![](https://www.soutalmalaien.com/uploads/1696273235_688722a0201621b77af2.png)
ترتبط ثلاث تواريخ لثلاث أحداث حدثت في نفس اليوم مع اختلاف السنة الأول هو مانحن بصدده وهو مجزرة الإسماعيلية والثاني اعتبار هذا اليوم عيدا للشرطة، والثالث هو انطلاق ثورة 25 يناير 20011 ضد نظام مبارك.
أما عن خلفية الحدث الرئيسي فكان خاص بمعاهدة ٣٦ التي وقعها النحاس باشا تقضى بانسحاب قوات الاحتلال البريطانى لمصر إلى منطقة القناة مقابل التزام مصر بدعم بريطانيا في مواجهتها مع الألمان في الحرب العالمية الثانية، فلما انتهت الحرب لصالح بريطانيا لم تف بوعودها لمصرومنها الجلاء، ورفض الإنجليز الانسحاب، فأعلن النحاس باشا في ٨ أكتوبر ١٩٥١إلغاء المعاهدة قائلًا (من أجل مصر وقعتها ومن أجل مصر ألغيها) وأعلن أنه غير مسؤول عن حماية الإنجليز في خط القناة وأعلنت الحكومة عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين في ترك عملهم مساهمة في الكفاح الوطني.
كما توقف المتعهدون عن توريد الخضراوات واللحوم والمستلزمات الأخرى الضرورية لإعاشة ثمانين ألف جندي وضابط بريطاني فكان رد الإنجليز عنيفا حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة، أكسهام، «زي النهاردة » في صباح ٢٥ يناير ١٩٥٢ باستدعاء ضابط الاتصال المصري وطلب منه أن يسلم البوليس المصري أسلحته للقوات البريطانية.
ووصل الإنذار للواء أحمد رائف، وعلي حلمي، واتصلا بوزير الداخلية فؤاد سراج الدين، فأيد رفضهما وشجع موقفهما وطالبهما بالصمود وقامت القوات البريطانية بمحاصرة قسم بوليس«شرطة» الإسماعيلية ووقع الاشتباك وقاوم رجال البوليس ببسالة أمام سبعة آلاف جندى بريطاني حتى نفدت آخر طلقة معهم وسقط خمسون شهيدًا.
ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين من القتال، سقط منهم خلالهما 50 (خمسون) شهيدًا و(ثمانون) جريحا وأصيب نحو سبعون آخرون، هذا بخلاف عدد آخر من المدنيين وأسر من بقي منهم.
كما أمر البريطانيون بتدمير بعض القرى حول الاسماعيلية كان يعتقد أنها مركز إختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فقتل عدد آخر من المدنيين أو جرحوا وفي اليوم التالى انتشرت أخبار المجزرة وبلغت القاهرة، واستقبلها المصريون بالغضب وخرجت المظاهرات من الطلاب ورجال الشرطة، غير أن هذه الاحتجاجات لعبت فيها يد خفية أرادت بمصر سوءًا فكان حريق القاهرة.
وظل يوم ٢٥ يناير عيدًا للشرطة، غير أن هذا اليوم في ٢٠١١ كان موعدًا لاندلاع ثورة ٢٥ يناير على خلفية ما اصطلح على تسميته «الربيع العربي» الذي بدأ في تونس.