جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

الملفات التفاعلية   12/01/2017

الخطر الداهم فى مؤسسة الرئاسة!

كتب..بلال الدوي

 

 على ما يبدو فإن مؤسسة الرئاسة فى حالة نشاط دائم.. وعمل مستمر.. وجهد دؤوب.. وحركة تتوقف.. وملفات ساخنة يتم تداولها.. واجتماعات مطولة.. ولجان يجتمع بها الرئيس عبدالفتاح السيسى وتقارير مهمة تعرض على الرئيس.. وعمل مشترك فى مؤسسة الرئاسة.

 

 

خلال الأسبوعين الماضيين.. كانت الأحداث متوالية والضغوط الدولية لا تتوقف.. وفجأة تفجرت القضايا كلها فى وقت واحد.. الوضع فى منطقة باب المندب اشتعل.. والعلاقات مع السعودية ازدادت تعقيدا.. ودخلت دول مجلس التعاون الخليجى على الخط وتوترت العلاقات مع دول الخليج على غير المتوقع.. وتصاعدت حدة العلاقة مع روسيا.. والوضع مع ليبيا يبدو أنه سينفرط.. ولكن تستطيع مصر السيطرة على علاقاتها وحلفائها فى الشرق الليبى.. والوضع فى سوريا تأزم.. ونالت مصر ما نالته من حملات تشويه ونقد وتشهير جراء ما حدث من عملية وقف اطلاق النار وإعلان الهدنة بين طرفى الصراع والوساطة الروسية الإيرانية التركية.. فأعلن الإخوان الذين يستهدفون مصر «إن مصر لم يعد لها دور فى المنطقة العربية» بعد تخليها عن سوريا!

 

ثم حاولوا ايقاع مصر فى خندق القضية الفلسطينية وكذبوا للنيل من موقف مصر المساند للقضية الفلسطينية.. ثم فتح ملف حقل الغاز المصرى فى البحر المتوسط واختلاف أزمات مع شركة اينى الايطالية. فماذا فعلت الرئاسة جراء كل هذا الحيل؟!

 

فى البداية.. أدرك الرئيس السيسى أن الملف السعودى هو الأهم على الاطلاق.. وأنه لابد وأن يعيد النظر فيما حدث من شوائب بين مصر والسعودية.. لكن وجد تصعيدا غير مبرور وغير منطقى من المملكة العربية السعودية.. فقد أصدر مجلس التعاون الخليجى بيانا.. ازعج الرئاسة المصرية.. وكان القرار بعودة 3 طائرات مصرية كانت تشارك فى «عاصفة الحزم» ثم عودة «11» ضابطا آخرين.. الشد والجذب مع المملكة العربية السعودية دفع المملكة للاتفاق مع اثيوبيا على توقيع 18 بروتوكول تعاون مقابل دفع 3 مليارات دولار لإثيوبيا.

 

وكانت كلمة السر فى الأزمة المصرية السعودية هى عائلة الإخوانى عبدالرحمن العمودى السعودى والذى يقيم منذ سنوات طويلة فى اثيوبيا.. ويعتبر أحد القيادات الكبرى فى جماعة الإخوان الارهابية.. وأحد صانعى القرار فى اثيوبيا لأنه رجل أعمال شهير ولديه استثمارات ضخمة وكانت تعمل لديه فى شركاته أكثر من نصف عدد الوزراء فى الحكومة الاثيوبية.. وتقوم عائلة عبدالرحمن العمودى بالدور الأكبر فى التصعيد ضد مصر فى كل من «اثيوبيا والسعودية».

 

استطاع أمير الكويت صباح الأحد رأب الصدع بين مصر والسعودية.. بحنكته السياسية وخبرته السابقة فى العمل العربى وحاول تقريب وجهات النظر بين البلدين مما استدعى تشكيل وفدين أمنيين على أعلى مستوى للتباحث حول أسباب الخلاف.. إذن تم تحويل الملف السعودى للجهات الأمنية السيادية من كثرة التحديات التى تواجهها مؤسسة الرئاسة بنجاح.. نستطيع القول إن هناك «خطرا داهما» تتعرض له مصر على كل الأصعدة.. وتجعلنا نشعر أن تفجير كافة الملفات السياسية واشتعالها فى وقت واحد يتم ذلك بفعل فاعل.. والأداة هى «جماعة الإخوان الارهابية».. فمثلا فيما يتعلق بالأزمة السورية.. ودور مصر فى التوصل لوقف اطلاق النار.. كانت الشرارة الأولى أن تعرضت مصر للهجوم بزعم عدم مشاركتها فى تحديد مصير سوريا بتحريض من قناة الجزيرة والإخوان لكن فى الحقيقة فقد طالبت منذ البداية بوقف العمليات العسكرية وطرح حل سياسى ونزع سلاح الميليشيات الارهابية.. وخرج علينا «لافروف» ليؤكد أن دور مصر فى سوريا لا غنى عنه.. وأجرى بوتين -الرئيس الروسى- اتصالا بالرئيس السيسى يؤكد له حقيقة التوصل لاتفاق هدنة.. حتى يبعد أى اتهام من قبل قناة الجزيرة وجماعة الإخوان لمصر بأنها ليس لها دور فيما يحدث فى سوريا.

 

ونفس التصرف حدث مع إدانة الاستيطان فى مجلس الأمن.. شاهدنا هجوما عنيفا على مصر من قناة الجزيرة.. وجماعة الإخوان.. وبعدها شاهدنا أيضا قيادات حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية والرئاسية الفلسطينية وفى مقدمتهم الدكتور صائب عريقات كبير المفوضى الفلسطينيين.. يشيدون بدور مصر.. وأيضا «محمد دحلان» مدير جهاز الأمن الوقائى الأسبق وأحد رجال الرئيس الراحل ياسر عرفات يشيد بدور مصر فى مجلس الأمن.

 

كل هذه الألاعيب التى أصبحت -بما لا يدع مجالا للشك- خطرا داهما فى مؤسسة الرئاسة.. تثبت أن الرئاسة المصرية واعية ويقظة لكل المؤامرات التى تحاك ضد مصر ويتورط فيها جماعة الإخوان وقناة الجزيرة القطرية.

 

مؤسسة الرئاسة تدرك أنها أمينة على مصالح الشعب المصرى ولا يمكن أبلا -بأى حال من الأحوال- أن تقبل توريط مصر فى أى مشكلة دون بذل المزيد من الجهد بالتعاون مع كل الأجهزة السيادية!!


مقالات مشتركة