وفاة كارل ماركس 14 مارس 1883

 ولد كارل ماركس في ترير في 1818، ونشأ في أسرة يهودية اضطرت إلى اعتناق المذهب البروتستانتي، بسبب الاضطهاد الذي تعرض اليهود له آنذاك، وقد منع والده حينها من الاستمرار في السلك القضائي وحصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية بتقدير امتياز وعاش حياة تنقل باحثا فيها عن مكان آمن هربا من المطاردة، وكلما حل بمدينة سرعان ما كانت تنقلب عليه حكومتها.

بعد حصوله على الدكتوراه في الفلسفة سنة 1841 التحق كأستاذ بجامعة بون وكانت فترة إقامته في برلين فرصة للتعرف على عدد من المدارس الفكرية، وكانت فلسفة هيجلهي الرائجة في تلك الحقبة وبعد انتقاله إلى مدينة بون بدأ شغب ماركس الفكرى ينتقل إلى السياسة حيث أنشأ صحيفة تنتقد أسس الحكم في بروسيا، مما أدى إلى مصادرة الصحيفة وتجريده من الجنسية الروسية، فهاجر إلى باريس بصحبة زوجته وهناك بدأ فكره ينضج ويتجه نحو رفض فكر «هيجل».

وخلال فترة إقامته في باريس توطدت علاقته برفيق العمر والأيديولوجيا فريدريك إنجلز وفيها نشرا سويا الكتيب الشهير «بيان الحزب الشيوعي» وتعتبر الفترة من 1842 حتى عام 1849 مرحلة مهمة جدا من حياة ماركس، فهي فترة المنفي، التي قضاها في بريطانيا، بعد أن طرد من فرنسا وبلجيكا، بسبب كتاباته ونشاطاته الصحفية التي اعتبرت تحريضا للطبقة العاملة والفقراء على التمرد ضد سطوة السلطة وقهر الاقتصاد.

عانى «ماركس» في تلك الفترة من حياته من ضنك العيش ولولا وجود رفيقه «إنجلز»، الذي كان ينحدرمن أسرة غنية، لكان مسار حياته تغير، وفي منفاه الاختيارى لندن ألّف ماركس كتبه التي مهدت الطريق للاتجاه الفلسفي والفكرى، الذي يحمل اليوم اسم «الماركسية»، وبجانب الكتابة حاول الاثنان تنظيم الحركة العمالية، حيث أسسا «الجمعية الدولية للعمال»، و«زي النهاردة» في 14 مارس 1883 توفي كارل ماركس في منفاه بلندن.