جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   20/02/2014

أبو الفتوح يهدد: إما تصحيح المسار أو انفجار شعبي جديد.. الإخوان فشلوا في اختيار الكفاءات.. ما حدث بعد الثالث من يوليو محاولة لإعادة نظام مبارك

كتب..هبه السيد

 

 قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، إن «30 يونيو» موجة ثورية جاءت كتصحيح لمسار ثورة 25 يناير، مضيفًا أن ما حدث بعد الثالث من يوليو محاولة لإعادة نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.

 

وأشار «أبو الفتوح»، في حوار مع صحيفة «السفير» اللبنانية، اليوم الخميس، إلى أن السلطة الحالية «كأنها تدعو الشعب إلى الثورة مرة أخرى»، وتابع: «لا أرى في المستقبل سوى احتمالين: إما أن يصحح من في السلطة المسار، وأقصد الرئيس المؤقت عدلي منصور، ورئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي، ووزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي، أو ستقوم موجة أخرى لا أعرف متى، فلا أحد يحدد للشعب موعدًا للثورة».

 

وحول شروطه للتراجع عن قرار مقاطعة الانتخابات الرئاسية، قال: «ما لم يتغير المناخ الذي تجري فيه الانتخابات ويصبح مناخًا مواتيًا لانتخابات حقيقية تعبّر عن إرادة شعبية حرة، فإنّ موقفنا هو القطيعة بصرف النظر عن الأشخاص».

 

وإلى نص الحوار:

 

لماذا هذا الانسحاب المبكر من السباق الانتخابي؟

 

- نحن لم ننسحب، لقد أعلنا من الأساس رفضنا خوض الانتخابات الرئاسية بسبب المناخ الذي تجري فيه هذه الانتخابات. وأقصد بذلك المناخ القمعي الذي نتج عنه في الأشهر السبعة الأخيرة اعتقال 21 ألف ناشط سياسي من اتجاهات متنوعة، وسقوط خمسة آلاف قتيل وإصابة 50 ألف شخص، ناهيك عن السيطرة على وسائل الإعلام ومن الوسائل الخارجة عن السيطرة أو إغلاقها.

 

لقد أصبح الإعلام لا يعرف سوى صوت واحد ورأي واحد، ومن يختلف معه يصبح طابورًا خامسًا وخلية «إخوانية» نائمة وخائنًا وعميلًا إلى آخر التهم الجاهزة منذ انقلاب الثالث من يوليو، أصبح المناخ استبداديًا ولا يستقيم مع انتخابات ديموقراطية.

 

ومن جانب آخر، فإنّ طرح المؤسسة العسكرية لمرشح، بصرف النظر عن رأيي فيه، يعني أنه لا انتخابات بالفعل، وأن الأمر محسوم مسبقًا، خاصة مع تكريس فكرة أن هذا الشخص هو المنقذ والمخلص. ومهما كان هذا الشخص، ومهما كان رأيي فيه، يظل هذا تدليسًا. لا انتخابات من دون سياق ديمقراطي، والمشاركة في هذه الانتخابات مشاركة في التدليس لا نرضاه لأنفسنا.

 

ما تراه سببًا لعدم المشاركة يراه البعض سببًا للمشاركة لمقاومة ما تراه من استبداد وكشفه؟

 

- كشف ماذا؟ هذا المناخ القمعي مكشوف بالفعل، ولا يخفى على أحد. تجربتنا في الاستفتاء على الدستور كانت كافية. كنا الحزب الوحيد الذي قال «لا» للدستور، وقلنا من قبل «لا لدستور مرسي»، وكانت النتيجة اعتقال أعضائنا أثناء الدعاية، ومنع أي مؤتمر أو فاعلية نطرح فيها وجهة نظرنا للرأي العام، في الوقت الذي مورست فيه الدعاية بـ«نعم» من دون أي قيود، وبدعم رسمي كامل.

