![](https://www.soutalmalaien.com/uploads/1696273235_688722a0201621b77af2.png)
كتب..محمد عثمان
لأن اليوتيوب هو ذاكرة الأمة يحاول النظام القمعى فى معظم البلدان العربية حجب هذا الموقع لأنه يكشف تناقضات مواقف المتحولين والمتنفعين فى حين يعكف نشطاء الفيس بوك على نشر وتداول الفيديوهات التى تفضح تغيير ألوانهم وتبدل مواقفهم وفى هذا السياق تعرض حاليا تسجيلات قديمة للشيخ يوسف القرضاوى الأب الروحى لجماعة الإخوان المسلمين أثناء زيارته لبشار الأسد فى دمشق عام 2006 وخلال لقائه بالرئيس السورى أبدى القرضاوى دعمه لبشار ونظامه ونبهه لمؤامرات يحيكها الغرب ضده وضد سوريا فى إطار حالة الصداقة والمودة التى ربطت القرضاوية آن ذاك ليس فقط بالنظام السورى الشيعى ولكن بداعميه فى لبنان وتحديدا حكومة حزب الله التى شهد نفس العام 2006 انتصاراتها على إسرائيل ووقتها زار الشاعر عبدالرحمن يوسف نجل الشيخ القطرى لبنان والتقى بحسن نصر الله وهنأه على النصر وألقى فى حقه قصيدة من المدح والإطراء فى نفس الأسبوع الذى شهد زيارة والده لدمشق ولقائه ببشار حليف حزب الله الشيعى ومن 2006 إلى 2013 تتلون التصريحات وتتغير الاتجاهات بزاوية 180 درجة فرغم أن نبوءات الداعية الأب قد تحققت وتداعت الأمم على بشار لاسقاطه بدعم من أمريكا وإسرائيل وتركيا إذا بالشيخ الإخوانى يكيل الاتهامات للأسد وداعميه فى حزب الله بل ويصفهم بحزب الشيطان ولم ينس مفتى حلف الناتو أن يدعو أمريكا للتدخل ولو عسكريا لإسقاط هذا النظام الذى يراه الإخوان أحيانا نظاما قمعيا مجرما قاتلا لشعبه ويرونه أحيانا أخرى فى حضرة إيران نظاما إسلاميًا مضطهدا من الغرب الصهيونى ولأن القرضاوى إخوانجى الأصل كان من الطبيعى أن يقع هو الآخر فى حيرة مثل جماعته ورئيسها محمد مرسى الذى يهاجم بشار تارة لإرضاء أمريكا وقطر ويدافع عنه تارة أخرى من أجل إيران وروسيا وفى هذا السياق وخلال زيارة الشيخ يوسف لمصر الأسبوع الماضى تردد أن حركة حماس حاولت الضغط على إخوان مصر لإقناعه بتخفيف حدة هجومه على نظام بشار، حيث لا يخفى على أحد أن حركة حماس مدعومة من إيران وحزب الله وتربطها علاقات قوية بنظام بشار الشيعى حيث ظل خالد مشعل القيادى الحمساوى مقيما فى دمشق لسنوات طويلة عاش خلالها حياة الأمراء والزعماء فى ضيافة آل الأسد ليجد القرضاوى نفسه حائرا بين قطر التى يقيم فيها ويحمل جنسيتها وتلعب دور وكيل للمصالح الأمريكية فى المنطقة وبالتالى تخطط لإسقاط بشار ودعم المعارضة وبين ضغوط الإخوان وحماس ومن ورائهم طهران التى تدعم بشار بكل قوة.