جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات  

الأسباب الحقيقية للإطاحة به من رئاسة الحكومة عام 1999: مبارك أرسل أسامة الباز برسالة للجنزوري قال له فيها: «ريحة أزواج بناتك فاحت فقال له كمال: قل للريس يلم ولاده الأول»عزمي والشريف والعادلي وغالي والشاذلي رسموا الخطة للرئيس المخلوع لإبعاد رئيس الحكومة بفضيحة! عزمي قال لكمال: قدم استقالتك وتقعد في بيتكم من سكات وما تنطقش بكلمة... جهات عليا استولت علي المستندات التي كان الجنزوري وحماد يحتفظان بها وتكشف فساد علاء وجمال في الداخل والخارج

محمد طرابيه يكشف:

مع عودة الدكتور كمال الجنزوري إلي صدارة المشهد السياسي في مصر وقيامه بتشكيل حكومة الإنقاذ.. تعددت الروايات - من جديد - حول الأسباب الحقيقية لخروج الجنزوري وإبعاده عن رئاسة الحكومة في عام 1999، وقبل أن نكشف تلك الأسباب التي تحمل في طياتها تفاصيل مثيرة وربما ينشر الكثير منها للمرة الأولي.. نشير إلي ما كشفه الجنزوري نفسه حول أسباب خروجه، حيث قال في حواره لصحيفة «المصري اليوم» بعد الثورة إن ستة أشخاص أوقعوا بينه وبين مبارك بتوصيل رسالة مفادها أن الجنزوري ينافسك، وأن له شعبية كبيرة في الشارع المصري.

 

وقال الجنزوري منذ أيام في حواره مع مني الشاذلي: إن سبب خروجه هو تصديه للوزراء الفاسدين في حكومته وشلة رجال الأعمال (الحرامية) الذين حاولوا الإستيلاء والتكويش علي الاقتصاد المصري.. هذه هي وجهة نظر الجنزوري في تبريره لخروجه من الوزارة - وله الحق في أن يقول ما يراه في صالحه.

ولكن علي الجانب الآخر هناك أسباب أخري تكشف عن الأسباب الحقيقية لخروج الجنزوري وإبعاده عن رئاسة الحكومة.. هذه الأسباب كشفتها لنا مصادر مطلعة وتنتمي لجهات مهمة وسيادية في الدولة.. حيث كشفت المصادر أن بداية تنفيذ خطة إبعاد الجنزوري جاءت بناء علي مخطط يمكن أن نطلق عليه (خماسي أَضواء الشر) وهم الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية سابقًا المحبوس حاليا وصفوت الشريف وزير الإعلام في ذلك الوقت والدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية واللواء حبيب العادلي وزير الداخلية السابق وكمال الشاذلي وزير شئون مجلسي الشعب والشوري، نجح هذا الخماسي الشيطاني في الوقيعة بين الجنزوري والرئيس المخلوع حسني مبارك.. بعد أن ضاقوا ذرعا من الممارسات التي كان يمارسها ضدهم طلعت حماد وزير شئون مجلس الوزراء الصديق المقرب للجنزوري والذي كان يتفنن في تعذيب وتهميش الوزراء لدرجة انه منعهم من الدخول من الباب الرئيسي لمجلس الوزراء,خصص لهم بابا قليل الارتفاع لدرجة أن الوزراء من طوال القامة يضطرون للانحناء حتي يدخلوا من الباب، المهم أن هؤلاء الوزراء نجحوا في إقناع مبارك بتوصيل رسالة إلي الجنزوري عن طريق الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس السابق (وخشي أي منهم أن يقوم بتوصيل تلك الرسالة خوفا من غضب الجنزوري عليه وبالتالي الإطاحة به من الوزارة أو المنصب الذي يتولاه).. المهم أن الدكتور الباز - شرب المقلب - وذهب إلي الجنزوري، وقال له في لقاء خاص جمع بينهما: (ريحة أزواج بناتك فاحت يا دكتور كمال) فرد عليه الجنزوري قائلا: ( ياريت تقول للريس يلم ولاده الأول).. فما كان من أسامة الباز إلا أن نقل كلام الجنزوري إلي مبارك حرفيًا.. وهو الأمر الذي أشعل النار داخل القصر الجمهوري.. وجاءت الفرصة لخماسي أضواء الشر للتخلص من الجنزوري وتفننوا في تقديم اقتراحات للانتقام منه.. وعندما أخبرهم مبارك بأنه قرر إقالة الجنزوري.. رفض البعض منهم هذا الرأي وقال لمبارك: لا بد أن يخرج الجنزوري بفضيحة حتي لا يحدث تعاطف شعبي معه خاصة أنه كان ذا شعبية طاغية في الشارع المصري في ذلك الوقت.. وبالمناسبة كان هذا الاجتماع مع مبارك يوم الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر عام 1999.. فاقترح بعضهم أن يؤجل مبارك إصدار القرار إلي ما بعد القاء كلمته في الجلسة الافتتاحية لمجلسي الشعب والشوري في يوم السبت التالي لهذا الاجتماع.

