فضائح أبناء الكبار في نظام مبارك

كتب..بلال الدوى

أبناء رموز النظام السابق، «أكلوها» والعة، مصوا دم البلد، وخربوها وقعدوا علي تلها، فمن أبناء صفوت الشريف إلي أبناء كمال الشاذلي إلي أصهار كل من ممدوح البلتاجي وحبيب العادلي وحسن الألفي وغيرهم.

بصريح العبارة، لم يكن هناك أحد يحاسب هؤلاء المسئولين السابقين ولا أبناءهم، دعونا نرصد تجاوزاتهم ومخالفاتهم، وفضائحهم المتوالية التي تصيبنا بالاحباط وتجعلنا نخاف علي مصر مما فعلوه بها!

أشرف صفوت الشريف

أشرف هو النجل الأكبر لرئيس مجلس الشوري السابق والرجل القوي في النظام السابق صفوت الشريف فلم يخرج أشرف من مولد الفساد الذي كان يرعاه النظام البائد خالي الوفاض إذ اختار نجل القطب البارز الذي كان يحكم مصر بالريموت كنترول أن تكون له امبراطورية إعلامية وترفيهية ضخمة قبل أن تنهار تلك الامبراطورية علي رأس صاحبها بعد أن اختفي الرجل القوي ووزير الإعلام السابق الذي أحكم قبضته علي مصر لمدة 22 عاما باع فيها معظم شركات الإنتاج السينمائي المملوكة للدولة والاستوديوهات وتم تأجير الباقي منها مستفيداً من ذلك في تحقيق ثروة هائلة وساهم الشريف في تحكم مجموعة من الأفراد بشركات الإنتاج بدعم من الخارج وقدمت أعمالاً دمرت فكر وذوق المواطن المصري علي مدار 15 عاما وعين الشريف ابنه أشرف وكيلاً لأعماله والذي أسس تبعاً لذلك شركة «إيه إم تي» الشركة العربية للوسائل الإعلانية برفقة ايهاب طلعت وطارق صيام وبرأس مال مليون جنيه وبلغت حصة أشرف فيها 60% وهو ما يعادل 600 ألف جنيه وقام الشريف بإطلاق قناة النيل الدولية، واشتري نجله حق استغلال الإعلانات في قناة النايل tv ثم طلب أشرف من والده أن يقوم التليفزيون المصري بشراء أفلام ومسلسلات جديدة لم تعرض من قبل لعرضها علي القناة التي بدأت تبث أرضياً لتحقيق نسب مشاهدة أكبر ولجذب المعلنين، وبدأت خطة أشرف تؤتي ثمارها وزحف المعلنون نحو القناة الجديدة وتركوا التليفزيون الذي بدأ يتكبد الخسائر خاصة مع ظهور القنوات الفضائية الجديدة وبث مجموعة القنوات المتخصصة ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل بدأت الإعلانات تتزايد وكوَّن أشرف ثروة ضخمة في أقل من ثلاث سنوات تعدد الـ2 مليار جنيه مصري، وهرب إيهاب طلعت شريك أشرف للخارج.

وأصبح أشرف بين يوم وليلة أكبر رجال الدعاية والإعلان بالشرق الأوسط ولكن دون الاقتراب منه أو حتي الاشارة إلي اسمه، واقتصرت مهمة نجل الشريف علي تخليص المهام الصعبة من أوراق وتعاقدات مستفيداً من جبروت والده، كما قام أشرف بعد أن حقق ثروة هائلة تقدر بـ7 مليارات جنيه بإنشاء مجموعة من القنوات الفضائية مثل «أوسكار دراما» و«بانوراما دراما» لتنظيف أمواله وللتغطية علي أنشطته.

أشرف الشريف لم يجد وسيلة للهرب من المساءلة والملاحقة القانونية التي حاصرته بعد ثورة يناير سوي حزم حقائبه وجمع ما طالته يداه من أموال والهرب إلي دبي ومنها إلي لندن.

أحمد ممدوح البلتاجي

أحمد هو نجل ممدوح البلتاجي وزير السياحة والإعلام والشباب الأسبق علي التوالي وهو طبيب لكنه قام بافتتاح شركة تعمل في مجال السياحة والفنادق والتراخيص السياحية ثم شركة أخري تعمل في مجال الإعلانات في التليفزيون المصري وهي التي قامت بإنتاج برنامج البيت بيتك وقامت بمشاركة بعض رجال الإعلام مثل جمال مروان «صاحب قنوات ميلودي»، وكما طالت الحكايات أشرف الشريف طالت أحمد البلتاجي وكانت أعنف، فهو الذي كان يدير التليفزيون خاصة أن البلتاجي قضي فترة في رحلة علاجية في باريس أثناء كونه وزيراً للإعلام، وأصبح يشار إلي أحمد بأنه شريك كل من يريد أن يدخل التليفزيون ورغم أنه كانت هناك دلائل عديدة علي ذلك لكنها ظلت حكايات اسطورية لم يثبت بعضها إلا بعد خروج الأب من الوزارة وقيل في تفسير ذلك إن ما فعله أحمد كان وراء إقصاء والده.

