جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

الملفات التفاعلية   04/07/2014

نبيل نعيم لـ صوت الملايين: الجماعات الإرهابية التي تعمل في مصر الآن بدعم من جماعة الإخوان

 حوار ..أحمد سعيد

 

 انتشر في الآونة الأخيرة الفكر التكفيري والجماعات الجهادية بصورة فجة في المجتمع المصري، خاصة بعد سقوط الإخوان في 30 يونيو، الأمر الذي استدعي فتح هذا الملف الشائك والبحث فيه عن هذه الجماعات ومصادر تمويلها، وكيف يمكن محاربتها؟

 

لذا كان لنا هذا الحوار مع الشيخ نبيل نعيم مؤسس تنظيم الجهاد في مصر، حيث تطرقنا معه إلي الجماعات الجهادية والتكفيرية التي ظهرت مرة أخري علي الساحة، كما تطرقنا أيضاً إلي جماعة أنصار بيت المقدس، وكيفية محاربة هذا الفكر، بالإضافة إلي حقيقة المشروع الإسلامي، والعديد من الملفات الشائكة، وإلي نص الحوار

 

 

> تحليلك لـ نتجية الانتخابات الرئاسية؟

- نتيجة الانتخابات الرئاسية بمثابة تصريح دفن لجماعة الإخوان،والسيسي هو رجل المرحلة وأن الشعب المصري لا يثق إلا به بعد تجربته المريرة مع جماعة الاخوان الإرهابية وأنه وحده الآن الذي يمثل مطالب ثورة يناير و30 يونيو ويحقق الأمن والاستقرار للبلاد فالإخوان أصابهم العمي عندما وصلوا للحكم، وفشلوا في الحصول علي تأييد الشعب المصري لهم ومصر ستشهد حالة من الاستقرار بعد الانتخابات الرئاسية و الاستقرار سيكون علي المستوي الداخلي والخارجي والدليل علي ذلك التحول في الموقف الأوروبي والأمريكي والمعارضون للسيسي بدعاوي عسكرة الحكم كلامهم مشبوه، فخلفية الحاكم العسكرية لا تنافي مدنية الحكم طالما أنه يقوم بتنفيذ واحترام نصوص الدستور.

 

 

> ما رأيك في الجماعات التي ظهرت في الفترة الأخيرة وتحدثت باسم الدين؟

- معظم هذه الجماعات قائمة علي استخدام قول الله سبحانه وتعالي (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) وبالتالي فأي حاكم لا يحكم بما أنزل الله يعتبر كافرا في نظرهم، وهذا الحاكم لا يستطيع تنفيذ هذه الأحكام بمفرده، ولكن لابد من طائفة تعينه علي تنفيذ الأحكام وإلزام الناس بهذه الأحكام، هذه الطائفة أطلقوا عليها لقب «أعوان الحاكم».

وهم لم يكفروا الحكام فقط، بل كفروا المشايخ والدعاة والشرطة والجيش، فهم يقولون إن هؤلاء المشايخ وأمثالهم، لاشك في كفرهم وردتهم عن الدين، ويستندون في تكفيرهم لكل هؤلاء إلي الآيات الحاكمية، فهؤلاء لديهم أخطاء جسيمة في الفكر لأن سلوك الإنسان وليد فكره.

 

 

>  من يدعم جماعة أنصار بيت المقدس؟

- كل الجماعات الإرهابية التي تعمل في مصر الآن بدعم من جماعة الإخوان المسلمين وكل من خير الشاطر نائب المرشد، ومحمد الظواهري القيادي الجهادي أنشأوا 8 جماعات إرهابية بدعم منهم تعمل تحت أسماء معينة مثل أنصار بيت المقدس و الظواهري حصل علي دعم مالي من «الشاطر» قدره 25 مليون دولار مقابل توحيد الجماعات الإرهابية والتكفيرية للعمل تحت قيادات الإخوان وتحقيق مصالحهم وأهدافهم الإرهابية في شبه جزيرة سيناء والجماعة تعلم أنها لن تصل إلي الحكم مرة أخري ولكنها تعمل علي الوصول إلي أكبر قدر من التفاوض مع الدولة وكذلك تحسين أوضاعهم القانونية بعد ثورة 30 يونيو.

