جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   08/08/2014

وزير الخارجية: الشعب المصرى يضحى من أجل حماية فلسطين .. ومعبر رفح مفتوح طوال العام.. ولن نقبل بوجود أى أجنبى بالقرب من حدودنا.. والجيش حمى البلاد من التشرذم

كتب..نورهان فتحي

 

قال سامح شكرى وزير الخارجية، إن الجهود المصرية متواصلة لتثبيت الهدنة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، ونسعى لحماية الشعب الفلسطينى وضمان عدم تكرار العنف ضد أبناء غزة الذين راح من بينهم أكثر من 1000 شهيد.

 

 

 

 

وأضاف، خلال حواره مع الإعلامى عمرو عبد الحميد، مقدم برنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة "الحياة"، أن الشعب المصرى دائماً ما يضحى من أجل حماية فلسطين، وأن الأوضاع فى غزة مؤسفة ولابد من إجراءات تؤدى إلى تسوية تتيح لقيامة دولة فلسطين، والجانب المصرى لا يهتم بالانتقادات التى توجه له من الآخرين فى شأن القضية الفلسطينية والتى تخفى أهداف ودوافع أخرى لا نتفاعل معها ولا نهتم بها، مضيفاً أن وزارة الخارجية تواصلت مع الفصائل الفلسطينية بالتشاور، والرئيس السيسى تحدث عن المبادرة وشرحها تفصيليا ولكن البعض لا يسمع.

 

 

 

 

وأشار وزير الخارجية إلى أن مؤشرات المفاوضات إيجابية ونتوقع تمديد الهدنة بشكل دائم، مشيرًا إلى أن المبادرة المصرية صدرت فى وقت مبكر واستهدفت منع تفاقم الحالة والعمل على وقف القتال وإتاحة إطار تفاوضى، ولكنها رفضت من الفصائل الفلسطينية وقبلت من الجانب الإسرائيلى من البداية.

 

 

 

 

وأوضح الوزير أن ما تردد عن تعديل المبادرة المصرية هدفه إقحام وجهة نظر محددة، مؤكداً أن هدف "مصر" هو حماية الشعب الفلسطينى، وأن المبادرة الناجحة هى القادرة على جذب اهتمام الأطراف الدولية وهذا هو جوهر المبادرة المصرية.

 

 

وتابع الوزير: "تشاورنا مع كافة الأطراف الدولية بهدف وقف القتال واطّلاعنا على المبادرات الأخرى المطروحة ولم نرفض أيا منها لأن الهدف هو حماية الشعب الفلسطينى، ولكن المبادرة المصرية هى التى ركزت بعمق على ذلك.

 

 

وعن اجتماع باريس قال "شكرى": "لم نسعَ للمشاركة فى اجتماع باريس ولم يكن متوقعا دعوة مصر لأن الهدف منه الاستفسار عن المشاورات فى القاهرة، ولكن موقف أحد الطرفين أفشل الوصول للاتفاق وقتها، وكل من شارك فى اجتماع باريس كان بهدف إظهار الرغبة فى المشاركة".

 

 

 

 

وأكد الوزير أن مصر أعلنت إدانتها الواضحة للعدوان الإسرائيلى على غزة ولكن ليس بالضرورة أن نقطع الوسائل التى تتيح الاتصال مع الآخرين، وأن معبر رفح مفتوح من أول يوم للعمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة ولكن يتم إغلاقه لاعتبارات أمنية معينة تتعلق بالأمن القومى، مؤكداً أنه تم إدخال 1200 طن من المساعدات .

 

 

وتابع "شكرى": لدينا دليل على أن المعبر مفتوح، ومن يقول غير ذل يقدم دليل، ومن لم يستطع الدخول عبر المعبر لم يلتزم بالمعايير الأمنية للبلاد لأن المعبر غير مجهز لاستيعاب شاحنات ضخمة لنقل الأغذية والمعاونات، ورغم ذلك نسعى لإدخال المساعدات الممكنة، مشيراً إلى أن مصر قامت بتوفير سيارات إسعاف برفح لاستقبال المصابين وأن دول عربية أرسلت طائرات لنقل المصابين، قائلا: الفصائل الفلسطينية عديدة ونحن نتعامل مع جميع الفصائل ومن بينها "حماس" وذلك من خلال السلطة الفلسطينية فى رام الله".

