جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

الملفات التفاعلية   22/01/2014

عيد الشرطة حدده عبد الناصر بعد توليه الداخلية.. ومبارك جعله أجازة رسمية بعد 47 عاماً من موقعة الإسماعيلية

كتب..اسلام علي 


عيد الشرطة المصرية.. العيد الذي قرره أول وزير داخلية لمصر عقب ثورة 23 يوليو، وكان هو نفسه الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر زعيم الثورة، الذي قرر تخليد ذكرى موقعة الإسماعيلية في 25 يناير 1952 بحسب تصريحات اللواء علي عبد الرحمن مساعد وزير الداخلية الأسبق ، وهي الموقعة التي واجه فيها "البوليس المصري" جنود الاحتلال الإنجليزي آنذاك، وخرجوا في نهاية الموقعة مرفوعي الرأس بعد نفاد ذخيرتهم، يؤدي لهم العدو التحية العسكرية.

 
 
 
وبينما يروي "عبد الرحمن" انتصار الشرطة المصرية مستمتعا قال إن الجندي الذي يؤدي له العدو التحية العسكرية هو في الحقيقة بطل وليس أسير، وأن جنود الشرطة اضطروا حينها لمغادرة مبنى محافظة الإسماعيلية أو "المديرية" -كما كان يطلق عليها آنذاك- بعد أن استشهد العدد الأكبر منهم و أصيب الآخر و نفدت ذخيرتهم.

 
 
 
وأتى من بعد ذلك الرئيس السابق محمد حسني مبارك بالقرار الثاني بعد 47 عاما من انتصار الشرطة في الموقعة المذكورة، و قرر أن يكون هذا اليوم إجازة رسمية في جميع مصالح الدولة المصرية ابتداء من 25 يناير 2009، ذلك إمعانا منه وتأكيداً على الاحتفال بهذه الذكرى التي راح ضحيتها مالا يقل عن 80 جندياً و أصيب 120 آخرون إصابات بالغة ما بين قطع في اليد و القدم أو فقد عين واحدة أو الاثنتين.

"تفاصيل" موقعة الإسماعيلية :

 
 
كانت منطقه القناة "الإسماعيلية-السويس - بورسعيد" تحت سيطرة القوات البريطانية بمقتضى اتفاقيه 1936، وانسحبت من باقي القطر المصري ، حينها نفذ المصريين شعبا ودولة هجمات فدائية ضد القوات البريطانية داخل منطقه القناة، ما كبد قوات العدو خسائر بشرية ومادية ومعنوية .

 
 
لم يكن بين جماعات الفدائيين بادئ الأمر تنسيق حتى تدخل البوليس المصري ونسق بينهم، الأمر الذي انعكس بإحداث مزيد من الخسائر في جانب القوات البريطانية، وكانت مجموعات الفدائيين مكونة من كافه طوائف الشعب المصري من فلاحين وعمال وطلبه جامعات وغيرهم، كما كانت مدن القناة مقسومة إلى حيين، حيى أفرنجي يسكنه الإنجليز والآخر بلدي و يسكنه المصريون. 

 
 
 
وبعد كثره الهجمات على قوات الاحتلال قامت القوات البريطانية بترحيل أهالي الحي البلدي في الإسماعيلية خارج المدينة، إلا أن ذلك لم يؤثر على الفدائيين بل زاد هجماتهم شراسة و كلها بالتنسيق مع قوات البوليس المصري – كما كان يطلق عليه آنذاك-.

 
 
وفطنت قوات الاحتلال في ذلك الوقت إلى دور البوليس المصري في الهجمات الموجهة إليهم من الفدائيين، فأصدر قائد قوات الإنجليز في الإسماعيلية "اكس هام" حينها أوامره التي وجهها إلى أعلى رتبة في "البوليس المصري، الملازم أول مصطفى فهمي بأن يخرج كافة أفراد الشرطة المصرية من مدن القناة وأن يتركوها قبل فجر يوم25/1/1952. 

 
وعندما ذهب بعد ذلك أفراد البوليس المصري إلى مقر عملهم في مبنى المحافظة وجدوا قوات الاحتلال تطالبهم بإخلاء المبنى خلال 5 دقائق وترك أسلحتهم داخل المبنى، وهددوهم بمهاجمة مبنى المحافظة إذا لم يستجيبوا للأوامر.