وفي داخل قاعة مجلس الشعب تم تنفيذ المخطط.. حيث خرج مبارك عقب القاء كلمته وبعده مباشرة خرج المشير طنطاوي وفتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق والدكتور مصطفي كمال حلمي رئيس مجلس الشوري السابق والدكتور زكريا عزمي رئيس الديوان.. وتم منع خروج الجنزوري من القاعة مع أو بعد الرئيس مباشرة، وهو ما أدي لإحراجه أمام الرأي العام.. وعندما توجه الجنزوري عقب الجلسة إلي مكتبه في مجلس الوزراء لحق به علي الفور الدكتور زكريا عزمي وقال له بالحرف الواحد: الريس بيقولك اكتب استقالتك وتقعد في بيتكم من سكات وما تنطقش بكلمة.. وهو ما استجاب له الجنزوري علي الفور خاصة بعد علمه أن زبانية السوء حول مبارك كانوا قد استولوا علي كل المستندات الخاصة التي كانت بحوزة صديقه طلعت حماد وتكشف فساد نجلي الرئيس مبارك في الداخل والخارج، كما أنهم ــ أي أباطرة الشر ــ قد أعدوا ملفات فساد الجنزوري ومنها الشبهات التي أثيرت حول بيع رخصة التليفون المحمول لرجل الأعمال نجيب ساويرس وأيضا بيع شركة نوباسيد لرجل الأعمال السعودي عبدالإله الكحكي بأقل كثيرا عن قيمتها الحقيقية - وهو ما كشفناه بالتفاصيل في العدد الماضي من« صوت الملايين».

بالإضافة إلي ملفات زوجي بنتيه ــ أي الجنزوري ــ ومنهم مصطفي حيزة الذي كشفت الجهات الرقابية انه كان قبل زواجه من بنت الجنزوري يعمل في البنك الخليجي وكان يتقاضي 1700 جنيه شهريا وبعد الزواج اشتري سيارة (جاجوار) أحدث موديل وقتها بعد أن كانت لديه سيارة (ريجاتا) قديمة.. كما اشتري (حيزة)- الذي يننتمي إلي إحدي عائلات مدينة السنبلاوين بالدقهلية التي ينتمي اليها أيضا المستشار طلعت حماد - أيضا دورًا كاملاً في برج مكة الذي يقع في المنطقة المجاورة لنادي الصيد بالدقي بعد أن كان يقيم في شقة متواضعة في الأسابيع الأولي من الزواج.. وتمكن (حيزة) من أن يصبح أحد رجال الأعمال وأحد الأعضاء البارزين في نادي الزمالك بعد أن عمل بمجال البيزنس عقب استقالته من العمل في البنك.

أما زوج ابنته الثاني وهو حفيد نجم الزمالك السابق عبدالرحمن فوزي فقد عمل أثناء تولي الجنزوري رئاسة الحكومة في مجال التصدير والاستيراد وترك عمله الأصلي كطبيب أسنان.. وتؤكد مصادرنا الخاصة أن أزواج بنات الجنزوري كانت لهم علاقات واسعة مع معظم الوزراء ولم يكن أحد هؤلاء الوزراء يستطيع أن يرفض طلبا لزوجي بنتي رئيس الحكومة الذي كان يصطحبهما معه في جولاته مع الوزراء داخل وخارج القاهرة.



مقالات مشتركة