 

 

> لماذا تستخدم الجماعات الجهادية القرآن الكريم في خطاباتهم وبياناتهم؟

- إنهم يستندون إلي الآيات الحاكمية التي وردت في القرآن الكريم، وهذه نفس الآيات التي استخدمها الخوارج ضد الإمام علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – حيث اتهمه الخوارج بأنه يُحَّكِم الرجال بعد أن ارتضي بحكم معاوية بن أبي سفيان، وأنه رضي بحكم معاوية ولم يرجع إلي القرآن الكريم، إلا أن الإمام علي قال لهم إن هذا القرآن ينطق به الرجال، وهنا بدأت الفتنة والخروج علي الإمام علي بن أبي طالب.

وهنا نجد أن تفكير الجماعات الجهادية وأنصار بيت المقدس الآن هو نفس تفكير الخوارج، بالإضافة إلي أن قيادت الإخوان الآن من «القطبيين» أنصار سيد قطب، وبالتالي فهم أساتذة التكفير في مصر، لأنهم ألفوا كتابا باسم «جاهلية القرن العشرين» وذكروا فيه أن الناس في القرن العشرين ارتدوا إلي الجاهلية التي بُعث فيها النبي صلي الله عليه وسلم.

 

 

> كيف تري ظهور موجة التكفير مرة أخري في هذه الفترة؟

-  هذه الموجة موجودة منذ قديم الأزل، ولكنها كانت غير ظاهرة علي الساحة خوفاً من الملاحقات الأمنية والسجون، إلا أنه عندما استولي الإخوان المسلمون علي الحكم ظهرت هذه الجماعات مرة أخري، لاعتقادهم أن زمن أمن الدولة انتهي وأنه لا مانع من ظهورهم مرة أخري علي الساحة.

وأحد هذه الجماعات جماعة «الشوقيون» التي ظهرت في الفيوم نسبة إلي شخص يدعي «شوقي الشيخ» كان يعمل مهندسا زراعيا، إلا أنه كان يكفر أي شخص، فهو يري أن من يحمل بطاقة شخصية أو رخصة قيادة، كافر ويحتكم إلي الطاغوت، أي إنه يحتكم إلي غير ما أنزل الله.

 

 

> كيف يتم محاربة هذا الفكر؟

- لابد من الرد عليهم ومحاربتهم بالفكر أيضاً لأن الفكر لا يحارب إلا بالفكر، علي أن يكون ذلك عن طريق مشايخ وعلماء يتمتعون بقدر عال من الثقة في المجتمع، وعلي الأزهر أن يطور سياساته وفكره كي يكون قبلة للعلم والمجتمع.

 

 

> كيف تري إعلان حركة حماس جماعة محظورة؟

- هذا القرار يتماشي مع الجرائم التي ارتكبتها حماس في مصر، ويوجد ما يقرب من 300 حمساوي تم القبض عليهم في الفترة الأخيرة بسبب قيامهم بعمليات إرهابية.

فحماس لم تهتم بقضيتها التي أنشئت من أجلها وهي قضية التحرر الفلسطيني، وسعت للسلام مع إسرائيل ووجهت حروبها للدول العربية، وبالتالي حماس تتحمل وزر تصنيفها جماعة إرهابية، وهذا القرار جاء في التوقيت المناسب بعد أن أمهلتهم الحكومة الفرصة كي لا تصنف المقاومة الفلسطينية علي أنهم جماعة إرهابية، إلا أنهم أجبروا الحكومة علي ذلك من خلال إصرارهم علي ممارسة الأعمال الإرهابية.

 

 

> ما حقيقة المشروع الإسلامي الذي أعلن عنه الإخوان من قبل؟

- لا يوجد ما يسمي بالمشروع الإسلامي، والإخوان استخدموا هذا المصطلح كي يكسبوا أرضية شعبية فقط، وأكبر دليل علي ذلك أننا لم نري أي ملامح لهذا المشروع الإسلامي أثناء فترة حكم الإخوان.

فالإخوان تعاملوا مع الدولة علي أنها غنيمة تم تقسيمها علي أعضاء التنظيم فقط، وتم استخدام المشروع الإسلامي للاستحواذ علي عقول الغلابة والفقراء، والحصول علي أصواتهم في الانتخابات.

