جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   16/03/2014

رويترز: الجيش المصري يواجه لعبة القط والفأر في سيناء.. يحاول التصدي لـ الإسلام المتشدد.. ويعاني صعوبة في اكتشاف أماكن اختفاء الإرهابيين

كتب..محمد عادل

 

 قالت وكالة "رويترز" الإخبارية، اليوم الأحد، إن الحملات الكبيرة التي يشنها الجيش في سيناء للتخلص من الإرهابيين لم تحقق أهدافها بعد، والتي تبدو صعبة المنال، حتى الآن.

 

وأشارت "رويترز" إلى زيارة أجراها مراسلوها لثماني قرى داخل شبه الجزيرة، رأوا فيها آثار الحملة الأمنية التي تقوم بها قوات الجيش للقضاء على الإرهابيين هناك، ووجدوا خلالها أدلة أيضًا أن بضع مئات من المتشددين يلعبوا بنجاح لعبة "القط والفأر" مع الجيش المصري.

 

وأكدت "رويترز" أن الأمر كان صعبًا للسماح بدخول المراسلين الأجانب إلى مناطق النزاع علنا داخل سيناء، كما أن سكان هذه المناطق قالوا إن المسلحين يتكونوا من مزيج من الإسلاميين المصريين، وبعض المقاتلين الأجانب، فضلا عن عدد من الشباب الساخط على الأوضاع، مشيرة إلى أن المسلحين سيطروا على عدد من القرى في المنطقة، منوهة إلى أن الاجتماعات تتم في سيناء من أجل ارتكاب العمليات الإرهابية في القاهرة، والمناطق القريبة منها.

 

من ناحيته قال مصطفى أبوسلمان، أحد سكان المنطقة: "إن الجيش يسيطر على الطرق الرئيسية ولكنه لم يدخل بعد إلى العديد من القرى إلا أنهم أحيانا ما يهاجمونها مثلا بالطائرات الهليكوبتر، مضيفًا أن قوات الأمن تفشل في إلقاء القبض عليهم حتى أن استطاعت مدرعاتها دخول المناطق لأنهم يعرفون ثغرات المكان أكثر من الجيش ذاته.

 

ونقلت "رويترز" عن بعض السكان، قولهم إن العمليات التي يقوم بها الجيش تخلق أعداءً جددًا للدولة، وشددت على أن الحرب ضد ما سمته "الإسلام المتشدد"، اختبار رئيسي للحكومة المصرية المؤقتة، وخاصة بعد الهجمات المتعددة على مراكز الجيش والشرطة والتي راح ضحيتها المئات، وآخرها ستة في كمين للشرطة العسكرية قرب منطقة شبرا الخيمة في القليوبية، أمس السبت.

 

وأشارت إلى أن سكانًا آخرين أشادوا بإحراز قوات الجيش تقدمًا ملحوظًا في محاولة القضاء على الجماعات المسلحة بسيناء؛ إلا أن تكتيكات الجيش بقصف المخابئ التي يشتبه باختباء المتشددين فيها تبوء بالفشل بسبب إتقان المسلحين في دراسة تضاريس المكان وهو ما تفتقده قوات الجيش.

 

وأضاف المواطنون أن المسلحين يختبئوا في الأزقة أو يختلطوا مع المدنيين أو يختبئوا بحدائق الزيتون وهي جميعها أماكن يصعب اكتشافها بالطائرات من أعلى، كما أن الجهود الرامية لوقف تدفق السلاح إليهم والذي يأتي أغلبه من ليبيا هو صراع آخر يقع على عاتق الجيش.

 

وأكد سكان سيناء انتقال عدد كبير من المقاتلين لديهم إلى داخل العاصمة -القاهرة- ووادي النيل، وهو ما قلل من أعدادهم هناك، كما قال مصعب أبو فجر، ناشط سياسي بالعريش في سيناء، إن الجيش قد قرر دخول الحرب التي لم يتخصص بها من الأساس؛ "لأن الأمر يتطلب القوات الخاصة لمكافحة هؤلاء المسلحين"، وفق قوله.

 

من جانبه، صرح اللواء "سميح بشادي"، مدير أمن شمال سيناء لـ"رويترز"، بأن قوات الجيش استطاعت قتل والقبض على العديد من المطلوبين بسيناء، كما أنه أكد ما قاله المواطنون بسيناء بشأن انتقال عدد كبير من مسلحيها إلى دلتا النيل لينتقل الصراع اقترابًا من المناطق السكانية الرئيسية داخل العاصمة.

 

أما المتحدث العسكري أحمد محمد علي، فأكد لوكالة الأنباء العالمية، أن القوات تقوم بعمل رائع، "ولكن ذلك لا يعني قضاءها على الإرهاب تماما.. نحن نواجه حربًا مفرغة؛ الإسلاميون يحملون فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة، ولكن حياة مواطني سيناء ذات أهمية كبيرة للقوات المسلحة ويُنظر إليها على أنها أساس الأمن الوطني بالمنطقة"، وفق قوله.


مقالات مشتركة