اغتيال الرئيس اللبناني رينيه معوض 22 نوفمبر 1989

كان ترتيب رينيه معوض بين الرؤساء الذين تعاقبوا على لبنان الرئيس التاسع وقد جاء خلفا للرئيس أمين الجميل وشغل معوض منصب الرئاسة في الفترة من 5 نوفمبر 1989 إلى يوم اغتياله «زي النهاردة » في 22 نوفمبر 1989 أي بعد سبعة عشر يومًا من انتخابه، أثناء خروجه من القصر الحكومي المؤقت في منطقة الصنائع، وجاء إلياس الهراوي خلفا له.

ولد «معوض» في 17 مارس 1925 في قضاء زغرتا، بمحافظة الشمال تلقى دروسه الابتدائية في معهدالفريرفي طرابلس ثم علومه التكميليةوالثانوية في معهد الآباء العازاريين في عينطورة وتخرج من كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف، وتدرج في مكتب دولة الرئيس عبدالله اليافي ثم دخل المعترك السياسي في 1951 وانتخب للمرة الأولى نائبًا عن زغرتا سنة 1957 وأعيد انتخابه في 1960 و1964 و1968 و1972 والتي كانت آخر انتخابات نيابية جرت في لبنان بسبب استحالة إجراء انتخابات نيابية جديدة نظرًا للحرب الأهلية والأحداث المأساوية التي شهدها البلاد منذ 1975وحتى اتفاق الطائف وحل الميليشيات.

وحين انتخب رئيسا في 1989 كان أول رئيس للبنان بعد اتفاق الطائف، وكان قبل مجيئه رئيسا قد تسلم من 1961 حتى أواخر 1964 حقيبة البرق والبريد والهاتف في حكومة الرئيس رشيد كرامي في عهدالرئيس فؤاد شهاب وفي 1969 تسلم حقيبة العمل والشؤون الاجتماعية ثم الأشغال العامة في العام نفسه في حكومتي الرئيس كرامي في عهد الرئيس شارل حلو وفي1980 عين وزيرًا للتربية الوطنية والفنون الجميلة في حكومة الرئيس شفيق الوزان في عهد الرئيس إلياس سركيس.

وكان معوض قد تزوج في 1965 من نائلة عيسى الخوري(الوزيرة نائلة معوض)ورزق ولدين هماريما وميشال لقد كان معوض بحكم علاقاته الشخصية وبفعل قدرته على التفاوض والحوار، موضع ثقة مختلف الفاعليات وخصوصًا القيمين على مقاليد الحكم في لبنان، نظرًا إلى وضوح خطه الوطني وتشبثه بالثوابت والمسلمات الوطنية التي جسدها فعل إيمان في كل عمل ديبلوماسي داخل الوطن أو خارجه. كان رمزًا للاعتدال متفهمًا لعمق وأبعاد وأصول اللعبة السياسية في منطقة الشرق الأوسط عمومًا وفي لبنان خصوصًا.