 
وما كان من الملازم أول مصطفى فهمي سوى الرد بعزة وكرامة: "إذا أنت لم تأخذ قواتك من حول المبنى سأبدأ أنا الضرب لأن تلك أرضي وأنت الذي يجب أن ترحل منها ليس أنا"، وتركه ودخل إلى مبنى المحافظة وتحدث إلى جنوده وإلى الظابط الملازم أول عبد المسيح- لقائد الثاني بالبوليس- وقال لهم ما دار بينه وبين"اكس هام"، فما كان منهم إلا أن رفضوا الاستسلام وقالوا: "سندافع عن هذا المبنى لآخر جندي فينا"، مع علمهم بعدم التكافؤ بينهم وبين قوات الاحتلال الذين يحاصرون المبنى بالدبابات وأسلحه أكثر تقدما من بنادق ورشاشات وقنابل في مقابل بنادقهم القديمة. 

 
 
وفي تلك الأثناء نادى عامل "سويتش التليفون" على الملازم أول مصطفى فهمي ليتحدث إلى التليفون وكان يوجد على خط التليفون وزير داخلية مصر آنذاك سراج باشا فؤاد الدين، وتحدث إليه فؤاد باشا وقال إن معلومات وصلته تفيد بأن القوات البريطانية تحاصر مبنى المحافظة فماذا انتم فاعلون، فرد عليه الملازم أول بنبرة فدائيه بأنه هو وجنوده لن يستسلموا مهما كانت العواقب وحتى آخر جندي فيهم، فما كان من فؤاد باشا سراج الدين إلى أن يقول له "الله معكم وينصركم".

 
 
وعقب انتهاء المكالمة خروج الملازم أول مصطفى فهمى من غرفه التليفون فإذا بقذيفة دبابة تدمر تلك الغرفة واستشهد على الفور عامل التليفون لتكون هي بداية المعركة والاشتباكات التي أسفرت عن إصابة العديد من أفراد البوليس واستشهاد آخرين.

 
 
وخرج الملازم أول مصطفى فهمى إلى "اكس هام" وتوقفت الاشتباكات وظن الإنجليز إن الجنود سيستسلمون ولكن فوجئ"اكس هام" بأن قائد البوليس المصري يطلب منه إحضار الإسعاف لإنقاذ المصابين وإخلائهم، الطلب الذي قابله "اكس هام" بالرفض واشترط الاستسلام أولا، إلا أن القائد المصري هو الذي رفض الفكرة هذه المرة، وعاد إلى جنوده وظلت الاشتباكات متقدة وكثر المصابين بالإصابات البالغة والشهداء.

 
 
وفي ظل تلك الاشتباكات تسلل أهل الإسماعيلية إلى مبنى المحافظة لتوفير الغذاء والذخيرة والمسدسات رغم حصار الدبابات الانجليزية للمبنى واستشهد وأصيب منهم العديد. 

 
 
وعند قرب انتهاء الذخيرة ورفض قوات البوليس الاستسلام قرروا أن يقرأوا الفاتحة و"الشهادتيين" و يرددونها استعدادا للاستشهاد الذي لا مفر منه، إلا أنه في لحظة قرر الملازم أول مصطفى فهمي قتل "اكس هام" للتخلص من الحصار، و خرج ليفاجأ برتبه من الجيش الإنجليزي غير "اكس هام" يقدم له التحية العسكرية، فبادله "فهمي" التحية وتبين أن تلك الرتبة هو "الجنرال ماتيوس" قائد القوات البريطانية في منطقه القناه بالكامل. 

 
 
وتحدث الجنرال ماتيوس إلى القائد المصري، و حياه على ما استقتتالهم البطولي للحفاظ على مبنى المحافظة رغم إمكانياتهم القتالية المتواضعة، و دعاه للاستسلام بشرف مثلما دافعوا عن مكانهم بشرف، فوافق الملازم أول مصطفى فهمي على ذلك مع الموافقة على شروطه وهي أن ينقل المصابيين لإسعافهم فورا، وأن يخرج الجنود بشكل عسكري يليق بهم لا أن يرفعوا أيديهم على رؤوسهم، مع تركهم الأسلحة داخل المبنى، فوافق الجنرال ماتيوس، وخرج قوات البوليس بشكل يليق بهم في طابور منظم.

وفقدت مصر واستشهد من أفراد البوليس المصري في ذلك اليوم ما لايقل عن 80 جندياً ,وأصيب أكثر من 120
جندياً قاتلوا ببسالة ووقفوا أمام المحتل الأجنبى رافضين الاستسلام مهما كلفهم ذلك من تكلفه ، بمساندة قوية من شعب الاسماعيلية

مقالات مشتركة