جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   20/01/2015

الرئيس: ثقتى فى المصريين كبيرة.. أراهن على وعيهم بانتخابات البرلمان.. وعلاقتنا بواشنطن استراتيجية.. لا نسمح بأى تقسيم لسوريا.. ونؤيد الحل السياسى للأزمة

كتب..هدير لطفى

 

 أكد الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقياد الشيخ خليفة تنتهج سياسة الحكمة والاعتدال فى علاقاتها مع الجميع، مؤكدا أن العلاقات مع واشنطن استراتيجية .

 

وأضاف فى حوار شامل أجرته معه صحيفة الاتحاد الإماراتية "أن قوة الروابط الإماراتية المصرية نابع من أواصر الود بين الشعبين".

 

 وأكد الرئيس السيسى أن العلاقات الإماراتية - المصرية قديمة وعريقة منذ عقود ويجب أن نعترف بأن قادة الإمارات منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه إلى هذا اليوم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى رعاه الله والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة يتميزون بالاعتدال والحكمة فى العلاقات مع الجميع حتى مع من يختلفون معه، لذا فإنه من السهل أن يتم التواصل والعمل بنجاح شامل .

 

 وفيما يلى نص الحوار: -     

 

فخامة الرئيس «خلوا بالكم من بلدكم»، بهذه العبارة تبدؤون لقاءاتكم وبها تنتهون، فإلى ماذا ترمى بذلك؟ يجب أن يعرف كل مواطن ومواطنة فى بلده ما يحدث من حوله، ويجب أن ننتبه لدولنا، فقد يسعى البعض للبناء، ولكنه فى سبيل ذلك قد يهدم الكثير، كما حدث فى بعض الدول العربية، والتجربة أمامنا اليوم ولا يمكن أن نقول إننا لم نكن نعرف، فيجب أن نعزز السلام والاستقرار فى دولنا وأن ندعم التنمية، وفى سبيل حلم البناء لا يجب أن نقع فى خطأ الهدم من أجل البناء، لأن الثمن سيكون غالياً، فأى دولة يمكن أن تعانى بسبب نفسها، وهناك دول عربية كادت تقع فى حروب أهلية.

 

 -          سيادة الرئيس الكل فى العالم يعرف عمق العلاقات الأخوية بين الإمارات ومصر، وأن هذه العلاقات التاريخية ازدادت رسوخاً وقوة بعد ثورة الثلاثين من يونيو فى مصر، نود من سيادتكم أن تحدثنا عن خصوصية هذه العلاقات وما الذى يجعلها فى هذا المستوى المتميز؟

 

 العلاقات المصرية الإماراتية قديمة وعريقة منذ عقود، ولكن يجب أن نعترف بأن قادة دولة الإمارات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى هذا اليوم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، رعاه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يتميزون بالاعتدال والحكمة حتى مع من يختلفون معه، لذا فإن من السهل أن يتم التواصل والعمل بنجاح مع دولة الإمارات، وما تحققه الإمارات ومصر اليوم من إنجازات يشهد لها الجميع يرجع إلى هذا النهج الإماراتى الفريد من نوعه.

 

 

ومن الواضح أن علاقة الإمارات مع مصر ومع غيرها تقوم على مبدأ معاونة الأصدقاء فى الأزمات وفى الرخاء، والعلاقات بين الدول لا تقوى بالمساعدات فقط، وإنما بالود والعلاقات الجيدة وهذا ما تتميز به الإمارات، وبالتالى، فإن سياستها تكون ناجحة، بالإضافة إلى قوة العلاقة بين الشعوب، فهذه العلاقة تقوى العلاقة بين الدول، وهذا ما يميز شعبا مصر والإمارات، حيث يتميزان بقوة أواصر العلاقة والود المتبادل.

