وزير العمل: الخميس المقبل إجازة رسمية للعاملين في القطاع الخاص بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       تفاصيل اجتماع وزير الخارجية مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة       وزيرة التخطيط : فتح المجال للقطاع الخاص لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية       بعد رفع الايقاف .. رمضان صبحي يقود بيراميدز أمام الاهلى الاثنين المقبل       تفاصيل بطولة كأس السوبر المصرى بالإمارات       لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى تجتمع اليوم لبحث سعر الفائدة بالبنوك       الأرصاد : موجة شديدة الحرارة لمدة 5 أيام       وزير الصحة يدعو طبيبة مستشفى سوهاج وزوجها لزيارته في الوزارة يوم الإثنين القادم       تفاصيل مفاجأة أمال ماهر للجمهور السعودى       على مسئولية خالد عبدالغفار وزير الصحة : انتهاء أزمة الدواء خلال 3 اشهر من الآن       اللجنة الاوليمبية المصرية تدرس حظر استخدام الهواتف المحمولة خلال دورة الألعاب الأوليمبية فى باريس  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

زى النهاردة   19/02/2015

114 على ميلاد الرئيس الأول محمد نجيب

 

 ولد اللواء أركان حرب محمد نجيب 19 فبراير 1901 وتوفى 28 أغسطس 1984، وكان أول حاكم مصرى يحكم مصر حكما جمهورياً بعد أن كان ملكياً بعد ثورة 23 يوليو 1952 التى انتهت بعزل الملك فاروق بعد ثورة 23 يوليو، وكان وقتها رئيس للوزراء خلال الفترة من (8 مارس 1954 ـ 18 أبريل 1954) ولم يستمر فى سدة الحكم سوى فترة قليلة بعد إعلان الجمهورية.

 

 

عزله مجلس قيادة الثورة؛ بسبب مطالبته بعودة الجيش لثكناته وعودة الحياة النيابية، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية مع أسرته بعيدا عن الحياة السياسية لمدة 30 سنة، مع منعه تماما من الخروج أو مقابلة أى شخص من خارج أسرته، حتى أنه ظل لسنوات عديدة يغسل ملابسه بنفسه، وشطبوا اسمه من كتب التاريخ والكتب المدرسية، وفى سنواته الأخيرة نسى كثير من المصريين أنه لايزال على قيد الحياة حتى فوجئوا بوفاته فى 28 أغسطس 1984، وأعلن مبادئ الثورة الستة وحدد الملكية الزراعية، وكان له شخصيته وشعبيته المحببة فى صفوف الجيش المصرى والشعب المصرى حتى قبل الثورة لدوره البطولى فى حرب فلسطين.

 

نشأته

 

ولد محمد نجيب بالسودان بساقية أبو العلا بالخرطوم، لأب مصرى وأم مصرية سودانية المنشأ اسمها زهرة محمد عثمان، اسمه بالكامل محمد نجيب يوسف قطب القشلان، بدأ والده يوسف نجيب حياته مزارعا فى قريته النحارية مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية فى مصر، وهى بجوار قرية إبيار الشهيرة ثم التحق بالمدرسة الحربية وتفوق فيها، وبعد تخرجه شارك فى حملات استرجاع السودان 1898، وتزوج يوسف نجيب من سودانية وأنجب منها ابنه الأول عباس لكنها توفيت، وتزوج من السيدة «زهرة» ابنة الأميرالاى محمد بك عثمان فى عام 1900، والأميرالاى محمد هو ضابط مصرى تعيش أسرته فى أم درمان واستشهد فى إحدى المعارك ضد الثورة المهدية.

 

 

 

وأنجب يوسف من السيدة زهرة ثلاثة أبناء هم: محمد نجيب وعلى نجيب ومحمود نجيب، وأنجب أيضا ست بنات، وعندما بلغ محمد نجيب 13 عاما توفى والده، تاركا وراءه أسرة مكونة من عشرة أفراد، فأحس بالمسئولية مبكرا، ولم يكن أمامه إلا الاجتهاد فى كلية جوردن حتى يتخرج سريعا.

