جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   16/12/2014

بشار الأسد يكشف تدخلات حماس فى شئون بلاده.. الرئيس السورى: رفضنا عرض الحركة للتقارب مع الإخوان.. خالد مشعل انتهك السيادة بلقاء حمد بن جاسم على أرضنا

كتب..تامر سيمون 

 

 

 

كشف الرئيس السورى بشار الأسد، فى اجتماع مع رؤساء الجالية الفلسطينية فى أوروبا، على هامش المؤتمر الثالث للجاليات الذى عقد فى دمشق، بداية الشهر الجارى، تفاصيل التوتر الذى تعيشه علاقات سوريا بحركة حماس، والقطيعة التى انتهت إليها.

 

وقالت شبكة "فلسطين برس" التى نقلت تفاصيل الاجتماع، إن الرئيس السورى أكد أن "حماس" حاولت التوسط بين النظام السورى والإخوان المسلمين، إلا أن الحكومة السورية رفضت الوساطة. وخلال اللقاء، الذى استغرق ساعات، تحدث بشار الأسد بإسهاب عن حركة حماس وعن منظمة التحرير، فقال: "نحن فى سوريا ومنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية فتحنا الأبواب أمام الفلسطينيين، وقدمنا لهم ما نقدر عليه، والأهم هو أن الفلسطينيين كانوا يشعرون بأنهم يعيشون فى وطنهم".

 

وتابع: "اتفقنا واختلفنا مع القيادات الفلسطينية فى مراحل مختلفة، ومن حين إلى آخر، ولكن لم يقع فراق أو قطيعة مع أى طرف فلسطينى، مضيفا، أنه فى عام 1999 وبعد طرد قادة حماس من الأردن فتحنا الأبواب لهم بالرغم من تجربتنا المريرة مع الإخوان، وقلنا إن من يطارَد ويحاصَر إسرائيليا فأبواب سوريا مفتوحة أمامه مهما كانت معتقداته".

 

وذكر "الأسد" أن سوريا قدمت لحركة حماس كل التسهيلات، وكل الإمكانات فى سبيل القضية الفلسطينية، وتابع: "سوريا تعرف أنهم امتداد للإخوان المسلمين السوريين الذين اشتبكنا وتصارعنا معهم طويلا، لكن ومن منطلق وطنى فصلنا ما بينهم وما بين الجماعة، وتعاملنا معهم على أنهم مقاومون فلسطينيون أصحاب قضية"، وتابع: " كانوا يتغنون دوما بمواقف سوريا الوطنية والقومية، وقلنا لهم إن سوريا تقوم فقط بواجبها القومى والوطنى، فقد مورست الضغوطات والحصار علينا منذ تلك اللحظة لاحتضاننا حماس".

 

وأشار الرئيس السورى، إلى أنه بعد غزو العراق وسقوط بغداد، جاء الأمريكان مهددين ومحذرين من أن القوات الأمريكية وقوات التحالف، فى طريقها إلى سوريا والكرة الآن فى ملعبكم، والمطلوب منكم فقط، هو طرد حماس من سوريا.

 

وتابع، "رفضنا ذلك وثبتنا على مواقفنا بالرغم من الوضع السورى الضعيف فى تلك المرحلة، لقد جاءنا الناصحون والأصدقاء من كل جهة وصوب يحذروننا ويقولون لنا: "لا تدمروا سوريا. أخرجوا حماس من سوريا. ومع ذلك رفضنا ذلك بإصرار وقوة وكل ذلك كان من منطلق إيماننا بالقضية الفلسطينية".

 

ولفت إلى أن حماس تواجدت فى سوريا، وعملت بكل حرية وانفتاح، ووجدت المأوى الآمن لها، وقدمنا لهم تسهيلات لم تقدم فى تاريخ سوريا لأى طرف كان. وتابع الأسد: "فى أحد لقاءاتى سابقا مع خالد مشعل، جاء وطرح على أن قيادة حماس ومن منطلق "سد الدَّين" لسوريا فإنهم فى الحركة، يستأذنوننا بأن يبدأوا ببذل جهود مع حركة الإخوان المسلمين السوريين لعمل مصالحة مع الدولة السورية وأنهم "أى حماس" قادرون على ذلك، ولمسوا إيجابية كبيرة من قبل الإخوان السوريين تجاه جهدهم هذا".