 

 

 

 

 

 

وأوضح "شكرى" أن السيادة المصرية لن تقبل بأى تكرار متعمد من قبل بعض الأطراف من خلال الحديث عن إغلاق معبر رفح أو الحديث عن أن مصر محاصرة لغزة بإغلاقه لأن من يحاصر أهالى غزة هى إسرائيل، مؤكداً على فتح المعبر وفقاً للقوانين ولن نقبل بوجود أى اجنبى أو رقابة دولية بالقرب من رفح المصرية أو المعبر.

 

 

 

 

وعن الأوضاع الليبية قال وزير الخارجية، إن الجانب المصرى يرصد بدقة الأوضاع فى ليبيا ونتعامل معها بإحكام حدودنا الغربية ونثق فى قيام القوات المسلحة المصرية بحماية حدودنا ومنع نفاذ أى من عناصر الإرهابية استهداف زعزعة استقرار البلاد، لافتا إلى أنه يتوقع تشكيل حكومة ليبية جديدة لتكون بادرة لاستعادة هياكل الدولة لمواجهة التحديات التى تواجه بلادهم.

 

 

 

 

وأكد "شكرى" أن جيش مصر قادر على حماية البلاد وحدودها من داخل الأراضى المصرية فقط وليس خارجها، مؤكداً تفاعل مصر مع الأطراف الدولية فى حلّ الأوضاع الأمنية فى ليبيا إذا طرح الأمر دوليا أو دعم مؤسسات الدولة الليبية.

 

 

وأشار وزير الخارجية إلى أن مصر لم تتأخر فى التفاعل مع الموقف الليبى ونقوم بالتنسيق الدائم مع الأشقاء بشأن الأوضاع هناك، وهناك لجنة سياسية تتولها مصر ولجنة أمنية تتولها الجزائر وخططنا لمؤتمر إقليمى عن الأوضاع فى ليبيا، مشيراً إلى أن المشهد الأمنى فى العراق وسوريا وليبيا يؤثر على الأمن فى مصر.

 

 

وصرّح السفير سامح شكرى أنه تم إعادة أكثر من 6 آلاف مواطن من الأراضى الليبية إلى القاهرة، وخلال فترة قليلة سيتم إجلاء كافة المصريين العالقين على الحدود الليبية التونسية من خلال الجسر الجوى، مناشداً المصريين القائمين فى ليبيا بتجنب المناطق الدائر فيها الاشتباكات، مؤكداً استمرار الجسر الجوى بين مصر والحدود التونسية الليبية حتى إجلاء كافة المصريين .

 

 

 

 

ولفت "شكرى" إلى أن التدخل الأجنبى فى أى دولة دائماً ما يسبب اضطرابات المشهد السياسى والعسكرى ويؤدى إلى تعقيد الموقف داخل الدول، وأن تكرار سيناريو العراق وسوريا فى مصر صعب لأن "القاهرة" أثبتت خلال ثورتين قدرة الشعب على الحفاظ على وحدته واتحاد شعبه.

 

 

وأضاف، أن الاستقرار فى مصر هو شعاع ضوء لبقية دول المنطقة وانتخاب المؤسسات هو الذى حمانا من التشرذم، مضيفاً: "الشعب المصرى يدرك المخاطر المحيطة به ويعلم أن استمرار تضامنه وثقته فى جيشه التى يحمى البلاد من الانقسام والتشرذم".

 

 

وأشار وزير الخارجية إلى أن هناك انتشارا سريعا للعناصر والجماعات الإرهابية فى العراق، مشيرا إلى أن "بغداد" تحتاج إلى قرار توافقى سياسى من كل الأطراف لإعادة الاستقرار إلى أرضه.

 

 

وأكد الوزير أن التحديات التى تواجه المنطقة تجعل الصورة قاتمة، لكن قدرات الشعوب فى مواجهة التحديات التى تواجهه قادرة على تغيير الصورة، مؤكدا أن أمن الخليج جزءا لا يتجزأ من الأمن القومى لمصر، ونحن فى حالة تشاور دائم مع القيادات الخليجية لحماية أمننا المشترك، والحديث الدائر فى شأن الخليج فى إطار التفاهم ودعم مشترك لمقاومة التحديات والتعامل معها، حسبما ذكر.

 

 

وعن العلاقات المصرية الإفريقية وسد النهضة الإثيوبى، قال الوزير، إن هناك تشاور بين مؤسسات الدولة للاستعداد لعقد اللجنة الثلاثية لسد النهضة التى ستعقد نهاية أغسطس الجارى، مضيفاً: "لدينا استعداد ومرونة كبيرة لبناء الثقة مع إثيوبيا، ونأمل أن يعكس اجتماع أغسطس الروح الجديدة للبلدين".

