نرصدها بالوقائع والأرقام: ألاعـــيــــب «الــــشــــــاطــــــر» خـــــــــيـــــــــرت ..المجلس العسكري «وسطه» لإقناع قطر بسرعة منح مصر «10» مليارات جنيه بعد الثورة ..المشير كافأه علي نجاحه في المهمة القطرية وأصدر عفوا عنه ورد له «600» مليون جنيه

كتب..بلال الدوي

مازال الحديث مستمرًا فيما يتعلق بأسرار وكواليس المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين وتداعيات ترشحه للرئاسة الجمهورية.. فهناك أسرارا تأتي من «قطر».. وأسرار أخري تأتي من الكونجرس الأمريكي.. وأسرار أخري تأتي من مصر وتحديدا من «المقطم».. حيث المقر الرئيسي للإخوان وحزبهم الحرية والعدالة.. فضلا عن كواليس تأتي من المجلس العسكري.

وخلال الشهر الماضي كانت المداولات مستمرة بين الإخوان والمجلس العسكري للوصول لاتفاق حول مرشح رئاسي واحد.. لكن المحاولات فشلت.. وبدأ الصدام بينهما.. والنتيجة إعلان ترشيح خيرت الشاطر للرئاسة.. كانت العلاقة منذ ما يقرب من العام بين الإخوان والعسكري «سمن علي عسل» حصل خلالها الإخوان علي «غنائم» لم تكن في حسبانهم.. لكن الطمع راودهم للركوب علي كرسي الرئاسة بعد أن حصل «جوكر» الإخوان المهندس خيرت الشاطر علي عفو من المجلس العسكري والسماح برد أمواله التي تقدر بـ«600» مليون جنيه والتي كانت مصادرة منذ اتهامه في قضية غسيل الأموال وحبسه 5 سنوات نتيجة لذلك.. وأيضا عرض الشاطر أن يتوسط لدي قطر للحصول منها علي 10 مليارات جنيه كانت قد وعدت بهم لتقديمهم للسلطات المصرية لتساعد مصر علي الخروج من أزمتها الراهنة والتي قد تعرض البلاد لحالة إفلاس محتملة.. وهو ما حدث فقد سافر «الشاطر» وعقد لقاءات مع وزير الخارجية ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم.. وتم معاملته معاملة الرؤساء حيث الإقامة في الجناح الملكي بقطر.. والعلاقة بين قطر والإخوان ممتدة منذ فترات طويلة ويقوم حمد بن جاسم بدور الوسيط بين الإخوان والأمريكان بإرساله للأمريكان رسائل طمأنة علي مصالحهم في مصر في ظل صعود الإخوان.. واستغل حمد بن جاسم الفرصة وسأل الشاطر عن وجهة نظر الإخوان تجاه اتفاقية «كامب ديفيد» التي وقعها الرئيس الراحل أنور السادات مع إسرائيل لوجود تخوفات لدي السلطات الأمريكية من تصريحات أدلي بها الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة والنائب البرلماني ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب والتي قال فيها إن الإخوان سيعرضون المعاهدة للاستفتاء الشعبي علي الرأي العام المصري فإن رفض الشعب يرفضها الإخوان.. وإن وافق عليها الشعب وافق عليها الإخوان.

واعتبر حمد بن جاسم وجهة نظر عصام العريان بمثابة «تمويه إخواني» لإلغاء اتفاقية السلام علي اعتبار أن الإخوان قادرون علي الضغط علي الرأي العام المصري فإن أراد الإخوان إلغاءها نشروا وجهة نظرهم في الشارع المصري ليقتنع بها.. وقتها سيصوت الشارع لإلغائها والنتيجة ستكون في يد الإخوان.