 

هذا كان مجرد تمهيد للانتخابات التي تدفع المؤسسة العسكرية بمرشح فيها، نحن في حزبنا نقدر المؤسسة العسكرية وكان نداؤنا دائما عدم الزج بها في السياسة. من يكره مصر والجيش هو من يزج بالجيش في السياسة، نحن نتحدث عن الجيش الوحيد المتماسك في المنطقة، والمغامرة به في السياسة عواقبها وخيمة، ليس على مصر فقط، بل على المنطقة بالكامل.

 

تميز ضمنًا في حديثك بين 30 يونيو و3 يوليو... ألا تراهما سياقًا واحدًا؟

 

- بالطبع هما ليسا كذلك. نحن كنا شركاء في 30 يونيو، وكنا أول من نادى بالاستفتاء على انتخابات مبكرة، وعقدنا 16 مؤتمرًا في المحافظات. نحن كنا مع استدعاء الإرادة الشعبية والضغط السلمي من أجل انتخابات مبكرة. كنا مع تصعيد الضغط الشعبي للوصول إلى العصيان المدني لكي نتجنب ما هو أكثر شرًا من ذلك، أي الانقلاب العسكري وما حدث في مصر بعده، والذي يفوق في بعضه ما جرى في عهد مبارك. التعجيل في الثالث من يوليو كان نصيحة مسمومة قدمت للجيش، وتتحمل وزره «جبهة الإنقاذ»، التي طالب قادتها الجيش بإصدار البيان الرقم واحد.

 

ولكن ما الفارق بين ما جرى في الثالث من يوليو من العام 2013 وما جرى في 11 فبراير العام 2011؟ أليسا متشابهين؟

 

- طبعا لا... الجيش في 11 فبراير نزل بعد انهيار الشرطة، وبقرار من مبارك، وقد وقف على الحياد، وعندما حاصر الثوار القصر الجمهوري، تنحى مبارك، ولم يختطف أو يعتقل مثل مرسي.

 

أما زلت تعتبر نفسك جزءًا من تيار الإسلام السياسي؟

 

- أنا ضد هذا المصطلح أصلا. أنا أعتبر نفسي جزءًا من امتداد الإسلام الحضاري. وفي أدائي السياسي أستلهم قيم الإسلام مثل العدالة والحرية. أرى هذا المصطلح خاطئًا. ولا يجوز أصلا الزج بالدين في الصراع الحزبي أو السياسي.

 

إذا كانوا كما تراهم، فلماذا فشلوا في اختبار السلطة إذًا؟

 

- «الإخوان» فشلوا في اختيار الكفاءات. نصحتهم بالفعل بعدم الاستعانة برجالهم لأن الوقت لا يصلح لذلك. لسنا في ديمقراطية مستقرة لكي يأتي حزب الغالبية برجاله إلى المناصب. نحن في مرحلة تأسيس تحتاج إلى الكفاءات من كل القوى. كان من الطبيعي أن يفشلوا لأنهم لم يستعينوا بالكفاءات.

 

قمت بجهود وساطة معروفة لتدارك الأزمة وفشلت كلها... لمن تحمّل مسئولية الفشل؟

 

- الطرف الموجود في السلطة بطبيعة الحال يتحمل المسئولية. عندما كان مرسي في السلطة حمّلته مسئولية فشل الحوار مع القوى السياسية. وفي جهود الوساطة، كان الطرفان متعسفين فعلًا، ولكني أحمّل المسئولية الأكبر للطرف الذي في السلطة. وعندما أحمّل السلطة المسئولية فأنا أعني أيضا المسئولية عن أرواح الضحايا من أفراد الجيش والشرطة، لأنهم جزء من الشعب، ودماؤهم في رقبة السلطة.

 

ألا ترى أن انسحابكم من السباق الرئاسي حاليًا يبعدكم عن المشهد السياسي ككل، ويخصم من رصيدكم كحزب؟

 

- نحن مع كل استحقاق شعبي. ومع استدعاء الإرادة الشعبية وتدعيم المسار الديموقراطي. لقد طلبت من الرئيس عدلي منصور عرض خريطة الطريق على الاستفتاء الشعبي لكي تأخذ الشرعية الشعبية ولم يحدث.