أبناء كمال الشاذلي

الراحل كمال الشاذلي أمين التنظيم الأسبق للحزب الوطني يضع أيدينا أيضاً علي ملمح من ملامح وضعية أبناء الوزراء في مصر حتي لو كانوا سابقين، فقد بدأ جهاز الكسب غير المشروع التحقيق مع معتز ومحمد ومني أبناء الشاذلي في تهم الاستيلاء علي أراض بمحافظة البحر الأحمر بأسعار زهيدة وهو ما كشفت عنه الأجهزة الرقابية والأمنية فبعد انهاء عملية حصر ممتلكات وثروات وأراضي أبناء القيادي الراحل بالحزب الوطني بمحافظة البحر الأحمر تبين من الحصر حصول معتز الشاذلي علي قطعتي أرض الأولي بمدينة مرسي علم بالغردقة بسعر 8 جنيهات للمتر، كما حصل محمد كمال الشاذلي علي ثلاث قطع بالغردقة بسعر 35 جنيها للمتر الواحد، أما مني الشاذلي فحصلت علي قطعة أرض بالغردقة بمساحة 800 متر وتم بيعها بمبلغ 4 ملايين جنيه، وقطعة أخري مساحة 800 متر بسعر 8 جنيهات للمتر، وقامت الأجهزة الرقابية والأمنية بحصر الأراضي بناء علي مخاطبة جهاز الكسب غير المشروع تمهيداً لتحويل هذه الملفات إلي النيابة.

أبناء عمر سليمان

واستمراراً لمسلسل استغلال المناصب والاستيلاء علي أراضي الدولة اتهم عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية المخلوع بتخصيص أراض بأسماء انجاله بأسعار مالية زهيدة من بين تلك الأراضي قطعة باسم عبير عمر سليمان والبالغة مساحتها 47007 أمتار بقيمة مليونين ونصف المليون جنيه رغم أن قيمتها تصل إلي 6 ملايين جنيه، وتم التخصيص بالأمر المباشر دون اتباع الإجراءات القانونية اللازمة، كما أنه خصص قطعة باسم رانيا عمر سليمان والبالغة مساحتها 5002 متر وقطعة أخري والبالغة مساحتها 1773 متراً وتخصيص قطعة لداليا عمر سليمان والبالغة مساحتها 5126 مترا.

فساد إبراهيم سليمان

أما محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق فهو صاحب أكبر عملية نهب وتبديد للثروة العقارية في مصر فكان لأبنائه حصة من فساده فقد تم تخصيص قطع أراض وعقارات لأفراد من أسرته بالمخالفة للقانون، فخصص فيللا مميزة باسم شريف وجودي ودينا سليمان وخصص ثلاثة قصور لأبنائه الثلاثة بمنطقة مارينا بأسعار زهيدة تقدر الواحدة بـ200 ألف جنيه ومن المعروف أن سعر الفيللات بهذه المناطق وصل إلي ستة ملايين جنيه أي أن أبناء وزير الاسكان السابق قد حصلوا علي مكاسب تقدر بحوالي 20 مليون جنيه، أما مني صلاح الدين زوجة محمد إبراهيم سليمان فحصلت علي قطع من الأراضي بالأحياء المميزة بلغت مساحتها 1826 مترا باجمالي مبلغ 841 ألف جنيه وتم سداد المبلغ بالكامل رغم أن سعر الأرض الحقيقي يتعدي الـ5 ملايين جنيه.

حكايات أقارب حبيب العادلي

يضاف إلي قائمة حرامية المال العام أقارب حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق فقد كشفت الأوراق عن استيلاء السيدة عايدة عطوان حماة الوزير السابق علي آلاف الأمتار بمرسي علم تحت مسمي شركة النهلة للتنمية وحصلت عليها بسعر زهيد جداً في حين يصل سعرها الأصلي إلي 27 مليون جنيه.

علاء حسن الألفي

علاء نجل اللواء محمد حسن الألفي وزير الداخلية خلال السنوات 1994- 1997 وحكايته بأنه كان الوسيط لمن يريد أي ترخيص لأي منشأة أو عقار ومشاركته جميع رجال الأعمال وأخيراً توقيعه علي شيكات وأخذ أحكام ولم تنفذ هذه الأحكام حتي الآن.

وأسماء أخري كثيرة غابت عن الساحة ولكنها لعبت دورا حقيقيا في سرقة ممتلكات هذا الشعب كان أبرزهم سامح عادل صدقي ابن شقيق رئيس الوزراء الراحل د.عاطف صدقي وصاحب شركة البيت الأبيض لتداول الأوراق المالية وحكايته الشهيرة في الدخول في بيزنس الخصخصة وبيع الأسهم عن طريق شركته.

كذلك محمد قاسم زوج الدكتورة نوال التطاوي وزيرة الاقتصاد السابقة وصاحب شركة سمسرة الأوراق المالية وحكايته باحتكاره معظم التعاملات في البورصة خاصة شركات القطاعين العام والخاص وذلك أثناء وجود زوجته في المنصب الوزاري.

وكذلك أحمد عبدالحليم موسي ابن وزير الداخلية الراحل اللواء محمد عبدالحليم موسي الملقب بشيخ العرب والذي كان له البيزنس الخاص به وهو عبارة عن تقديم جميع التسهيلات والتيسيرات لكل من يطلب قرضاً من بنك كما أنه له فضيحة كبري وهي ادمانه المخدرات حتي إنه تم القبض عليه عدة مرات «بالطبع بعد خروج والده من المنصب».

والرائد محمود نبوي ابن اللواء محمد نبوي إسماعيل وزير الداخلية الشهير وحكايته مع تجارة السيارات وتم تقديمه للمحاكمة ولكن تم حفظ القضية.