 

 

مشاركته فى حرب 48

 

كانت بداية معرفة محمد نجيب على المستوى الشعبي، وعلى مستوى الجيش المصري، وكان ذلك أثناء مشاركته فى حرب 1948، ورغم رتبته الكبيرة (عميد) كان على رأس صفوف قواته، حيث أصيب فى هذه الحرب 7 مرات لم يسجل منها سوى ثلاثة إصابات خطيرة « لذلك تم وضع شارة بالرقم ( 3 ) على بدلته العسكرية الرسمية»، وكانت أخطرها الإصابة الثالثة والأخيرة فى معركة التبة 86 فى ديسمبر 1948، حيث أصيب برصاصات أثناء محاولته إنقاذ أحد جنوده عندما تعطلت دباباته، وكانت إصابة نجيب شديدة حيث استقرت الرصاصات على بعد عدة سنتيمترات من قلبه، وحينما اختبأ خلف شجرة وجد الدم يتفجر من صدره، وكتب وصيه لأولاده قال فيها: “تذكروا يا أبنائى أن أباكم مات بشرف”.

 

وكانت رغبته الأخيرة أن ينتقم من الهزيمة فى فلسطين ويجاهد لوحدة وادى النيل وعندما تم نقله إلى المستشفى اعتقد الأطباء أنه استشهد، ودخل اليوزباشى صلاح الدين شريف لإلقاء نظرة الوداع على جسده فنزع الغطاء وسقطت دمعة على وجه محمد نجيب وتحققت المعجزة فقد تحركت عيناه فجأة فأدرك الأطباء أنه لايزال على قيد الحياة وأسرعوا بإسعافه، وقتها حصل على «نجمة فؤاد العسكرية الأولي»؛ تقديرا لشجاعته فى هذه المعركة مع منحه لقب البكوية فقد كان أول ضابط مصرى يقود ما يربو على الفيلق بمفرده.

 

 

خلافه مع الضباط

بعد مرور عام على قيام الثورة، تركزت كل الأضواء على اللواء محمد نجيب باعتباره الرجل الذى قاد الثورة وطرد الملك، وأنقذ مصر من عهد الظلم والطغيان وأصبح أمل البلاد فى تخليصها من الاستعمار البريطانى الجاثم على صدرها منذ 1882، وكانت صوره وخطبه تتصدر الصفحات الأولى من الجرائد والمجلات المصرية والعربية والأجنبية.

 

وبعد فترة ليست بالقصيرة بدأ بعض الضباط يحاولون أن يجنوا ثمار نجاح الحركة ولو على حساب المبادئ والأخلاق، حتى شاع بين الناس أن الثورة طردت ملكا وجاءت بثلاثة عشر ملكا يقول نجيب فى كتابه «كنت رئيسا لمصر»: لقد خرج الجيش من الثكنات.. وانتشر فى كل المصالح والوزارات المدنية فوقعت الكارثة التى لانزال نعانى منها إلى الآن فى مصر، كان كل ضابط من ضباط القيادة يريد أن يكون قويا، فأصبح لكل منهم «شلة» وكانت هذه الشلة غالبا من المنافقين الذين لم يلعبوا دورا لا فى التحضير للثورة ولا فى القيام بها.

 

 

إعفاؤه من منصبه

لاحظ محمد نجيب وجود ضابطين من البوليس الحربى يتبعانه أثناء صعوده إلى مكتبه نهرهما فقالا له إن لديهما أوامر بالدخول من الأميرالاى حسن كمال، كبير الياوران، فاتصل هاتفيا بجمال عبد الناصر ليشرح له ما حدث، فأجابه عبد الناصر بأنه سيرسل عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة ليعالج الموقف بطريقته.

 

وجاءه عبد الحكيم عامر وقال له فى خجل: “إن مجلس قيادة الثورة قرر إعفاءكم من منصب رئاسة الجمهورية فرد عليهم: «أنا لا أستقيل الآن لأنى بذلك سأصبح مسئولا عن ضياع السودان أما إذا كان الأمر إقالة فمرحبا»، وأقسم اللواء عبد الحكيم عامر أن إقامته فى فيلا زينب الوكيل لن تزيد على بضعة أيام ليعود بعدها إلى بيته، لكنه لم يخرج من الفيلا طوال 30 عاما.

 

وخرج محمد نجيب من مكتبه فى هدوء وصمت حاملا المصحف مع حسن إبراهيم فى سيارة إلى معتقل المرج، وحزن على الطريقة التى خرج بها فلم تؤد له التحية العسكرية، ولم يطلق البروجى الصوت لتحيته، وقارن بين وداعه للملك فاروق الذى أطلق له 21 طلقة وبين طريقة وداعه.


مقالات مشتركة