جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

الملفات التفاعلية   26/09/2014

بلاغ لوزير الداخلية عميد شرطة سابق يستخرج تصاريح الإقامة للساقطات والأجنبيات فى مصر..يدعى أنه شخصية نافذة فى وزارة الداخلية

كتب..محمد عبد اللطيف

 

 

 شتان بين غايتين، إحداهما يرجوها الشرفاء فى وطن حر مستقل، وأخرى يهرول إليها ضعاف النفوس لنهش عرضه وشرفه، وبيعه فى أسواق النخاسة، فالمعارك التى يخوضها الوطن على اتساع خريطته الجغرافية- لم تقف عائقاً أو حائطاً منيعاً أمام قلة منحرفة راحت تعبث بالقانون.. تعيش حياتها بالطول والعرض لتحقيق منافع مالية.. للاستمتاع بالحياة والتنقل على موائد اللئام وأثداء البغايا، ليس بغرض الخروج من الملل أو المعاناة التى يعيشها غالبية الشعب، التائه بين واقع مضطرب وأحلام تتسع لها الصدور، إنما لتحقيق المتعة والثراء على حساب الظروف والمآسى التى تعرضت لها البلاد، باعتبار أن كل شىء مباح ومتاح، وقابل للاتجار تحت شعار البيزنس، أصحاب هذا النشاط لا يجدون طعما للحياة إلا فى العالم الملىء بالمجون واللهو فى علب الليل، حيث تعقد الصفقات المشبوهة التى لا تتوقف عند حدود معينة بداية من أساليب تخليص المصالح وليس نهاية بالاتجار فى اللحم الرخيص لفتيات جاهزات وتحت الطلب، يلقين بأجسادهن العارية، بين أنفاس راغبى المتعة فى أماكن البغاء، التى انتشرت بصورة فجة جراء الفوضى التى كانت سائدة، لانشغال أجهزة الأمن بما كان يجرى من أحداث فى الطرقات والميادين، دفع ذلك إلى الانفلات الأخلاقى الذى تجسد فى أبشع صوره، بارتكاب وقائع أقل وصف لها، أنها تجارة بسمعة الوطن، لا تقل عن العمليات الارهابية لعدة أسباب.. فى مقدمتها أن أبرز مرتكبى تلك الجرائم، يروج عن نفسه فى الملاهى الليلية بأنه شخصية نافذة فى دوائر صناعة القرار، لأنه وصل إلى رتبة عالية فى الأجهزة الأمنية، فالمحيطون به يلقبونه بسيادة العميد «س. سليمان».

 

 

 

الهالة المحيطة به تتمثل فى حراسة «جاردات» واصطفاف من البلطجية أثناء ارتياده الملاهى الليلية لتخليص المصالح والبيزنس المشبوه، المثير هنا ادعاؤه أنه كان مسئولا كبيرا فى الداخلية، يدفع لطرح التساؤل المشروع: هل رجل الأمن السابق بعيد عن الأحداث الجسام التى يتعرض لها البلد؟... ألم تكن دماء الشهداء الذين يتساقطون لحماية الوطن جديرة بأن يضرب مثلا فى التفانى لا فى الرقص على الجثث؟

 

 

 

ملف هذا الرجل، سواء كان عميداً سابقاً، أو أن هذا ادعاء متخم بالوقائع الشائنة، التى اختلطت فيها الرذيلة بفساد الضمائر والذمم ويسىء لوزارة الداخلية بمجرد الايحاء بأنه كان أحد رجالها، ولديه ارتباطات وصلات بضباط آخرين يقومون -حسب ما يردده هو والمحيطون به- على خدمته ومعاونته فى ما يرغب تحقيقه.

 

 

هو يذهب إلى علب الليل للتعرف على الفتيات المغربيات، ويقوم بعرض خدماته عليهن، وحمايتهن من مطاردات الشرطة التى تداهم تلك الأماكن المشبوهة، التى تدار بمعرفة تجار اللحم الرخيص، حيث يتم الاتفاق على استخراج إقامات للاتى انتهت إقاماتهن السياحية مقابل 5 آلاف دولار، ويرتفع هذا الرقم إذا كانت مدة الإقامة أكثر من 3 شهور «أى تجديدها»، معتمدا فى ذلك -حسب ما تسرب من معلومات- على زميل سابق له لايزال يعمل فى الجوازات، وهو أمر مثير يدعو للشكوك، لكن هذه المرة ليست فى صاحب الوجاهة المزعومة المضروبة، إنما فى تحقيقه الصفقات التى يعقدها بمعنى أدق.

