جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   15/05/2015

شيخ الأزهر: الحركات المسلحة لا تعبر عن روح الإسلام.. قَصر الجهاد على حمل السلاح اختزال للدِّين.. والجهاد فرض كفاية في ظل وجود القوات المسلحة

كتب..محمد عادل

 

 أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن الحركات المسلحة أيا كان اسمها أو اللافتة التي ترفعها، لا تعبر عن روح الإسلام وصحيح الدين.

 

وأضاف الطيب، خلال حديثه للتليفزيون المصري، الذي سيذاع اليوم الجمعة على شاشة القناة الأولى، أن الجهاد في الإسلام كلمة مطلقة تعني بذل المجهود في سبيل الله.

 

وأشار شيخ الأزهر، إلى أن جهاد الشيطان وجهاد النفس، لا يقلان شأنًا عن القتال، وهناك جهاد بالحجة والبرهان، وبالمال، وبالتَّصدي للفقر والجهل والمرض وصرف الناس عن دين الله؛ لأنَّها تهدم مباشرةً المقاصد الكُلية للشريعة الإسلامية، وهي: "حفظ الدِّين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ المال، وحفظ العرض".

 

وأوضح أنه لا يجوز مقاتلة الأعداء إلا إذا رفعوا السلاح، لقوله تعالى (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ)، ولم يقل سبحانه (وقَاتِلوا فِي سبِيل اللَّه الَّذِين يخالفونكم في الدِّين)، وقال: "وإنْ كان قتال المخالف للعقيدة موجودًا في كتب مقدسة أخرى، ومِن الأسف أنه لا أحد يتحدَّث عن هذه الكتبِ، وإنما هم متفرِّغون فقط لنقدِ الإسلام بعد تأويل آيات القرآن تأويلًا فاسدًا".

 

وأشار الطيب، إلى أنَّ الجهاد بمعنى القتال تارةً يكون فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقين، كصلاة الجنازة، ويكون فرض عين، كالصلاة والصوم، وذلك إذا هجم العدوُّ على بلدٍ مسلمٍ ودخله، وأمعن في القتل والتخريب والترهيب، فحينئذٍ يكون القتال واجبًا على كلِّ فردٍ مكلَّفٍ من أفراد هذا البلد، لأنه أصبح أمام خطر داهم.

 

وأضاف أنه إذا كان للجهاد وزارة للدفاع ترتب أموره، ولديها محاربون مُدرَّبون على مواجهة العدو، فإنه في هذه الحالة يكون فرض كفاية، فلا يجب على الجميع، وإنما على المدربين والمؤهلين لملاقاة العدو.

 

ولفت إلى أنَّ إعلان الجهادِ وترتيب أموره خاصٌّ بوليِّ الأمر ومَن يُنيبه، وبالمصطلحات الحديثة هو حق الحاكم على وزارة الدفاع، وقال: "لا يمكن في عصرنا هذا إعلان الحرب خارج وزارة الدفاع أو خارج دائرة الحكم، ولا يجوز لأيِّ شخصٍ أو أيِّ جماعة حركيَّة أنْ تُجيِّش جيشًا وتخرج عن هذا النطاق".

 

وأكد شيخ الأزهر، أن قَصر الجهاد على حمل السلاح اختزال للدِّين، مشددا على أن الحركات المسلحة أيًّا كان اسمُها، لا تعبر عن روح الإسلام وصحيح الدِّين.

 

ولفت الإمام الأكبر، إلى أنَّ طريق الدعوة إلى الله لم يحدده النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ - ولا العلماء، وإنما حدَّده القرآن الكريم في نصٍّ صريحٍ يقول فيه المولى سبحانه: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.

 

وأشار إلى أنه ليس أمام المسلم إلا وسيلةٌ من ثلاث وسائلَ يبلِّغ بها رسالة الإسلام، وهي: الحكمة التي تعني الحجة والبرهان، ثم الموعظة الحسنة التي تُلين القلوب، وبها معطياتٌ عاطفية تزيِّن للإنسان الإيمان، ثم الحوار شريطة أن يكون بالتي هي أحسن، فإذا لم يستجب المدعوُّ فدعه وشأنه ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾.

 

وأضاف أن هذا يؤكد أنَّ الإسلام لم يضع في أذهان المسلمين في يومٍ ما أن ينشروا دينهم بقوة السلاح؛ لأنَّ الإسلام يؤمن بأنَّ العقائد لا تُفرض، وإنما الاقتناع بالحجة والبرهان، كما أنَّ الإسلام حرَّم ترويع الناس أيًّا كانت معتقداتهم، ويكفي في تحريم ذلك قول النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ: (منْ أشارَ إلى أخيهِ بحديدةٍ، فإنَّ الملائكةَ تلعنُهُ حتَّى ينتهيَ، وإنْ كان أخاه لأبيهِ وأُمِّهِ".


مقالات مشتركة