 

 

> هل هناك بالفعل ما يسمي بالمشروع الإسلامي؟

- المشروع الإسلامي يتمثل في استقلال القرار الوطني، وأن يتم تقديم مصلحة المسلمين علي أي مصلحة أخري، بالإضافة إلي إطعام الناس وتأمينهم.

إلا أنه لا يوجد حتي الآن من يتبني فكرة المشروع الإسلامي، لأنه عبارة عن فكرة في إصلاح التعليم والصحة والاقتصاد ووضع خطط إصلاحية لكل المشاكل والأزمات.

 

 

> كيف تري الوضع الأمني في ليبيا؟

- الوضع الأمني والسياسي في ليبيا يتجه نحو نفق مظلم لأن ليبيا عبارة عن قبائل متفرقة كل قبيلة لها جيشها ونظامها وتسليحها الخاص بها، وبالتالي الوضع هناك يتجه نحو انهيار مؤسسات الدولة، وغياب تام للمؤسسة الأمنية والشرطية، والحل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو تكوين جيش موحد يستطيع السيطرة علي الأوضاع بكل أنحاء البلاد.

 

 

> كيف تري تنظيم داعش والوضع القائم في العراق

- تنظيم «داعش» مكون من عناصر أهل السنة والجماعة في العراق، وأسباب قوته تعود إلي سياسة رئيس الوزراء العراقي نور المالكي، العنصرية، بالإضافة إلي تركيبة الجيش العراقي الطائفية، وهذا ما جعل عددًا كبيرًا من أهل السنة والجماعة ينضمون إلي هذا التنظيم بالرغم من أنه يقوم بتكفير عوام المسلمين وأن هذا التنظيم مسلح تسليحًا جيدًا، ويبدو أن هناك اختراقات قوية من قبل هذا التنظيم للجيش العراقي أدت إلي إصدار أوامر للجيش بالانسحاب من أمام هذا التنظيم  وهناك عنصرية داخل الجيش العراقي، ولهذه العنصرية توجد أقلية في الجيش العراقي لا تريد أن ينتصر الجيش العراقي الذي يشكل أغلبيته الطائفة الشيعية علي هذا التنظيم، مؤكدًا أن الجيش العراقي لن ينتصر علي داعش بسهولة

 

 

> ما حقيقة الأوضاع في سيناء الآن؟, وهل تري أن سيناء خرجت عن السيطرة المصرية؟

- سيناء تضم قدرا كبيرا من التنوع من حيث الجماعات بها فالغالبية منهم من السلفيين العاديين, وعدد أقل منهم من الإخوان, وعدد من التكفيريين مثل خالد مساعد الذي نفذ تفجيرات طابا. وأثناء الاشتباكاتتم القبض علي عدد مهول من هذه الجماعات, ودخلوا السجون في عنابر مع التكفيريين, فاعتنقوا فكرهم, ومن هرب منهم هرب وهو يعتقد أن الجيش والشرطة كفرة. ونظرا لعدم وجود عمل لهم, اشتغلوا بالتهريب, وتعاونوا مع جماعات جهادية في غزة, وبدأوا يتعاونون في عمليات مثل تفجير خطوط الغاز, وحادثة مقتل الجنود المصريين في رفح.

 

 

> كيف تري دور الأزهر في مواجهة الفكر التكفيري؟

- دور الأزهر سيئ للغاية، وأصبح لا يمتلك أي وسيلة إقناع للحد من أي فكر داخل المجتمع، خاصة بعد أن استخدمه الحُكام لمدة ثلاثين عاماً، الأمر الذي جعله مغيبا عن الواقع وأضعف من كفاءته.

 

 

> دورالسلفيين في المرحلة المقبلة وهل هم بديل للاخوان ؟

- السلفيون رغم التحالفات التي يسعون إليها من أجل الانتخابات البرلمانية القادمة من أجل لعب دور البديل للإخوان علي الساحة السياسية لن يتحقق رغم الشعبية الكبيرة للتيار السلفي لأنه يعاني من الانقسام بين القيادات والقواعد وهذا ما ظهر واضحًا خلال الانتخابات الرئاسية


مقالات مشتركة