لم يجد الرئيس السابق حسنى مبارك مفرًا من تخليه مجبرًا عن السلطة التى ظل قابعًا فيها 30 عامًا، بعد أن وصل غضب المصريين إلى حد لم يعد ينفع معه وعود لا بعدم ترشحه لفترة رئاسية جديدة أو نفى مخطط توريث نجله جمال الحكم، أو تعيين اللواء عمر سليمان نائبًا له ثم بعدها تفويضه بصلاحيات رئيس الجمهورية لإجراء حوار مع مختلف الأطياف السياسية المصرية لاسيما الثوار الذين احتلوا الميادين طيلة أبرد أيام الشتاء منذ الثامن والعشرين من يناير وحتى لحظة التنحى.
خرج علينا اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس السابق، فى تمام السادسة وعشر دقائق من مساء الجمعة الحادى عشر من فبراير، بعد أن ظل التليفزيون المصرى يعلن طيلة اليوم عن بيان عاجل لسليمان، ليعلن فى بيان مقتضب بلغ 35 ثانية، تخلى مبارك عن الحكم وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.
وفور إعلان تنحي مبارك سادت حالة عارمة من فرحة مئات آلاف المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير بوسط القاهرة، وأخذ المتظاهرون يهتفون في حالة هستيرية "الشعب خلاص أسقط النظام"، "أهمه أهمه المصريين أهمه"، و"دلعو يا دلعو حسني الشعب خلعوا"، وهم يصرخون فرحا ويلوحون بالأعلام المصرية، كما فقد البعض الوعي من شدة التأثر، بينما اخذ آخرون في البكاء من فرط الفرحة.
وعانق الناس بعضهم البعض في الشوارع، وخرج مئات الآلاف من سكان الإسكندرية إلى الشوارع في مسيرات احتفالية، كما انصرف عشرات الألوف من المحتجين من أمام قصر رأس التين في المدينة ومن أمام مقر التلفزيون منطلقين في مسيرات ابتهاج حاشدة، وفي مدينة أسيوط عاصمة محافظة أسيوط في جنوب مصر دوت طلقات الرصاص في مختلف أنحاء المدينة ابتهاجاً بنهاية حكم مبارك.