البنك المركزي يكشف أسرار تراجع معدلات التضخم       الداخلية تعلن القبض على المتهم في واقعة العبارات المسيئة على شاشة فيصل       الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات  

ننشر تفاصيل اجتماع الإخوان والمجلس العسكري قبل أيام من ترشيح الشاطرالمشير لرئيس الحرية والعدالة: أنتم عايزين تاخدوا الرئاسة والحكومة والبرلمان ومرسي يرد: أنتم زعلانين ليه.. الناس عايزينا نحكم البلد

كتب..بلال الدوي

ساعات ساخنة دارت داخل جماعة الإخوان المسلمين.. فمن مكاتبها الإدارية بالمحافظات إلي أعضاء مجلس شوري الإخوان.. مرورًا بأعضاء مكتب الإرشاد حتي التنظيم الدولي.. من أجل أخذ الآراء حول إقدام الجماعة علي ترشيح خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للرئاسة.. بعد أن وصلت علاقة الجماعة مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة في طريق سد.. طريق جعلنا نتذكر أحداث 1954 حيث الصدام الشهير مع جمال عبدالناصر والجيش جاءت نتيجته أن قام «بلم» الإخوان ووضعهم في السجون.

ترشيح الشاطر سبق لقاء بين المجلس العسكري والقوي السياسية بما فيها الإخوان.. وسبق أيضًا بيان ناري من الإخوان ضد المجلس العسكري.. وبيان ناري أيضًا سريع جدًا من المجلس العسكري ضد الإخوان حمل تهديد علني لهم.. لكن الإخوان لم يرضخوا.. وتجاوزوا أزمتهم مع العسكري بترشيح الشاطر نكاية في العسكري.. الذي تمسك بالجنزوري رئيسًا للوزراء علي غير هوي الإخوان .. شهدت العلاقة بين المجلس العسكري والإخوان حالة من الشد والجذب.. وتصاعدت حدة الخلافات فيما بينهما، وعلي الملأ خرجت الأسرار والكواليس، ولم يستطع أيا منهما إخفاء غضبه، وبصراحة لم يعد هناك ثقة في التعامل بين العسكري والإخوان.. لماذا؟! هذا هو السؤال الأول؟! ومن السبب في عدم الثقة هذا هو السؤال الثاني؟

في البداية نشير إلي أنه -بعد الثورة- كانت علاقة العسكري والإخوان «سمن علي عسل» وكان هناك توافق دائم وتحالف دائم ضد القوي الثورية في بعض الأحيان.. وضد استكمال الثورة.. ومع تخوين ونقد وهجوم علني علي بعض القوي الثورية!! المهم وقعت الواقعة وجاء اليوم الذي وقفنا لنشاهد ما ستسفر عنه المعركة بينهما، وتجعلنا ندخل في افتراضات عديدة أهمها من سيكسب المعركة؟ وبالتالي ما مستقبل مصر في ظل إعلاء كلمة أي منهما علي الآخر؟! العجيب أن قوي سياسية كثيرة، وقفت موقف المتفرج ولم تعلن موقفها صراحا فمن ينتقد الإخوان يخشي من إعلان تأييده للمجلس العسكري، ومن يؤيد المجلس العسكري يخشي الدخول في مصادمات مع الإخوان ويخشي غضب الإخوان عليه حتي لا يخرج من اللعبة السياسية ويمتنع الإخوان عن إعطاء جزء من الكعكة السياسية التي سيطروا عليها، وأصبح لديهم مفاتيحها!

وخلال الأسبوع الماضي تم عقد لقاء بين الإخوان والمجلس العسكري وتميز اللقاء بأهميته حينما رأي المجلس العسكري أن الإخوان في طريقهم للهيمنة علي كل شيء في مصر، البرلمان لهم الأغلبية، والشوري ملكهم، ويريدون تشكيل حكومة ائتلافية علي هواهم ولهم النصيب الأكبر منها، ويتجهون إلي فرض وجهة نظرهم علي الجمعية التأسيسية للدستور، وبدأوا في التلويح بإمكانية الدفع بأحد قياداتهم للمنافسة في انتخابات رئاسة الجمهورية.

اللقاء السري: جاء اللقاء السري بطلب من المجلس الأعلي للقوات المسلحة لقاء الإخوان المسلمين في مقر وزارة الدفاع لأول مرة في تاريخ الإخوان أن تطأ أقدامهم وأقدام مرشدهم لوزارة الدفاع وحضر اللقاء من الإخوان الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد، والدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب، وعدد من قادة المجلس العسكري يتقدمهم المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة، واللواء محمد العصار، واللواء ممدوح شاهيم.