 

 

إن تصاريح الإقامة تصدر فعلاً،. فهل هناك بالفعل شريك معه يقوم بتنفيذ ذلك؟ وما قصة سائق الضابط «هـ. س» الذى يحضر ليلا للحصول على جوازات سفر الفتيات المغربيات ويعود بها فى اليوم التالى؟

 

 

 

ألم يكن ذلك كافيا للتحقيق على الأقل لمعرفة الحقيقة، عما إذا كان هناك ضابط شريك له، أم أن الأمر من بدايته ليس سوى تغطية لعمليات تزوير.

 

 

 

 

الأغرب أن الأماكن التى يرتادها فى منطقة المهندسين تحولت إلى محميات طبيعية، بادعاء نفوذه الغامض الذى يوحى به عبر مكالماته الهاتفية، واصطحابه البلطجية، فما إن يتواجد فى أى من تلك الملاهى حتى تتحول مائدته قبلة للفاتنات العاريات، حيث يوزع عليهن الكروت، الأمر الذى جرى تفسيره بأنها ورديات عمل لدى راغبى المتعة.

 

 

 

هذه الوقائع التى تجرى فى نطاق الجيزة لم تعد خافية على أحد، لكن يبدو أنها خافية عن عيون المختصين بمراقبتها والتوصل إلى الحقيقة بشأنها، فكل المعلومات المتناثرة تقول إنه استطاع أن يستصدر العديد من الإقامات، والابقاء على جوازات السفر بحوزته لحين الحصول على المقابل «5 آلاف دولار».. عن المدة الواحدة.

 

 

 

 

وهذا وحده كاف لأن يتم التأكد منه لو أن مسئولا أراد أن يقطع الشك باليقين لمعرفة الحقيقة كاملة، سواء كانت تلك الإقامات سليمة أو مضروبة أى مزورة، فمثل هذه النماذج المشبوهة كثيرة، وأدوات النصب والإيهام ما أكثرها.. سيارة فارهة، بلطجية لحمايته، إنفاق ببذخ من عرق البغايا، بما يهيئ لارتكاب جرائم نصب أخرى، لكن ما بين الحديث عن قدراته الخارقة لنقل الضباط أو الإبقاء عليهم فى أماكنهم أو الوساطة للبعض منهم لكى لا يتم نقلهم من أماكنهم، استطاع أن يخدم الجميع، إلا أن أحداً من مرتادى تلك الأمكنة قال: أظن أنه أمين شرطة سابق.. حتى لو كان كذلك لماذا لا تتحرك الجهات المختصة فى وزارة الداخلية، ومديرية أمن الجيزة، لانهاء تلك المهزلة؟ فكثيرون يشيرون إلى أن الرجل لديه بالفعل علاقات مع بعض المسئولين، ويكمن سر تأكيداتهم لهذا الأمر فى توافد الفتيات المغربيات على مائدته.

 

 

 

نكرر اسمه مرة أخرى «س. سليمان» علّ أحد يتحرك، فهذا النوع من الجرائم يحمل إساءة بالغة للدولة، فالأمر يتعلق باستجلاب فتيات تحت دعوى السياحة، والحقيقة غير ذلك.. فهل تحول هذا النوع من الأعمال القذرة إلى بيزنس؟ مجرد تساؤلات مشروعة.

 

 

 

وتتوالى المشاهد المرتبطة بنشاط رجل الشرطة السابق، سواء كان عميدا كما يزعم أو أمين شرطة حسب ما يردده بعض مرتادى الملاهى الليلية.. ومحترفى اصطياد الفتيات، وفى إطار محاولاته التأكيد على أهميته وصلاته الواسعة بعدد هائل من قيادات الداخلية، يقوم بالتردد على نادى اتحاد الشرطة الرياضى، ويجرى مقابلات مع بعض أصحاب المصالح الذين يقصدونه فى تأديتها.