 

وأضاف بشار الأسد: "قلت لمشعل: أنت فلسطينى ومقاوم، وأطلب منكم بألا تتدخلوا فى الشؤون الداخلية لأى بلد عربى، مشكلتنا مع الإخوان شأن داخلى سورى لا تزجوا بأنفسكم به، عليكم أن تحافظوا على هدف أوحد، وهو أن يكون الجميع معكم، لا تخسروا طرفا على حساب طرف آخر؛ فقضيتكم بحاجة لجهد الجميع، فلا أرى أنه من الضرورى أن تتدخلوا بالشؤون الداخلية لأى بلد، ولا نطلب منكم رد الجميل على مواقفنا تجاهكم، فما قمنا به هو واجب وحق علينا تجاه القضية الفلسطينية".

 

وأشار إلى أنه أكد على مشعل ضرورة أن يكفوا عن ذلك، مبينا: "قلت له إن الإخوان المسلمين فى سوريا، مواطنون سوريون أولا وأخيرا، فإن القوانين والأنظمة هى التى تفصل بيننا. لا أريد ان أطيل عليكم فى هذا الشأن، ولكن أريد أن أنقلكم لبداية أحداث الأزمة السورية".

 

وأضاف الرئيس الأسد: "أتذكر أن مشعل كان قد التقى مع أحد الإخوة المسؤولين فى هذا البلد، قبل بداية الأزمة السورية، وعقب أحداث تونس، وخلال الأحداث فى مصر، وقال له إننا فى حماس نتوقع مؤامرة أمريكية إسرائيلية على سوريا، وأنهم يفكرون بضرب محور المقاومة، ونتوقع أن تكون سوريا، كونها رأس الحربة فى هذا المحور، أن تتحول إلى هدف، ونحن ومنذ الآن وبلا تردد أو تفكير، نعلن وبصراحة أننا سنكون الجنود الأوفياء لسوريا فى هذه المعركة التاريخية".

 

وتابع: "مع بداية الاحتجاجات الشعبية والاحداث فى بعض المدن السورية التقيت بمشعل على رأس وفد من حماس وكان أكثر تطرفا منى، ومن القيادة السورية؛ فقد طالبنا أن نقمع وأن نصفّى هذا الحراك بكل قوة لأنه عنوان مؤامرة دولية ضد سوريا".

 

وقال مشعل يومها: "لا تأخذكم بهم رحمة إنهم عملاء لأمريكا ولإسرائيل، مؤكدا على مواقفه بأن الدفاع عن سوريا الآن، هو دفاع عن فلسطين، وأعلن استعداده وحركته، بأن يكونوا الجنود الأوفياء لسوريا، وقت الطلب منهم ذلك. وقال مشعل إن حركة حماس ومن أجل ذلك شرعت باتصالات ومراسلات مع أطراف عديدة لتوضيح هذه المؤامرة الكبيرة التى تتعرض لها سوريا".

 

 وأوضح الأسد: "نحن لم نكن واثقين أو مطمئنين لموقف حركة حماس فعندنا من كان يحذر من دور ربما يكون معدا لهم، وقال تواصلت الأحداث ويوما بعد يوم كنا نرصد تدخلات لعناصر من حركة حماس فيما يجرى فى سوريا واعتقلنا بعض هؤلاء، وأطلقنا سراحهم بعد أن جاء إلينا قادة من حماس يستنكرون ذلك، ويقولون لنا إنها حالات فردية، وأذكر هنا حدثا واحدا وهو أن ابنة خالد مشعل وزوجها كانا قد ضبطا بعملية نقل أسلحة مستغلين الحصانة التى كانت ممنوحة لقيادة الحركة، فقمنا باعتقالهما وأطلقنا سراحهما فيما بعد، وكنا نقول لعل وعسى".

 

وأكمل الرئيس السورى بشار الأسد حديثه: "للحقيقة، لا بد من الإشارة هنا إلى أن حماس تمكنت، فى بادئ الأمر، من خداع بعض حلفائنا الإقليميين وكانوا يثقون بها وبصدق مواقفها، وكنا نطلعهم أولا بأول على كل تدخلات وتجاوزات حماس، لكن المصيبة الكبرى أن حماس حاولت استغفال الدولة السورية، وتحت عنوان التعاون والحرص على سوريا كانوا يزودوننا بتقارير أمنية مخادعة ومضللة".

