![](https://www.soutalmalaien.com/uploads/1696273235_688722a0201621b77af2.png)
قبيل ثورة 1919 ومع مخاض حركة نهضة شاملة في الفن والفكر والعلوم، ومع اشتداد ساعد الحركة الوطنية المصرية في أوائل القرن العشرين، سعت نخبة من قادة العمل الوطني ورواد حركة التنوير والفكر الاجتماعي في مصر أمثال محمد عبده ومصطفى كامل ومحمد فريد وقاسم أمين وسعد زغلول، لتحقيق حلم طالما راود أبناء هذا الوطن، وهو إنشاء جامعة أهلية تكون أساسًا للنهضة العلمية، وتخرج الكوادر اللازمة في كافة التخصصات، لكن الاحتلال حاول أكثر من مرة تعطيل هذا الحلم.
وعادت الفكرة من خلال لجنة من الوطنيين الذين سعوا حثيثًا وبإصرار باتجاه تنفيذ الفكرة، حتى خرجت إلى النور، وتم افتتاح الجامعة المصرية كجامعة أهلية في21 ديسمبر 1908، في حفل مهيب أقيم بقاعة مجلس شورى القوانين حضره الخديو عباس الثاني، وبعض رجال الدولة وأعيانها.
لم يكن قد خصص مقر دائم للجامعة، وكانت المحاضرات تلقى في قاعات متفرقة كان يعلن عنها في الصحف اليومية، كقاعة مجلس شورى القوانين، ونادي المدارس العليا، حتى اتخذت الجامعة لها مكانًا في سراي الخواجة «نستور جناكليس»، الذي تشغله الجامعة الأمريكية حاليًا، ونتيجة للمصاعب المالية التي تعرضت لها الجامعة خلال الحرب العالمية الأولى انتقل مبناها إلى سراي «محمد صدقي» بميدان الأزهار بشارع الفلكي، توفيرًا للنفقات.
بادرت الجامعة بإرسال بعض طلابها المتميزين إلى جامعات أوروبا، للحصول على إجازة الدكتوراه والعودة لتدريس العلوم الحديثة بها، وكان على رأس هؤلاء المبعوثين طه حسين، ومنصور فهمي، وأحمد ضيف.
وفي مارس 1923 تم ضم المدارس العليا القائمة إلى الجامعة فضمت مدرستي «الحقوق والطب» إلى الجامعة، وفي 1928 بدأت الجامعة في إنشاء مقر دائم لها في موقعها الحالي، الذى حصلت عليه من الحكومة، تعويضًا عن الأرض التي تبرعت بها الأميرة «فاطمة» ابنة الخديو إسماعيل للجامعة.
وفي 23 مايو 1940 صدر القانون رقم (27) بتغيير اسم الجامعة المصرية إلى جامعة فؤاد الأول، وفي 28 سبتمبر1953 صدر مرسوم بتعديل اسم الجامعة من «جامعة فؤاد الأول» إلى جامعة القاهرة .