وفي اللقاء السري عرض الاخوان فكرة ضرورة تشكيل حكومة ائتلافية يكون لهم النصيب الأكبر وتابعيهم السلفيين، ويكون للأحزاب الممثلة في البرلمان حصة من الوزارات حسب حجم التمثيل البرلماني، لكن المشير حسين طنطاوي شن هجوما عنيفا ورفض عرض الإخوان وقدم لهم عرضا يتضمن تشكيل حكومة ائتلافية يكون نصيب الإخوان وتابعيهم السلفيين من حزب النور السلفي 10 وزارات فقط ويقوم المجلس العسكري بتحديد الـ10 وزارات من الوزارات الخدمية والبعيدة عن الوزارات السيادية والمهمة مثل وزارات العدل والخارجية والتعاون الدولي والداخلية والمالية وبطبيعة الحال وزارة الدفاع أيضا، لكن رفض الاخوان عرض المشير طنطاوي علي اعتبار أن هذا العرض بمثابة «أمر» وعلي الإخوان أن يطيعوا هذا الأمر، ورفضوا حكومة الدكتور كمال الجنزوري فاشلة وعاجزة وغير قادرة علي تحقيق طموحات مصر بعد الثورة، لكن المشير دافع باستماتة عن الدكتور الجنزوري ووصفه بأنه رئيس وزراء وطني ومتحمل المسئولية، واستطاع توفير مبالغ مالية ضخمة وغلق حنفية إهدار أموال مصر علي العبث الحكومي والبذخ المتفشي لدي مسئولي الدولة.

وقال له: يبدو أنكم تأثرت بلقاءك مع «جون ماكين» نائب الرئيس الأمريكي والآن تبحثون عن رضا أمريكا وتتجهون إلي قطر لتكون حمامة السلام بينكم وبين أمريكا، وتنفذون أفكارها!!

لذلك يظن البعض بأن جون ماكين هو السبب في اشعال الصراع بين العسكر والإخوان وبأنه «وعد» الإخوان وجعلهم يستقون بالأمريكان ضد المجلس العسكري وبهذا يكون ماكين هو كلمة السر، وكشف العسكري اتصالات قطر بالإخوان جعلهم يخافون علي مستقبلهم ولا يأمنون للعسكر!

نزلت كلمات المجلس العسكري كـ«الرصاص» علي الإخوان ليرد الدكتور محمد مرسي ويؤكد وطنية الإخوان وأنهم «فاتحين» حوارات مع الجميع ويستمعون لآراء الجميع، ويفتحون ذراعهم ويمدون أيديهم لمن يطلب يدهم.

وينتهي اللقاء والنتيجة «صفر» لا جديد وتأكد أنهم القوي الوحيدة المنافسة والأحق بالسلطة لكنهم خرجوا ولديهم هاجس وخوف وقلق وتوتر من لهجة المجلس العسكري العنيفة والآمرة ووصفوها بأنها إملاءات عليهم تنفيذها دون نقاش.

اجتمع المجلس العسكري مع القوي السياسية ومنها حزب الحرية والعدالة، وحضر اللقاء الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد والدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور والدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة، وأحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار وصلاح حسب الله رئيس حزب المواطن المصري، ومصطفي بكري النائب المستقل بمجلس الشعب، وحينما شن المشير حسين طنطاوي هجوما عنيفا إلي الإخوان وانتقد سيطرتهم علي الجمعية التأسيسية للدستور ونقل محمد مرسي غضب القوي السياسية والشارع المصري من سيطرتهم علي صياغة الدستور، وقال: أنتم تريدون البرلمان والوزارة والجمعية التأسيسية للدستور وأخيرا الرئاسية، لكن الدكتور الي محمد مرسي لم يترك الفرصة للرد علي المشير طنطاوي وقال له نصا: أنتم زعلانين ليه إننا بننجح في أي انتخابات؟ وإيه يعني نحصل علي البرلمان والوزارة والدستور والرئاسة.. الناس تثق في الإخوان، ويريدون أن يحكم الإخوان، وطالب المجتمعون يأن يكون هناك يد للمجلس العسكري في الدعوة والإعلان دستوري جديد للتعامل مع المادة 60 من الإعلان الدستوري والخاصة بانتخاب الجمعية التأسيسية لوضع الدستور وفيها يتم تمثيل جميع طوائف الشعب والقوي الوطنية.

والآن وبعد حالة الصدام الشكلي الذي ظهر علي السطح تفوح في الأفق أزمة 1954 الخاصة بتكسير عظام الإخوان علي يد العسكر وقيام جمال عبدالناصر بالإطاحة بالإخوان من الساحة السياسية فهل سنري نفس السيناريو يتحقق في 2012 ؟! هذا السؤال ستجيب عنه الأيام القادمة وتحديدا قبل انتخاب رئيس مصر القادم؟!

 


مقالات مشتركة