 

 

 -          ماهى الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى، مصر المستقبل، الذى سيعقد فى مدينة شرم الشيخ خلال شهر مارس القادم، وما هى توقعاتكم بعد هذا المؤتمر؟

 

نَود أن نوصل رسالة إلى كل مستثمر مفادها «أنكم تستثمرون فى بلدكم»، وندرك أنه فى الماضى لم يكن هُناك رضا عن المناخ الاستثمارى فى مصر، ولكننى اليوم أؤكد للجميع أن المناخ الاستثمارى فى مصر سيكون جيداً جداً، وسيكون هذا المؤتمر فرصة لعرض التوجه الاقتصادى للحكومة ولصياغة مشاركات فاعلة فى عدد من القطاعات من خلال خريطة استثمارية موحدة لمصر.

 

 

 جزء من الجهد الذى نبذله هو أننا نطمئن المستثمرين ونؤكد لهم أن هناك فرصاً كبيرة فى مصر، وكما نؤكد دائماً أن عوائد الاستثمار فى مصر تعتبر من الأعلى فى العالم، كما أن جميع مجالات الاستثمار فى مصر متاحة وبشكل كبير جداً سواء فى مجال الطاقة أو السياحة، وجميع فرص الاستثمار الصناعى أو الزراعى متاحة، فهُناك ملايين الفدادين يتم إعدادها للاستثمار الزراعى خلال السنوات المقبلة.

 

 

كما أن هناك العديد من الاتفاقيات للإعفاء من الرسوم الجمركية مع بعض الدول الأفريقية، وبشكل عام فإن العمل يجرى لأن تكون الإجراءات الاستثمارية «أسرع وأسهل».

 

 

 -          هُناك حديث يتردد كثيراً عن مبادرة مصرية أو مقترحات مصرية بشأن التوجه إلى حل سياسى للأزمة السورية، وقد اجتمع وفد كبير يمثل أطياف المعارضة السورية كافة بالقاهرة ورأينا ما يشبه التوافق على أن الحل فى سوريا لن يكون عسكرياً، ولابد أن يكون سياسياً، فماذا ترون سيادتكم من آفاق مستقبلية لحل هذه الأزمة؟ لدى جمهورية مصر العربية ثوابت لا نحيد عنها، وهى أن نحافظ على بلداننا وعلى الأمن القومى العربي، وفيما يتعلَّق بسوريا، مهم جداً بالنسبة لمصر أن نحافظ على أمن ووحدة سوريا، وأن لا نسمح بأى انقسام وتقسيم لهذا الجزء المهم من جسد الأمة العربية.

 

 

لِذا نرى أن يتم حل الأزمة السورية بشكل سلمى ومن خلال الحل السياسي، فما يحدث فى سوريا اليوم ليس من مصلحتنا أبداً، ويجب أن يكون هناك عمل جاد من أجل إنهاء الأزمة هُناك، ولا بد من موقف واضح من الجماعات الإرهابية والمليشيات التى تتسبب فى تفاقم الأزمة السورية.

 

 

 -          وهل ترون أن الرئيس بشار الأسد سيكون جزءاً من الحل السياسى؟

 

الرئيس المصرى: إذا ما تم الاتفاق والتوافق بين جميع الأطراف، وما دام سيكون هناك حوار بين النظام والمعارضة، فأعتقد أن وضع الرئيس بشار الأسد سيكون جزءاً من عملية التفاوض والاتفاق.

 

 

-           هناك انزعاج كبير فى مصر بالتأكيد مما يحدث فى دولة الجوار ليبيا، وحتى الآن ما زالت اجتماعات دول جوار ليبيا بلا جدوى ملموسة على الأرض، كما أن المجتمع الدولى يقف عاجزاً أمام ما يحدث هناك، وكنتم سيادتكم أول من حذّر من وجود مراكز كبيرة لتدريب وتجميع الإرهابيين فى جنوب ليبيا وتبعتكم فى ذلك دول عدة مثل فرنسا، فماذا ترون من حلول للأزمة الليبية؟ تلك الأزمة التى تهدد دول الجوار، وهل هُناك تنسيق عربى فى هذا الشأن؟

 

رؤيتنا للوضع الليبى لا تختلف كثيراً عن الوضع السوري، فأمن الشعب الليبى هو الأهم ووحدة ليبيا وعدم تقسيمها ما يهمنا ويهم جميع العرب، نريد فى ليبيا أن نصل إلى حل سياسى سلمي، ومن جهتنا ندعم خيار الشعب الليبى فى اختيار البرلمان ومن خلال البرلمان.

