![](https://www.soutalmalaien.com/uploads/1696273235_688722a0201621b77af2.png)
كتب..اسلام علي
التقى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، جان فريدريك بواسون نائب رئيس لجنة القانون في المجلس الوطني الفرنسي، ورئيس الحزب المسيحي الديمقراطي؛ للوقوف على حقيقة بعض القضايا التي ثار حولها جدل في الآونة الأخيرة، باعتبار الأزهر أكبر مؤسسة إسلامية في العالم، ويمتلك رسالة يمكن توجيهها لتوضيح الكثير من الأمور.
وقال وكيل الأزهر: إن الأزهر الشريف يمتلك رسالة إنسانية مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، تهدف إلى خدمة البشرية جمعاء.
وذكر شومان، أن الأديان السماوية تقف جميعها صفا واحدا في مواجهة التطرف والإرهاب والعنف، لكن المشكلة الحقيقية التي نعاني منها هي فهم النصوص والتفرقة بين مصطلح العنف ورد العدوان أو الدفاع عن النفس ومعاقبة المعتدي، ففي جميع الأديان فإن الدفاع عن النفس ورد العدوان أمر مشروع، لكن وفق ضوابط وشروط.
وعن موقف الأزهر من الجماعات المتشددة، قال وكيل الأزهر: إن الأزهر الشريف يحرص دائما على قطع الصلة بين الفهم الصحيح للإسلام والجماعات التي تتبنى العنف والإرهاب منهجا، ونبين للجميع أن أفعال هؤلاء لا علاقة لها بالدين الصحيح وإنما ترجع لأهداف سياسية.
وأوضح أن النصوص التي تستخدمها داعش في الحرق والقتل إما مدسوسة ولا علاقة للشريعة الإسلامية بها، وإما أنهم يؤولونها وفقا لأهوائهم.
وأضاف أن هناك معالجة خاطئة من كثير من الدول ومن بينها فرنسا، في مواجهة أفكار المتشددين، تكمن في إفساحها المجال لأصحاب الخطاب المتشدد للتصدي للدعوة وعدم الاستعانة بالمؤهلين الحقيقيين على توجيه الخطاب الصحيح وهم علماء الأزهر، فكم داعية أزهريا في فرنسا مقارنة بعشرات وربما مئات من المتشددين الذين يتصدون للخطاب الدعوي في أوربا، نافيا توقف العنف مادامت هذه الأفكار موجودة، وخير دليل على ذلك أن التحالف الذي شكل لمواجهة تنظيم داعش لم يصل إلى النتائج المرجوة من القضاء على هذا التنظيم بل وجدناه يزداد قوة، بل تناقلت بعض وسائل الإعلام أخبارا تؤكد أن هجمات التحالف زودت داعش بالسلاح.
وفي رد على سؤال لرئيس الحزب المسيحي الفرنسي: "هل ترى أنني كمسيحي كافر تستحل قتلي وأخذ مالي؟"، قال وكيل الأزهر: "لا تجيز شريعتنا قتلك ولا أخذ مالك، بل تراك وغيرك من المسيحيين واليهود وغيرهم غير المعادين للمسلمين".
وتابع: "دماءكم وأموالكم حرام كدماء وأموال المسلمين، وأن المعتدي عليكم كالمعتدي على المسلم يعاقب بنفس العقوبة المقررة في حال اعتدائه على دم أو مال مسلم، ويكفي أن أخبرك بحديث واحد عن رسولنا يجيب على سؤالك وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين خريفا"، والمعاهد هو غير المسلم الذي بينه وبين المسلمين أمان، وقد أمرنا رسولنا بحسن معاملة غير المسلمين وأوصانا كمصريين بأقباط مصر".
وقال وكيل الأزهر: إن المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة هي التي جاءت في الشريعة الإسلامية، فقد أعطى الإسلام للمرأة حقوقا وكفل لها حرية تامة واستقلالية في ذمتها المالية واختيار زوجها، وجعل لها حقا في الميراث، بل جعلها في كنف الرجل يرعاها طفلة وزوجة وأما، أي من ولادتها إلى أن تموت، والمرأة في الإسلام لا تقل شأنا عن الرجل.
وفي ختام اللقاء، قال نائب رئيس لجنة القانون في المجلس الوطني الفرنسي ورئيس الحزب المسيحي الديمقراطي: إنه كبرلماني فرنسي لا يمكن أن يوجه النقد للبرلمان خارج بلاده، لكنه ليس سعيدا بالطريقة التي تتعامل بها الحكومة الفرنسية مع تنظيم داعش، وهناك قرارات كثيرة لم تتخذ لوقف تمدد داعش، منها فتح التحقيق في قضية شراء البترول من داعش.
وشكر وكيل الأزهر؛ لتوضيحه لكثير من الأمور التي تخفى عليه وعلى زملائه في البرلمان الفرنسي، وتمنى أن يراه وغيره من علماء الأزهر في باريس لتوضيح هذه الأمور.