 

 

 

ونحن هنا لا نعرف ما إذا كان ذلك بهدف التغطية، وأن الدخول لهذا المكان عن طريق علاقاته بمسئول أمن النادى، أو الادعاء بأن لديه موعداً مع شخصية أمنية.. أو أنه بالفعل كان ضابطاً، وله الحق فى مقابلة ضيوفه فى أى وقت دون اعتراض من أحد... هذا مع العلم أن المعلومات المرتبطة بدخوله النادى وممارسة أنشطته. جراء قيامه بتزوير كارنيه ضابط شرطة.

 

 

الأهم من هذا كله أن ما يتم تداوله على الموائد العامرة فى الكازينوهات والملاهى الليلية والكافيهات يخرج بعيداً عن تساؤلاتنا، ويذهب لتأكيد حقيقة تعاملاته مع بعض الضباط، يقومون بإجراء اتصالات لانهاء ما يريد انهاءه من خدمات، ودفع هذا إلى إقامة علاقات مع موظفين مدنيين، يلجأ إليهم مباشرة دون المرور على أحد والحصول على تأشيرات وتصاريح إقامة.. خدمات مرتبطة بعدد من الفتيات فى 3 دول «أوكرانيا- المغرب- سورية»، الأمر الذى يفتح الباب على مصراعيه لكثير من المخاوف فى إجراء تسهيلات لعناصر نسائية وثيقة بأجهزة استخبارات أجنبية، أو تنظيمات إرهابية لها أهداف استراتيجية فى الدولة المصرية، مما يوجب الحذر من تلك التصرفات، خاصة بعد امتداد الأمور لمناح أخرى، حيث يتم طلب الحصول على تأشيرة عبر وسيطة من الذين حضروا بالفعل، بأن تقوم الفتاة فى الخارج بإرسال صورة من جواز السفر على «الايميل» الخاص بصديقتها التى وصلت مصر، ثم تقوم بدورها بتسليم صورة جواز السفر ومعها 5 آلاف دولار، ثم تأتى التأشيرة للفتاة دون متابعة من أجهزة الاختصاص.

 

 

الغريب فى الأمر أن «س. سليمان» لم تتوقف ادعاءاته ومزاعمه عند حدود الحديث الدائم عن علاقاته المتشعبة، فلإضفاء مزيد من الوجاهة على نفسه، والهالة حول شخصيته، يدعى فى جلساته أنه ابن شقيقة مسئول كبير فى جهاز سيادى، وعلى هذا الأساس يتعامل معه أصحاب الكافيهات والملاهى الليلية وراغبو تخليص المصالح فى وزارة الداخلية، سواء فى مصلحة الجوازات التى يرتادها بصورة دائمة، أو فى منطقة وسط القاهرة، حيث الكافيهات والكازينوهات أو المهندسين، حيث المقر المركزى لنشاطه ودائرة اهتماماته لتسهيل إقامة المغربيات والتونسيات والأوكرانيات.

 

 

هذه التفاصيل وغيرها وصلت قبل ساعات قليلة من مثول الجريدة للطبع، إلى جهات الاختصاص فى وزارة الداخلية، وعلمت «صوت الملايين» أن معاونى اللواءين أسامة الصغير مساعد الوزير للأمن، وسيد شفيق مدير مصلحة الأمن العام، كثفوا من تحرياتهم حول هذه القضية، التى ارتبط فيها النصب بالبيزنس، وتأشيرات السياحة بأمور ربما تضر بالأمن القومى للبلاد، فضلا عن أن معاونى اللواء كمال الدالى مساعد الوزير مدير أمن الجيزة يقومون بالتحرى فى مناطق المهندسين والعجوزة وشارع الهرم، للوصول- عن طريق جوازات السفر- إلى جميع التفاصيل فى هذه القضية الشائكة، والرجل اللغز الذى استطاع استخراج تصاريح وتأشيرات لـ350 فتاة مغربية وسورية وأوكرانية مقابل 5 آلاف دولار للتأشيرة الواحدة.


مقالات مشتركة