جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

الملفات التفاعلية   29/04/2016

اللواء اسعد حمدي وكيل المخابرات العامة السابق: جزيرتين تيران وصنافير تراب عربى وهى الحقيقة الوحيدة المؤكدة حتى الآن

حوار ..احمد سعيد

 

 اكد اللواء اسعد حمدي وكيل المخابرات العامة السابق ان جزيرتين تيران وصنافير تراب عربى وهى الحقيقة الوحيدة المؤكدة رسميا حتى الآن .. وان ثوابت القانون الدولى ومنابع الحق المختلفة هى التى سوف تحسم تلك القضية الشائكة واضاف وكيل المخابرات العامة السابق ان جسر الملك سلمان من أهم الأسباب التي عجلت بمسألة تعيين الحدود بين مصر والسعودية واشار الى ان الربيع العربى لم يكن ربيعاً ولكن كان خريفاً عاصفا ومصر استطاعت أن تستأصل الورم السرطانى الإخوانى وانتصرت على ربيعها غير العربى واجتازت التجربة بنجاح .. والي نص الحوار:

 

 

في البداية.. ماذا عن اللغط الدائر حول جزيرتي تيران وصنافير.. وكيف ترى القضية من منظور إستراتيجي وعسكري؟

كلتا الجزيرتين تراب عربى، تلك هى الحقيقة الوحيدة المؤكدة رسميا حتى الآن، وتلك أيضا هى النتيجة النهائية التى سنصل إليها بعد هذا الحوار الدائر على سطح ساخن، فوق أعماق هادئة وثابتة تؤكد أن الأمن القومى العربى هو الذى سوف يملك السيادة الحقيقية فى مواجهة قوى  وإرادات دولية مختلفة تسعى للإطاحة به تحت مسميات مختلفة أيضا منها الربيع العربى  ومنها الشرق الأوسط الجديد ومنها الحرب الباردة العالمية الثانية وإننا نتصارع حاليا وبعنف حول قضية لا تملك الأغلبية المصرية المؤيدة لاتفاقية إعادة الجزيرتين إلى السعودية الأسانيد القانونية المؤكدة حتى الآن ولا تملك أيضا الأقلية المصرية المعارضة للاتفاقية شكلا ومضمونا نفس الأسانيد القانونية الراسخة وأيضا حتى الآن

كيف تري موقف المؤيدين المعارضين للاتفاقية؟

لجوء المؤيدين للاتفاقية إلى التعلق بالمصالح تمسكا بالعقل وإيمانا بوطنية الرئيس السيسى التى لا غبار عليها ولجوء المعارضين للاتفاقية إلى التشدق بدماء شهداء الجزيرتين تمسكا بالعاطفة ومسايرة لدروب المعارضة، كلا الطرفين وكلتا أساليب اللجوء لن يكون لائقا لحسم القضية، وإن  ثوابت القانون الدولى ومنابع الحق المختلفة هى التى سوف تحسم تلك القضية الشائكة  فى متاهات أمس واليوم وغداً

هل هناك علاقة بين إثارة قضية الجزيرتين في هذا التوقيت الذى شهد أيضاً الإعلان عن جسر الملك سلمان؟

مما لا شك فيه أن جسر الملك سلمان من أهم الأسباب التي عجلت بمسألة تعيين الحدود بين مصر والسعودية لأنه سيربط بين قارتي آسيا وأفريقيا ويربط بين دول الخليج ودول شمال أفريقيا وستعبر منه تجارة مقدر لها أن تصل إلى نحو 200 مليار دولار فى العام هذا بخلاف المشاريع الاستثمارية العملاقة التي ستنشأ على جانبي الجزيرتين البرى والبحرى لخدمة حركة نقل البضائع على هذا الجسر فضلا عن أن إنشاءه سيتم على ثلاثة مراحل تبدأ من منطقة شمال شرق شرم الشيخ بمسافة 8 كيلو متر حتى جزيرة تيران ثم يمتد لمسافة 5 كيلو على جزيرة تيران نفسها ما يعنى أن الشركات التى ستقوم بإنشاء هذا الجسر بمهندسيها وفنيها وعمالها كان لابد وأن تتبع دولة من الدولتين تصدر لها التراخيص والتصاريح اللازمة للعمل وبالتالى كان لابد من الانتهاء من مسألة تعيين الحدود وتحديد ملكية الجزيرتين حتى يتم معرفة من سيقوم بإعطاء التصاريح للشركات حتى لا تثار المشاكل.