 

ألم تكن التظاهرات المليونية دليلًا كافيًا على الشرعية الشعبية وأقوى حتى من شرعية الصندوق؟

 

- إطلاقًا... لا يمكن مساواة التظاهرات، مهما بلغ حجمها، بالوسائل الدستورية، ولا شيء يساوي صندوق الانتخاب بشرط توفير المناخ الديمقراطي ونزاهة العملية الانتخابية.

 

ترفضون الانتخابات الرئاسية، فما هو البديل الذي تطرحونه؟

 

العودة إلى المسار الديمقراطي. مرسي ليس قضيتنا. ولكن عودة المسار الديمقراطي هو المطلوب. رفضنا دخول الانتخابات الرئاسية طريقة للاحتجاج على المناخ السائد والذي نرى أنه غير صالح لكي تتم فيه انتخابات حقيقية. الغضب يتراكم اليوم بين الشباب. أكبر دليل على ذلك مقاطعة الشباب للاستفتاء على الدستور. هذا الشباب يمكن أن ينفجر كما انفجر من قبل. ألا ترى أن رموز ثورة 25 يناير أصبحوا معتقلين أو متهمين بالعمالة والخيانة وأنهم طابور خامس وخلايا «إخوانية» نائمة، حتى الذين كانوا منهم من أشد معارضي «الإخوان»؟

 

 

إذًا ما الذي ستقومون به؟

 

- الضغط السلمي على السلطة، والتواصل مع القواعد الشعبية، والاستعداد للانتخابات البرلمانية والمحليات. سنمارس العمل السياسي والحزبي بكل أشكاله السلمية وسنعتمد على القواعد الشعبية.

 

أنت متهم بأنك تقف دائما في المنطقة الرمادية، بمعنى: ضد الإخوان ولكن... مع المعارضة ولكن... دائما نصف موقف. ماذا تقول في ذلك؟

 

- لسنا في المنطقة الرمادية إطلاقًا. بالنسبة إلينا هناك مبادئ ثابتة. مصلحة المواطن تأتي في الأولوية. ونقف مع أي شخص أو جماعة تتعرض للظلم أو الاضطهاد. نحن لسنا مع «الإخوان» مبدئيًا ولا ضدهم مبدئيًا. لنا موقفنا الخاص. عارضنا «الإخوان» عندما كانوا في السلطة، ولكننا لا نقبل بما يجري الآن.

 

لنا موقفنا الخاص ويعنينا أن يفهم الشارع موقفنا. «الإخوان» مثلًا يهاجموننا لأنهم إقصائيون، ولكن «جبهة الإنقاذ» تمارس أيضًا الإقصاء ذاته. نحن لسنا مع أحد على طول الخط، ولسنا ضد أحد على طول الخط.

 

- لن تتقدموا بمرشح للانتخابات الرئاسية، فماذا سيكون موقفكم من باقي المرشحين؟

 

ما لم يتغير المناخ الذي تجري فيه الانتخابات ويصبح مناخًا مواتيًا لانتخابات حقيقية تعبّر عن إرادة شعبية حرة، فإنّ موقفنا هو القطيعة بصرف النظر عن الأشخاص.

 

كيف تقرأ المشهد في مصر اليوم، وكيف ترى المستقبل؟

 

- نحن في كبوة لثورة 25 يناير، و30 يونيو جاءت كموجة ثورية لتصحيح مسار ثورة يناير. ما حدث بعد الثالث من يوليو محاولة لإعادة نظام مبارك، وكأنهم بذلك يدعون الشعب إلى الثورة مرة أخرى. لا أرى في المستقبل سوى احتمالين: إما أن يصحح من في السلطة المسار ــ وأقصد (الرئيس المؤقت) عدلي منصور و(رئيس مجلس الوزراء) حازم الببلاوي و(وزير الدفاع المشير عبد الفتاح) السيسي و(وزير الداخلية اللواء) محمد إبراهيم ــ أو ستقوم موجة أخرى لا أعرف متى، فلا أحد يحدد للشعب موعدًا للثورة. وما أتمناه أن يستفيق القائمون على السلطة ويصححوا المسار، لأن ذلك أقل في الكلفة من الانفجار الشعبي

 

 


مقالات مشتركة