 

 

وأشار الوزير إلى أن سقف التفاوض المصرى هو الحفاظ على حقها فى مياه النيل، ولن نتنازل عن ذلك من خلال التفاهم والتوافق مع جميع الأطراف، مشيراً إلى أن عودة مصر للاتحاد الإفريقى سيساهم كثيراً فى المفاوضات حول سد النهضة.

 

 

ولفت "شكرى" إلى أن الموقف المصرى يقرّ بحق إثيوبيا فى الاستفادة من سد النهضة وهدفنا هو التفاهم على تحقيق مصالح الطرفين، لافتا ألى أن عودة مصر للاتحاد الإفريقى سيعود بالنفع على المنطقة الإفريقية بأثرها.

 

 

وأوضح وزير الخارجية أن "الوكالة المصرية" للتنمية فى إفريقيا توفر المساعدات البشرية المصرية المؤهلة لدعم التنمية فى إفريقيا، موضحاً أن العلاقات المصرية السودانية أبدية وأزلية وهى التى تحدد العلاقة بين الدوليتين، والعلاقة لها خصوصية تستلزم التواصل إلى تفاهم، ومن الطبيعى أن يكون هناك اختلافا فى بعض الأمور، ولكن مصر والسودان تمثل عمقاً استراتيجياً للدولة الأخرى.

 

 

وقال إن زيارة الرئيس السيسى للسودان حققت أهدافها بشكل جيد والرئيس السودانى البشير مرحبا به فى القاهرة فى أى وقت.

 

 

وانتقد سامح شكرى وزير الخارجية، تصريحات الرئيس الأمريكى أوباما بشأن الأحكام الصادرة فى حق صحفى الجزيرة، قائلاً: "إن الدولة الديمقراطية القائمة على الحكم الرشيد يجب أن تحترم القانون والفصل بين السلطات، مؤكداً أن السلطة القضائية مستقلة لا يتدخل أحد فى شئونها".

 

 

وأضاف، أن الخروج على القانون اجراء استثنائى غير مقبول، لافتا إلى أن الكثير من أحكام الإعدام صدرت غيابيا والمحكوم عليه له الحق فى الطعن على الحكم والقضاء المصرى مشهود له بالكفاءة والاستقلال.

 

 

وتابع "شكرى": أحيانا لا يوجد رغبة لدى البعض من المجتمع الدولى فى تلقى الملعومات التى تصدر من مصر لتحقيق مصلحة سياسية لا تتوافق مع مصلحة الشعب المصرى.

 

 

وأكد وزير الخارجية، أن تصريح أمريكا الأخير بشأن تسليح إسرائيل واستخدام الأسلحة الثقيلة ضد المتظاهرين مستهجنة ومرفوضة وغير مقبولة وبعيدة عن الواقع، مضيفاً: "أعتقد أن التصريحات لا تعكس أزمة فى العلاقات وإنما هو عدم توفيق من صاحب التصريح، ولابد من التواصل والتفاهم المستمر مع جميع الدول بما فيها أمريكا، وأزمة غزة تؤكد أهمية الحفاظ على صلات وثيقة مع وشنطن.

 

 

واستطرد قائلاً: "العلاقات الدولية تقوم على المصالح المشتركة والواقعية وليس على العواطف والمشاعر، مشيراً إلى أن هناك تطورات فى استئناف المساعدات الأمريكية لمصر وننتظر إصدار قرار، ومصر عاشت قبل المساعدات وستعيش بعد المساعدات ودائماً الشعب المصرى هو الذى يقود مسيرته.

 

 

وعن العلاقات المصرية الروسية قال وزير الخارجية، إن روسيا دولة كبيرة ولدينا علاقة تاريخية معها ونسعى لسياسات خارجية متوازنة، وعلاقتنا مع شركائنا الأوروبيين متطورة الهدف منها الحفاظ عليها والدفع بها للأمام، مضيفاً: "الصين تؤسس علاقتها مع مصر فى إطار خاص تحددها لعدد محدود من الدول، وعلاقتنا مع العالم كله لا تقوم على التضاد أو التنافس وإنما فى إطار التفاهم وتحقيق المصالح المشتركة، ولا تعارض فى العلاقات الثنائية مع أمريكا وروسيا وإنما تبادل للمنافع والمصالح".

 

 

وأكد الوزير أن الدولة لديها اهتمام بالقدرات الخاصة للقوات المسلحة واحتياجاتها، ومن الطبيعى أن يكون لمصر علاقات متنوعة مع كافة الأطراف.


مقالات مشتركة