، أم الرسول محمد..آمنة بنت وهب، أعداء البشر، أرض المعجزات..رحلة فى جزيرة العرب.

 

 

 

كانت عائشة عبد الرحمن تحب أن تكتب مقالاتها باسم مستعار؛ فاختارت لقب بنت الشاطئ؛ لأنه كان ينتمى إلى حياتها الأولى على شواطئ دمياط والتى ولدت بها، وقد كانت تكتب المقالات باسم مستعار حتى توثق العلاقة بينها وبين القراء وبين مقالاتها، والتى كانت تكتبها فى جريدة الأهرام وخوفاً من إثارة حفيظة والدها كانت توقع باسم بنت الشاطئ أى شاطئ دمياط الذى عشقته فى طفولتها.

 

 

 

وحصلت الدكتورة عائشة على الكثير من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية فى الآداب فى مصر عام 1978 م، وجائزة الحكومة المصرية فى الدراسات الاجتماعية، والريف المصرى عام 1956م، ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 1988 م، وفازت أيضا بجائزة الملك فيصل للأدب العربى مناصفة مع الدكتورة وداد القاضى عام 1994 م، كما منحتها العديد من المؤسسات الإسلامية عضوية لم تمنحها لغيرها من النساء مثل مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجالس القومية المتخصصة، وأيضاً أَطلق اسمها على الكثير من المدارس وقاعات المحاضرات فى العديد من الدول العربية.

 

 

 

وتوفت عائشة عبد الرحمن عن عمر يناهز 86 عاما بسكتة قلبية فى يوم الثلاثاء 11 شعبان 1419 هـ الموافق أول ديسمبر 1998 م.


مقالات مشتركة