 

وقال الرئيس السورى: "عند هذه اللحظة أدركنا بأن بعض قادة حماس هم شركاء أساسيين فى ما يجرى بسوريا، ولكن لم نعلن ذلك، وبقى الوضع على ما هو عليه، ولكننا كدولة سورية أصبحنا نتعامل معهم كطرف متآمر على سوريا وضبطنا وتابعنا تحركاتهم وتدخلاتهم، وهناك من أتانا من أبناء حماس الأوفياء على الأراضى السورية ليخبروننا بما تقوم به الحركة ضد سوريا"، مضيفا، "ومع هذا لم نتعامل معهم بالعلن كما هو موقفنا بالسر، إلى أن جاء وزير خارجية قطر السابق، حمد بن جاسم، على رأس وفد من الجامعة العربية، فى مهمة إلى سوريا لنفاجأ بلقاء يعقد بين خالد مشعل وحمد فى السفارة القطرية فى دمشق، وكان حمد فى تلك المرحلة على رأس الحملة ضد سوريا".

 

وقال الأسد: "استدعت الدولة مشعل، أبلغته بشكل حاد أن هذا اللقاء فيه تجاوز لأدب الضيافة والبروتوكول والاحترام، فقد كان الأولى به أن يتصل بالدولة، ويقول إنه دُعى للقاء وزير خارجية قطر أو أنه يرغب لقاءه، ولكن هذا لم يتم، وتصرف الطرفان وكأن الارض السورية مستباحة"، مضيفا انه عند تلك اللحظة بدأ بشكل واضح ومعلن رصد تدخلات حماس. وأكد فى اللقاء: "أؤكد لكم أن ما شهده ويشهده مخيم اليرموك، وبعض المخيمات الفلسطينية الأخرى لم يفاجئنا، وكنا نتوقعه، فمنذ البداية أدركنا أن هناك شيئا يعد للمخيمات، وكانت حماس هى الجهة التى تعمل من أجل ذلك، وخوفا من فتح معارك جانبية ارتأينا أن نفوت الفرصة عليهم منذ البداية، حتى لا يكون الحديث عن صراع فلسطينى سورى، وهذا ما كان يعد له داخليا وخارجيا. نحن لم نطلب من أى طرف فلسطينى الوقوف معنا أو الانحياز لنا، وكنا حريصين على أن يبقى الفلسطينيون كذلك".

 

وقال: "السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وبالرغم من فتور علاقتنا بهم فى المرحلة التى رافقت أحداث سوريا لم نطلب منهم الانحياز لنا، وكذلك لم ننتقدهم لحياديتهم ورأينا فى موقفهم انتصارا لقضيتهم وهذا حقهم ولكن ما يثلج صدرنا أن الفلسطينيين أنفسهم كانوا من أكثر الجهات والشعوب الذين التقطوا حقيقية المؤامرة التى تعد لسوريا؛ فما حصل ويحصل لما يكن هدفه النظام فهذا كذب وافتراء الهدف هو تدمير سوريا انتصارا لإسرائيل، هكذا نظر الفلسطينيون لذلك، وهم محقون وبكل فخر أقول إن الشعب الفلسطينى قد سبق كل الشعوب فى فهم ذلك، وحتى الشعب السورى نفسه.

 

ولفت إلى أن الوطنيين الفلسطينيين وعلى رأسهم منظمة التحرير والرئيس عباس أدركوا حجم هذه المؤامرة، وأن سقوط سوريا هو سقوط للقضية الفلسطينية".

 

 وقال بشار الأسد: "أنا الآن فى غاية السرور باستضافتكم وكذلك فى غاية السرور بأن معركة سوريا، أسقطت القناع بشكل سافر وواضح عن تيار الإسلام السياسى، الذى لا يؤمن لا بوطنية ولا بقومية، وإنما يؤمن فقط بمصالحه الذاتية، ويسعى لها مهما كان حليفه فلا قيم ولا أخلاق ولا مبادئ، ولا صدق ولا وفاء، إلا أنه رغم ما حصل كان جيدا للأمة العربية بأسرها"، مضيفا: لا تنخدعوا بالإعلام، ومواقف الدول؛ فالكل يهرول الآن إلى سوريا، من أجل علاقات من تحت الطاولة، ولكن موقف سوريا هو العلاقات المكشوفة، ومن خدع وتآمر على سوريا عليه أن يعلن ذلك صراحة وعلانية، لأنه بذلك سيكون عبرة للآخرين".


مقالات مشتركة