وكانت وجهة نظر خيرت الشاطر أن الإخوان يطمئنون قطر والولايات المتحدة الأمريكية علي مستقبل عملية السلام مع إسرائيل وتعهد الإخوان بحماية المعاهدات الدولية والاتفاقيات الموقعة وعدم عرض الاتفاقية للاستفتاء الشعبي.. مما جعل حمد بن جاسم يدعم وبقوة الشاطر.. ووافق علي تقديم الدعم القطري المقرر وهو 10 مليارات جنيه.. وأعلن عن دعم قطر وأمريكا له إبان خوضه انتخابات الرئاسة بعد عرض الموقف علي «جون ماكين» نائب الرئيس الأمريكي وعدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي.. وانتشرت حالة التأييد لدي نواب الكونجرس الأمريكي بعد أن أرسل الشاطر 5 أعضاء بمجلس الشوري عن حزب الحرية والعدالة بينهم النائب «عبدالموجود درديري» وحسين القزار وسندس عاصم.. وأعلنوا أن الإخوان اتخذوا قرارا يقضي بعدم عرض معاهدة السلام للاستفتاء الشعبي.. وأن الإخوان ملتزمون بجميع الاتفاقيات الدولية بما فيها كامب ديفيد.

وعقد الـ5 نواب المنتمين لحزب الحرية والعدالة لقاءات عديدة مع مسئولين كبار بالبيت الأبيض والخارجية الأمريكية وبعض الشخصيات النافذة بمجلس الأمن القومي الأمريكي عن طريق بعض مسئولي الـCIA لكن ماكين اعتبر أن الشاطر أرسل إليه 5 من قيادات الصف الخامس بالإخوان.. وصمم علي معرفة رأي الإخوان فيما يتعلق بعلاقتهم السابقة بحركة حماس وحقيقة دعم الإخوان لتطبيق الشريعة الإسلامية.. لكن قيادات الإخوان أكدوا أنهم ملتزمون بـ«اللاعنف» والاستقرار هدف الإخوان والتزامهم أيضا بمبدأ «اللا حرب واللا سلم».. الغريب أن خيرت الشاطر نقل إلي مسئولين أمريكان أن المجلس العسكري يلوح بحل البرلمان علي الدوام وهو ما يجعل الإخوان في حالة قلق وسيجعل النموذج الروسي من المؤكد حدوثه في مصر.. حينما قام «بوريس يلتسين» بحل البرلمان المعارض له بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي مما جعل نواب البرلمان يقومون بالاعتصام بالبرلمان.. لكنه أرسل الدبابات والمدرعات لاقتحام البرلمان وهدمه.. وسقطت روسيا سقوطا مدويا.. واعتبر الشاطر أن أخطر ما يعاني منه الإخوان حاليا هو التهديد بحل البرلمان الذي سيدفع الإخوان إلي التصعيد الشديد ضد المجلس العسكري.

يحدث كل هذا ومازال المجلس العسكري ملتزمًا بالحياد.. ويريد أن تخرج القوات المسلحة من حسابات القوي السياسية.. ليقف علي مسافة واحدة منهم.. وخلال الأسبوعين الأخيرين اللذين سبقا ترشيح الشاطر للرئاسة.. استقبل في مكتبه بالمقطم سفراء ما لا يقل عن 48 دولة منهم استراليا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي وعددًا من دول أفريقيا.. بتمهيد من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين بالخارج.. حيث يشغل الشاطر مسئول التنظيم الدولي للإخوان بمصر.. إضافة إلي مسئوليته عن أموال الإخوان والتي ينفق منها علي أعضاء الجماعة.. ويشاركه في هذا الأمر كل من رجل الأعمال حسن مالك ومحمود عزت نائب المرشد العام للإخوان.

كل هذا ولا يعي الشاطر أن هناك حالة من عدم الثقة فيه لدي بعض كوادر الإخوان التي يقودها كوادر إخوانية انشقت عن الجماعة ولكنها مازالت مؤثرة منها الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ومختار نوح وثروت الخرباوي وخالد داود وهيثم أبوخليل وإبراهيم الزعفراني والسيد عبدالستار المليجي الذين مازال لهم اتباع داخل الإخوان يمثلون قوة لابد من السيطرة عليها وتسبب صداعا في رأس الشاطر ورجاله!!