ما تقييمك لأداء الرئيس السيسى بعد عام ونصف؟

على الرغم من شعبية الرئيس السيسى خاصة فى الحصول على نسبة طاغية فى انتخابات الرئاسة، إلا أننا لابد أن ندرك أن هناك معارضة سياسية محدودة للرئيس وعلى الرغم أيضًا من أن هذه المعارضة مازالت لا تشكل قدرًا مؤثرًا على استقرار الرئاسة السياسى أو تعوق التفاف الشعب المصرى حول رئيسه، إلا أن هذه المعارضة كما أنها متنوعة فهى أيضًا لها أهدافها المختلفة، وذلك على النحو التالى:

1- المعارضة الإخوانية: وهى بديهية فالإخوان وجدوا أنفسهم خارج الحكم بسبب السيسى الذى قضى بأمر الشعب على أحلامهم بالسيطرة على مقاليد الأمور وتحقيق مكاسب طائفتهم وعشيرتهم وتصور كثير منهم أن مصر دانت لهم وقد لا ننسى كيف كان يتصرف محمد البلتاجى وعصام العريان بفوقية لم نرها منذ عهد الملكية وإلى الآن ويقود هذه المعارضة الآن أقارب المعتقلين وخليط من الموتورين والمخدوعين ودراويش الإخوان.

2- العسكر فوبيا: هو تعبير مقترح لمجموعة تظن خطأ أن الحكم الحالى حكم عسكرى وهم مجموعة من الشباب والكبار كانت ترى أنهم كانوا من حقهم وراثة ما حدث فى 25 يناير 2011 وأنهم كان يجب أن يتولوا السلطة فى مصر، وأن تولى السيسى بخلفيته العسكرية حال دون تحقيق أهدافهم وحجب طموحهم السياسى، وهم متنوعو الأهداف والأهواء فمنهم من يكره العسكريين بوجه عام لاعتبارات فهم مغلوطة تمامًا ومنهم من يرى أن تولى رئيس مدنى ليست له جذور عسكرية هدفًا وشرط لم يتحقق لهم.

3- الأحزاب السياسية المعارضة المختلفة: التى تعد أخف أنواع المعارضة، والتى تتطلع إلى السلطة برؤية متدرجة ترى أن المستقبل سيكون لها، وأن الوصول إلى كراسى الحكم يفرض عليها أن تتعامل مع النظام وتحاول التسلق عليه وأن تصعد سلم الرئاسة باستغلال فرضيات الواقع.

وإذا أردنا أن نقيم حصاد العام ونصف الذى تولى فيه الرئيس السيسى الحكم لابد أن نتحدث عن إيجابيات تحققت وسلبيات ما لم يتحقق فى إطار الممكن والمتاح وأن ندرك مدى الحقيقة فى الحلم وأن نستفيد بما حدث مثلما ندين ما قد لم يحدث وفى هذا الإطار فأننا فى خطوط عريضة يجب أن ندرك ما يلى:

- أن الرئيس السيسى أزاح بإرادة شعبية طاغية نظامًا فاشيًا كاد أن يلتهم الوطن ويبعثر ترابه ويقضى على دعائمه ببساطة متناهية وقد كان السيسى بارعًا فى استكمال سيطرته على الحكم وكنس الهيمنة الإخوانية خارج إطار السلطة.

- أن الانضباط الأمنى رغم فداحة الخسائر البشرية واضح فى مراجعة إحصائيات ونتائج جميع العمليات الإرهابية التى تتناقض مع مرور كل صباح على أرضنا الغالية.

- أن شكل الدولة وكيانها بدأ يعاود ظهوره بعد ضباب أخفاه خلال أربع سنوات.

- تحققت أو كادت أن تتحقق بعض المشروعات العملاقة التى أعلن عنها الرئيس فى بداية حكمه مثل مشروع قناة السويس وشبكات الطرق واستصلاح الأراضى والمشروعات المختلفة فى مجال الكهرباء والمجارى والسكك الحديدية.

- إجراء بعض الإصلاحات الخاصة بأقوات الشعب مثل توفير البطاقات والسلع التموينية فضلاً عن السيطرة النسبية على الأسعار وتوفير رغيف العيش.

- رفع كفاءة أداء الشرطة وتحقيق قدر طيب من الأمن الجنائى الذى وصل تدهوره فى السنوات الماضية إلى بداية ظهور الجريمة المنظمة وأعمال البلطجة.

 

في رأيك إلى أين وصلت الدول العربية بعد مرور نحو 5 سنوات على ما سمي بالربيع العربي؟

الربيع العربى لم يكن ربيعاً ولكن كان خريفاً  عاصفا تساقطت معه أوراق كثيرة أتت على حضارات شاخت وأحالتها كالعصف المأكول ولم يكن أيضاً عربياً بل كان نتاج عواصف خارجية خططت لها قوى خارجية استهدفت أن تعيد حرث هذه الأرض، وعلينا أن نعيد بذر بذور الحاضر فيها لكى تثمر لنا نبات المستقبل حينما يهل علينا ربيعاً حقيقياً لإعادة إنتاج وطن عربى جديد بأمل جديد وروح جديدة وعالم جديد. مصر استطاعت أن تستأصل الورم السرطانى الإخوانى وانتصرت على ربيعها غير العربى واجتازت التجربة بنجاح وعليها أن تجتاز التجارب الأخرى القادمة لتحمى نفسها من الدمار وكذلك تونس ومشاكل الأمة العربية الساخنة حالياً ليست قابلة للحل التقليدى سواء كان هذا الحل سياسياً أو عسكرياً ،فالانقسام مرير والتعقيدات بالغة وأن وحدة الصف العربى حتمية مصيرية تتطلب جهداً فى كل مراحلها بدءاً بحسن النوايا وانتهاءً بحسن الأفعال