 

 

 ندعم الحل السياسى والسلمى فى ليبيا، ولتجاوز هذه الأزمة لا بد فى هذه المرحلة أن ندعم دور الجيش الوطنى الليبى، ولا بد من العمل من أجل منع وصول الأسلحة والذخيرة إلى الأطراف المتصارعة وإلى الجماعات الإرهابية داخل ليبيا.

 

 

ونؤكد أن ليبيا بحاجة إلى جهد دولى لإعادة الاستقرار فيها، ففضلاً عن الدور العربى ودور دول جوار ليبيا، فإن على المجتمع الدولى أن يقوم بدوره تجاه إنهاء الأزمة فى ليبيا.

 

 

 -          هُناك مد وجزر فى العلاقات المصرية - الأمريكية منذ ثورة الثلاثين من يونيو، فمرة تبدو هُناك انفراجة وتفهم أمريكى لما يحدث فى مصر ومرة تعود الجفوة وسوء الفهم، نود أن نعرف من سيادتكم توصيفاً للعلاقات المصرية - الأمريكية الآن.

 

 

علاقة جمهورية مصر العربية بالولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية ومهمة، وفى العلاقات بين الدول لا يمكن أن يكون هناك اتفاق على كل شيء، واتفاق دائم، والخلاف يمكن أن يحدث، لكنه ينتهى عندما تتضح الأمور، وحسب ما نرى فإنَّ التفهم الأميركى للوضع المصرى يتحسن وفى تقدم مستمر.

 

 

 -          نود من سيادتكم الحديث عن ملف العلاقات المصرية مع روسيا، ونعلم أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سيزور القاهرة خلال أيام، وأن سيادتكم قمتم بزيارة للصين فى الأيام الماضية، وهل لنا أن نسأل عمَّا يتردد عن أن التقارب المصرى الروسى سيكون على حساب العلاقات المصرية - الأمريكية.

 

 

مصر تدير علاقاتها بشكل متواز مع الجميع، ولا تتبع لا سياسة الاستقطاب ولا سياسة المحاور، والعلاقة مع روسيا ليست جديدة ولن تكون على حساب العلاقة مع الولايات المتحدة أو غيرها.

 

 

انتخابات البرلمان المصرى (مجلس النواب) تدق الأبواب لتكتمل بنود خارطة الطريق التى وضعتها ثورة الثلاثين من يونيو، وهناك خشية غير خافية من جانب قطاع كبير من المصريين والعرب الذين يتطلعون إلى استقرار مصر من تسلل جماعة الإخوان والجماعات المتطرفة الأخرى إلى البرلمان القادم عبر الصناديق، فهل هذا التخوف فى محله؟ وهل هناك ضمانات تشريعية وسياسية لمنع تسلل هؤلاء إلى برلمان مصر القادم؟

 

رهان مصر فى الانتخابات المقبلة على الناخب وعلى وعيه، والانتخابات البرلمانية مقبلة وندرك أنه ستكون لها إيجابياتها وسلبياتها، ولكننا سنخوضها ونراهن على وعى المواطن المصرى الذى مر بتجربة مهمة خلال الأعوام الأربعة الماضية، وندرك أنه أصبح مدركاً تماماً لما هو صواب وما يصب فى مصلحة وطنه وما قد يشوبها.

 

 

وكذلك نود من سيادتكم إطلاعنا على طبيعة وشكل الاحتفالات القادمة بذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، وهل يمكن أن تطمئنونا عن أنه لم يحدث ما يعكر الصفو خلال هذه الاحتفالات؟

 

ستكون هناك احتفالات ونحن نستعد لهذا اليوم المهم فى تاريخ مصر، ونحن مطمئنون دائماً لأن ضمان الاستقرار فى مصر قائم على وعى الشعب المصرى وثقتى فى الشعب المصرى كبيرة، والشعب المصرى أهل للثقة.


مقالات مشتركة