جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   22/11/2016

مرصد الإفتاء يحلل موقف الجماعات الإرهابية.. داعش ينفذ استراتيجية النكاية والإنهاك.. والعنف ضد مسلمي بورما يدفعهم للتطرف

كتب..ايمان محمد

 

 أصدر مرصدا دار الإفتاء «التكفيري» و«الإسلاموفوبيا» تقريرين عن تنظيم داعش الإرهابي، والآخر يستنكر العنف ضد أقلية الروهينجا ببورما ويدعو المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدوره في حماية المسلمين هناك.

 

ودعا مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر من احتمالية هروب مقاتلين من تنظيم "داعش" إلى الدول الجوار هربًا من كثافة وقوة العمليات الموجهة ضدهم في سوريا والعراق وليبيا.

 

وقال المرصد إن استراتيجيات التنظيم المعلنة تشير إلى أنه يسعى دومًا إلى إيجاد مناطق ارتكاز وتجمع، ليعلنها ولاية تابعة للخلافة المزعومة، فإذا فقد مناطق الارتكاز تلك، فإنه يتحول إلى استرايجية النكاية والإنهاك باعتبارها الأقل كلفة في المواجهة مع الجيوش والسلطات المحلية في المناطق التي يقبع فيها عناصر التنظيم.

 

وأضاف أن الكثير من المؤشرات وتطور الأحداث على الأرض تشير إلى خسارة التنظيم للكثير من نقاط تمركزه في سوريا والعراق وليبيا، خاصة بعد العمليات الأخيرة في الموصل، وكذلك الهجوم الكبير الذي يتعرض له التنظيم في الرقة – معقل التنظيم – منذ نحو أسبوعين، إضافة إلى قرب حسم معركة سرت – أحد أهم معاقل التنظيم بليبيا- وهو ما يشير بقوة إلى تحول مقاتلي التنظيم من المواجهة المباشرة إلى الهرب والاختفاء بعيدًا عن أعين السلطات تمهيدًا لشن عمليات وفق استراتيجية النكاية والإنهاك، الأكثر أثرًا والأقل كلفة.

 

ولفت المرصد إلى هذا التحول على الأرض يشير إلى إمكانية تواجد التنظيم في مختلف دول المنطقة وعلى امتداد مساحتها، وتكوين خلايا نائمة أو ذئاب منفردة - وفق مصطلحات التنظيم – ما يحتم على دول المواجهة أن تغير من استراتيجيتها من المواجهة العسكرية المباشرة وحرب العصابات إلى مواجهة خلايا نائمة تنتشر على مساحات واسعة وتقوم بعمليات إرهابية نوعية بشكل لامركزي، ثم ما تلبث أن تعود للخفاء مرة أخرى لتتوارى عن الأنظار والملاحقة الأمنية.

 

وأكد أن هذه الاستراتيجية (النكاية والإنهاك) تسبب خسائر فادحة للدول التي تتعرض لها، خاصة مع صعوبة تحديد هوية العناصر المقاتلة وأماكن اختفائهم والأماكن المستهدفة بالعمليات الإرهابية، وهو ما يسبب وقوع الكثير من العمليات الإرهابية التي تهز كيان الدول وتضرب استقرارها وتهدد مواردها الاقتصادية، وتدفع الاستثمارات الأجنبية والسياحة إلى الهرب خوفًا من التعرض لتلك العمليات، ما يعني أن تكلفة تلك الاستراتيجية تكون فادحة ولا يمكن أن تقف أمامها الدول فرادى لفترة طويلة من الزمن، وهو يعني أن حتمية التحالف العالمي لمواجهة هذا الخطر المستشري وحصار تلك الآفات المقاتلة الهاربة من مناطق الصراع بسوريا والعراق وليبيا، ومنعها من عبور حدود الدول المجاورة واتخاذها مناطق عمليات لاستراتيجتها الخبيثة.

 

في سياق آخر، ندد مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية بالهجمة الوحشية التي تستهدف مسلمي بورما والتي تسببت في مقتل العديد من المسلمين هناك وتشريد الآلاف وهدم المنازل وطرد سكانها واعتقال العديد من الرجال والنساء، داعيا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدوره في حماية الأقليات الدينية والعرقية من الانتهاكات المتكررة التي تستهدف أقلية الروهينجا المسلمة ودفعها نحو ترك وطنها والهرب إلى الدول المجاورة.

 

ونبه المرصد على أن الانتهاكات المتكررة والممنهجة ضد أقلية الروهينجا باتت تشكل تهديدًا للأمن والسلم الدولي وتدفع الكثير من أبناء أقلية الروهينجا إلى اللجوء إلى العنف كسبيل لحماية نفسه من بطش وعنف السلطات المحلية، وهو الأمر الذي يغري الكثير من التنظيمات المتطرفة والتكفيرية إلى استثمار تلك الأوضاع وتجنيد أبناء الأقلية هناك لممارسة العنف تحت دعاوى كاذبة وخادعة لأقلية تتعرض لأقصى أنواع الاضطهاد والتمييز داخل وطنهم.

 

وحمل المرصد المجتمع الدولي والهيئات الأممية مسئولية تدهور الأوضاع هناك وتعرض المسلمين هناك إلى مزيد من الانتهاكات والعنف الرسمي وما يمكن أن يترتب عليه من انتشار للعنف في تلك المنطقة، خاصة مع محاولة تنظيم "داعش" الإرهابي البحث عن مناطق آمنة بعيدا عن سوريا والعراق، وذلك في أعقاب الحملة الدولية على التنظيم في معاقله بالموصل والرقة بسوريا والعراق، إضافة إلى انحسار قوة التنظيم بشكل كبير في سرت الليبية، وهو ما يجعل التنظيم يبحث عن مناطق جديدة تصلح لتكون مناطق آمنة للتنظيم، ولا أنسب من مناطق يقطنها مسلمون ويواجهون تمييزًا واضطهادًا بسبب الدين والعقيدة.

 

واختتم بيانه بالتأكيد على أن القضاء على "داعش" يحتم على المجتمع الدولي القضاء على كافة أشكال العنف والتمييز ضد المسلمين في مختلف المناطق، خاصة المناطق التي يسكنها أقلية الروهينجا المسلمة، حتى لا نعطي الفرصة لتنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات التكفيرية لإعادة ترتيب أوراقه واستثمار التمييز ضد المسلمين لدفعهم نحو العنف والإرهاب بدعوى حماية الدين والدفاع عن حرمات الله.

 


مقالات مشتركة