هل كانت أجهزة المخابرات على علم بكل اتصالات الإخوان الخارجية قبل الثورة وبعدها؟

- المخابرات العامة كانت راصدة لكل اتصالات وتحركات الإخوان على مدى تاريخها بما فيها اتصالاتهم قبل 25 يناير 2011، وبخصوص اجتماعات التنظيم الدولى، بعض الدول تعلن عنها لممارسة الضغط السياسى على مصر، وعن اتهام الإخوان بالعمالة والتجسس فهذا أمر تاريخى، فجماعة الإخوان أنشئت عام 1928، وأنشأها حسن البنا الساعاتى، وتلقت أول دعم لها من الإنجليز الذين بنوا لهم مسجدا فى السويس وأعطوهم مقرا للجمعية، وحين أحسوا أن البنا سيشكل خطرا عليهم خاصة أن السويس كان بها قواعد عسكرية بريطانية وهيئة قناة السويس نقلوه للعمل مدرسا فى الحلمية الجديدة بالقاهرة، وظلت جماعة الإخوان على اتصال بأجهزة المخابرات الدولية على مدى التاريخ، وحين أنشأ عمر التلمسانى التنظيم الدولى للإخوان عام 1974، كان التنظيم مقره الرئيسى فى سويسرا، وسعت الطيور المهاجرة للإخوان فى الخارج للسيطرة على الأمر، لكن جرى الاتفاق فى النهاية على أن يرأس التنظيم الدولى للإخوان المرشد العام للإخوان فى مصر.

إذا كانت كل اتصالات الإخوان الخارجية قد رصدت بما فيها تخابرهم مع جهات أجنبية، فلماذا سمح لمرسى بالترشح وهو وفقا للتحقيقات فى قضية التخابر عميل وخائن؟

- فى تقديرى الشخصى أن الوضع السياسى الداخلى فى مصر لم يكن يسمح بإثارة قضية تخابر ضد الإخوان فى هذا التوقيت، لأن ذلك كان سيحدث حربا أهلية فى الشوارع، فالإخوان كانوا سيرفضون قضايا من هذا النوع، كما كان الثوار على أهبة الاستعداد للإعلان عن أن الاتهامات بدأت لضرب الثورة.

لو طلب منك وضع استراتيجيات لمحاربة الإرهاب فى سيناء على المديين القصير والطويل ماذا ستفعل؟

الأمن أصبح تكنولوجيا، ولمواجهة الإرهاب هناك عدة وسائل أولها محاربة الإرهاب فى الخارج قبل الداخل. ثانيا لا غنى عن وضع سياسة للتعاون الدولى فى مجال مكافحة الإرهاب، كما فعلت أمريكا وقت تفجير البرجين «إما أن تكون معنا أو ضدنا»، فإذا كانت أمريكا عقب أحداث 11 سبتمبر دعت دول العالم للتعاون معها فى مكافحة الإرهاب، فنحن الآن ندعو أمريكا للتعاون معنا فى مكافحة الإرهاب وهذا منطقى. ثالثا لابد أيضا من تجفيف منابع الإرهاب فى الداخل والخارج، بمعنى أن نصل لقواعد التنظيمات الإرهابية كأنصار بيت المقدس، فلو كانت هذه التنظيمات موجودة فى غزة أو ليبيا، فعلى هذه الدول والحركات أن تسلمها لنا وإلا أصبحوا أعداء لمصر، لذا يجب أن نقولها لـ«حماس» بشكل صريح: «إذا لم تتعاونى معنا فى مجال مكافحة الإرهاب فأنت عدو لنا»، وإذا كان هناك معلومات بشأن وجود عناصر مخططة لعمليات إرهابية فى مصر فى غزة فلابد للسلطات فى غزة أن تقوم بتسليم هذه العناصر لمحاكمتهم، وإذا لم تقم بذلك فلابد من إعلانها أمام العالم كراع للإرهاب كما يجب مطالبة الأمم المتحدة بإدراجها رسميا كحركة راعية للإرهاب». وأخيرا لا بد أن تلتزم الحكومة بتقديم كل أنواع الدعم للأجهزة الأمنية لذا لابد أن يكون هناك كاميرات تليفزيونية، وأجهزة فى بعض المناطق لمنع التفجيرات، لابد أن يكون هناك سيارات مصفحة جاهزة للتدخل السريع، وأن يكون لدينا طائرات هليكوبتر تنتقل إلى الحدث فورا، بالإضافة إلى ضرورة وجود شرطة جوية. 

 

 


مقالات مشتركة